11-يناير-2025
مظاهرات سلوفاكيا

(AP) سلوفاكيون يتظاهرون ضد رئيس الوزراء روبرت فيكو

 

انضمت سلوفاكيا إلى قائمة الدول الأوروبية التي ترفض فيها القوى الديمقراطية المضي قدمًا في تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع روسيا، على خلفية الزيارة غير المسبوقة التي أجراها رئيس الوزراء الشعبوي، روبرت فيكو، إلى موسكو في كانون الأول/ديسمبر نهاية العام الماضي، بالتزامن مع اقتراب عودة، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، والذي أعاد فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية الزخم مجددًا لأحزاب اليمين المتطرف والحركات الشعبوية.

وفي هذه الدولة غير الساحلية بوقوعها وسط القارة الأوروبية، والتي استقلت عن الاتحاد السوفييتي في عام 1989، ما منحها فرصة الانضمام إلى حلف الشمال الأطلسي "الناتو"، جنبًا إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي في عام 2004، خرج الجمعة 10 يناير/كانون الثاني 2025، آلاف المؤيدين للتكتل الأوروبي في مظاهرات عمّت أنحاء البلاد احتجاجًا على تقارب براتيسلافا مع موسكو، في الوقت الذي تواصل روسيا غزوها للأراضي الأوكرانية.

على الرغم من تجاوز زمن زيارة فيكو إلى الكرملين نحو أسبوعين، إلا أن السلوفاكيين يبدو أنهم يزيدون إصرارًا بالتأكيد على حفاظ براتيسلافا على مسارها الديمقراطي داخل التكتل الأوروبي، وهو ما ظهر في هتافات المتظاهرين الذين أطلقوا شعارات "هنا أوروبا"، و"نحن نخجل من فيكو"، مؤكدين أنهم لن يتخلوا عن سلوفاكيا، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

انضمت سلوفاكيا إلى قائمة الدول الأوروبية التي ترفض فيها القوى الديمقراطية المضي قدمًا في تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع روسيا، على خلفية الزيارة غير المسبوقة التي أجراها رئيس الوزراء إلى الكرملين نهاية العام الماضي

من جهتها، كتبت حركة "السلام من أجل أوكرانيا"، التي نظمت التظاهرات، على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "سلوفاكيا هي أوروبا"، في محاولة منها لإظهار أن هذا البلد "ليس روسيا بل دولة ديمقراطية وذات سيادة"، فيما أكد المتظاهرون أن "التحول إلى الشرق يمثل خطوة كبيرة إلى الوراء".

وجاءت هذه التظاهرات بعد تصريحات أدلى بها فيكو أمام البرلمان، الجمعة، مؤكدًا أن بوتين وعده بتزويد براتيسلافا بالغاز الروسي. ووفقًا لما تقول الوكالة الفرنسية، فإن أوروبا لا تزال تتلقى الغاز الروسي عبر خط أنابيب ترك ستريم، بالإضافة إلى الغاز المسال المنقول بحرًا.

وكانت أوكرانيا قد أعلنت إغلاق خط أنابيب الغاز الروسي عبر أراضيها، والذي يزود دولًا أوروبية بالغاز الروسي، بما فيها سلوفاكيا، وهو ما دفع فيكو إلى التهديد بقطع إمدادات الكهرباء والمساعدات الإنسانية عن أوكرانيا، فضلًا عن تلويحه بخفض المساعدات للاجئي الحرب الأوكرانيين على الأراضي السلوفاكية. كما عرض مؤخرًا استضافة محادثات سلام بين كييف وموسكو في براتيسلافا، وهي دعوة نددت بها كييف على اعتبار أنها تصب في مصلحة موسكو.

وقال فيكو في وقت سابق إن زيارته إلى الكرملين كانت رد فعل على تحرك أوكرانيا لوقف إمدادات الغاز الروسي إلى العملاء الأوروبيين من خلال شبكة خطوط الأنابيب بعد انتهاء اتفاقية العبور قبل الحرب في نهاية عام 2024، بحسب وكالة أسوشيتد برس. وعلى الرغم من أنه يمكن لبراتيسلافا الحصول على الغاز عبر دول أوروبية أخرى، إلا أن فيكو قال إن بلاده ستخسر نحو 500 مليون يورو (515 مليون دولار) سنويًا جراء رسوم العبور التي ستفرض عليها.

 

 

وكان فيكو قد عاد إلى السلطة العام الماضي بعد فوز حزبه اليساري الشعبوي "سمير-إس دي" في الانتخابات البرلمانية، ويعرف عن هذا الحزب الشعبوي تأييده لموسكو، ومعاداته للسياسات الأميركية. وإثر عودته إلى السلطة قام فيكو بإنهاء المساعدات العسكرية التي تقدمها بلاده لأوكرانيا، كما انتقد عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على الكرملين، بالإضافة إلى  تعهده بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى "الناتو".

وحصلت براتيسلافا على نحو 13.5 مليار متر مكعب من الغاز الروسي عبر أوكرانيا العام الماضي، بما في ذلك نحو ثلاثة مليارات متر مكعب للاستهلاك السلوفاكي، بحسب وكالة رويترز. ويرى الاتحاد الأوروبي أنه لا توجد حاجة لتمديد عقد العبور عبر أوكرانيا، وأن البلدان التي تتلقى الغاز الروسي لديها القدرة على الوصول إلى إمدادات بديلة.

وكان فيكو قد أعلن الأسبوع الماضي أن براتيسلافا على استعداد لفرض سلسلة من العقوبات السياسية والاقتصادية ضد أوكرانيا، وذلك لإجبارها على المساعدة في شحن الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أنه "لا يوجد تشريع أو نظام عقوبات في الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يمنع أوكرانيا من مواصلة نقل الغاز".