29-يناير-2021

من احتجاجات طرابلس (Getty)

أطلق ناشطون لبنانيون وسم #120_استقالة_ الآن، للمطالبة باستقالة كافة أعضاء مجلس النواب اللبناني، على إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة طرابلس عاصمة الشمال، واستخدام العنف المفرط من قبل القوى الأمنية لقمع المتظاهرين الذين خرجوا إلى الساحات للمطالبة بإنهاء إجراءات الإقفال العام، وعودتهم إلى أعمالهم للتمكن من إعالة أسرهم. إذ يعمل القسم الأكبر من سكان طرابلس كمياومين وفي أعمال مستقلة ولا يحصلون على رواتب ثابتة، ما أوصل الحالة الاقتصادية والاجتماعية إلى وضع خطير، في المدينة التي توصف بأنها أفقر مدن البحر الأبيض المتوسط. المفارقة المؤلمة أن بين القيادات السياسية في طرابلس من يملكون مئات ملايين الدولارات ويعتبرون من أغنى أغنياء لبنان.

تتوجه أنظار المتابعين والمحلّلين في لبنان اليوم إلى ما يحصل في طرابلس، مع قلق متزايد من اللبنانيين ممّا قد تحمله الأيام القادمة، في ظل الحديث عن المطالبة بحل المجلس النيابي

الناشط أنطوني ميرزا رأى أن اللبنانيين يخسرون المزيد من أحلامهم يوميًا، بسبب الطبقة الحاكمة المسيطرة التي لا تملك إلا الكذب والتضليل. وطالب بإعادة السلطة للشعب من خلال إجراء انتخابات نيابية مبكرة.

اقرأ/ي أيضًا: الرابطة الكندية للصحفيين تدين تشويه سمعة العمل الصحفي في قضايا المناخ

فيما رأى روجيه متى أن الطبقة الحاكمة فشلت في الإصلاح وحان وقت التغيير، في إشارة منه لشعار التيار الوطني الحر "الإصلاح والتغيير"، التيار الذي يحمّله الكثير من اللبنانيين مسؤولية كبيرة عن الحال التي وصلت البلاد إليها. 

أما الناشط علي جوزو، فقد رأى أن طرابلس تخوض المعركة اليوم باسم كل الشعب اللبناني، في وجه الفساد، الدكتاتورية والظلم، ووصف المدينة بأنها عاصمة الشرفاء. 

فيما رأت الناشطة جانيت سلامة  أن المجلس النيابي عقيم، ولا يقدّم أو يؤخّر. ومهمته الوحيدة هي تغطية الفساد والسرقة، وتأمين غطاء للسلاح غير الشرعي. بينما تساءلت الناشطة غنى جبارة عن الجهة التي يمكن الاتصال بها في حال كانت الشرطة هي نفسها القاتلة. في إشارة إلى استخدام الجيش والقوى الأمنية للرصاص الحي والمطاطي ضد المتظاهرين في طرابلس، ما أدّى إلى سقوط قتيلين على الأقل حتى الآن. 

وقال وليد غانم  إن جريمة انفجار المرفأ في بيروت، بالإضافة إلى انهيار سعر الصرف والانهيار الاقتصادي، حصلت جميعها خلال ولاية مجلس النواب الحالي، ولم يستطع هذا الأخير القيام بأي عملية مساءلة أو محاسبة حقيقة، وبالتالي فالمطلوب منه الرحيل، لكي يُتاح للشعب انتخاب مجلس جديد قادر على تمثيل تطلّعاته. فيما استغرب ميلاد صليبا عدم قيام المجلس الحالي بنزع الثقة عن أي  وزير خلال السنوات الأخيرة، بالرغم من كل الموبقات التي شهدها لبنان مؤخّرًا من سرقات ونهب وفساد. فيما استغرب أحد الناشطين الهجوم الكبير الذي تعرّض له أهل طرابلس عبر السوشيال ميديا، واتهامهم بالاعتداء على القوى الأمنية، وقد نشر صورة لأحد نواب التيار العوني وهو يحاول فتح طريق بالقوة محاولًا الاعتداء على أحد رجال الأمن. 

ورأى أحد الناشطين  أن المسؤولين الذين حصلت جريمة المرفأ في عهدهم لا يجب فقط أن يستقيلوا، بل أن يتم إخراجهم بالقوة من المؤسسات الرسمية، ومحاكمتهم في مكان حصول الانفجار. ورأى أن الطبقة الحاكمة قتلت آلاف المواطنين بطرق مختلفة منذ نهاية الحرب الأهلية وحتى اليوم. 

تتوجه أنظار المتابعين والمحلّلين في لبنان اليوم إلى ما يحصل في طرابلس، مع قلق متزايد من اللبنانيين ممّا قد تحمله الأيام القادمة، في ظل الحديث عن المطالبة بحل المجلس النيابي، وهو مطلب قديم تمّ رفعه خلال انتفاضة 17 تشرين. وتنطلق  اليوم  بعض المجموعات مما يحصل في طرابلس وتعود إلى رفعه من جديد. فهل ستبقى طرابلس وحيدة في مواجهة كل أنواع السهام الإعلامية والأمنية؟.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مراسلون بلا حدود: تصعيد جديد في بيلاروسيا ضد الصحفيين عبر تلفيق التهم الجنائية

اقتباسات وتقييمات فيلم "النمر الأبيض" تنتشر في تويتر