04-مارس-2016

أبناء الميدان في 2011 (Getty)

جثيماني هو المكان الذي صلى فيه المسيح بلجاجة قبل إلقاء القبض عليه من قبل الرومان، حتى صارت قطرات عرقه قطرات دم، وقال صلاته الشهيرة، حسب الذكر الإنجيلي: "يا أبتاه، إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس. ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك" لوقا (22-42).

تربع الطاغية 30 عامًا على العرش، لأنكم تريدون الاستقرار والوظيفة والمرتب والحوافز، ثم أين العمل؟ لا عمل

كأس الثورة كأس مريرة، طريقها دماء وتضحيات، هذا هو ثمن الخلاص، هل الله أزاح عنا هذه الكأس أم لا تزال في طريقنا؟ كيف هو الطريق؟ نرفع قلوبنا للسماء حيث يمكث العالي العادل يراقب، وينجز إرادته لا إرادتنا، ومن أدرانا أن إرادتنا من إرادته، كلنا يرى الصواب، كلنا يرى في طريقه هو الخلاص.

اقرأ/ي أيضًا: اقتل البغدادي وانكح إلهام شاهين

هل يهتم أرباب المعاشات أو أصحاب الوظائف الحكومية أو الذين يتمتعون باستقرار نوعي بهذه الصلاة التي تمخضت عن ضيق مرتقب يعانيه الشباب على طريق الصلب الأخير لما تبقى من رواسب أحلامهم، أحلام رأوا أصدقاءهم والأقربين منهم يزرعونها بدمائهم، هل يهتمون حقيقة بهذا الجيل الذي عليه أن يحمل أعباء ذلك الوطن في السنين القادمة.. الإجابة لهم.

وبهذا الصدد هذا التباعد بين هاتين الفرقتين، سواء في تقسيمهم العمري أو الفكري أو الاجتماعي، نجد أننا أمام تقسيم فعلي للحركة "الوطنية" على الصعيد الشعبي، ومزايدة مباحة وصلت إلى الساحات البرلمانية، بين "25 يناير" و"30 يونيو"، والخطأ الأكبر الذي لا نتعلمه من التاريخ -ببساطة لأننا لا نقرؤه- أن المقارنة والتقسيم بين الثورات لا يقود إلا إلى مزيد من الفرقة.

اقرأ/ي أيضًا: اسم الله عليكِ يا مصر

ألا تتذكر تلك الفئة الشايبة التي تلعب الطاولة على القهاوي أو الماكثين بجوار زوجاتهم في حالة تأفف أمام التلفاز ليشاهدوا أحمد موسى، أو الذين يشغلون المقاعد البرلمانية، تلك الفترة التي عاد الوفد فيها للظهور، كيف هاجم فؤاد سراج الدين ثورة 1952 وجمال عبد الناصر، وعقد مقارنات بينها وبين ثورة 1919؟ كيف كان الوسط، وقد كان حزب النظام وقتها، يلعب على هدم كل رموز الثورة سواء الوفدية اليمينية أو الاشتراكية اليسارية؟ أين ذهبت تلك التيارات، أين تأثيرهم في الشارع الآن؟ ذهبوا وذهبت الاشتراكية وعادت الطغمة الدينية والرأسمالية، لماذا لأنهم لم يلبوا مصالحكم، لم يكونوا في صالح الشعب، تربع الطاغية 30 عامًا على العرش لأنكم تريدون الاستقرار والوظيفة والمرتب والحوافز ثم أين العمل؟ لا عمل.

أنتم تنقلون أمراضكم للأجيال القادمة، تجعلونهم يتعجلون في الدخول إلى تروس البيروقراطية، الوظيفة ثم الزواج ثم الأولاد، ولا يهم أي شيء آخر، المهم أن تستقر، تجعل الفتى يخاف من الوحدة والفتاة تخاف من العنوسة، لماذا لا تجعلونهم يحلمون يختارون... يثورون؟

أنتم تخلقون الآلهة بالاستقرار، تخافون التجديد، تهابون النقد، المسلمات مسلمات لا يجوز المساس بها، أخاف أن نقف في الميادين متقابلين.. أخاف ألا تكون صلاتنا واحدة.

اقرأ/ي أيضًا:

السيسي.. خُطب الدكتاتور المأزومة

أيادي السيسي الناعمة