17-نوفمبر-2018

محمد صلاح يحرز هدف الفوز القاتل في مرمى تونس (Getty)

حقّقت مصر فوزًا مثيرًا على تونس في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2019، وهنا ردّ الفراعنة الاعتبار للكرة المصرية بعد أسبوع من خسارتها نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الترجي التونسي، من جانبه اقترب المغرب كثيراً من حجز بطاقة التأهّل للنهائيات، عقب انتصاره التاريخي على الكاميرون، إذ لم يفز أسود الأطلس على بطل أفريقيا في كلّ المواجهات السابقة.

استطاعت المغرب أن تتغلّب على الكاميرون للمرّة الأولى بتاريخها

لم يمرّ على المواجهة المصرية-التونسية في نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الترجي والأهلي سوى أسبوع واحد، وفيه مني النادي الأهلي بهزيمة تاريخية توّجت الترجي باللقب الأفريقي ووضعته في كأس العالم للأندية، وعلى الرغم من ضمان كلّ من منتخبي تونس ومصر مكانهما في كأس أمم أفريقيا 2019، إلا أن المواجهة تحمل ثأراً مزدوجاً للفراعنة، فهم خسروا مباراة الذهاب في تونس التي أقيمت العام الماضي بهدف وحيد، كذلك سيكون من الجيّد لرفاق محمّد صلاح أن يعيدوا الاعتبار للكرة المصريّة أمام نظيرتها التونسيّة بعد نكسة رادس بين الأهلي والترجي، ومن أجل تحقيق ذلك على لاعبي خافيير أغيري أن يكسروا لعنة لازمت فريقهم 26 عاماً، فهم لم يتغلّبوا على نسور قرطاج رسمياً منذ عام 2002، وذلك بهدف وحيد ضمن دور المجموعات في كأس أمم أفريقيا.

اقرأ/ي أيضًا: بثلاثيّة تاريخية في مرمى الأهلي.. الترجّي سيّداً على أفريقيا

بدأ الضيوف أولى تهديداتهم عبر ركلة حرّة نفّذها وهبي الخزري، لكنّ الكرة اصطدمت بالعارضة، وفي الدقيقة 13 راوغ نعيم السليتي الدفاعات المصرية، وأودع في شباكها أوّل أهداف اللقاء، عندها حاول أصحاب الأرض أن يعدّلوا النتيجة، فامتلكوا الكرة واستحوذوا على تحرّكاتها، وشنّوا هجمات عديدة مستفيدين من تحرّكات تريزيغيه ، والذي استطاع أن يحرز هدف التعادل في الدقيقة 32، بعد أن صوّب كرة من داخل منطقة الجزاء، ارتطمت بالدفاع وتابعت طريقها نحو المرمى، هدفٌ احتفل به مدرّب الفراعنة المكسيكي خافيير أغيري بطريقة استفزّت بعثة المنتخب التونسي، والذي تقدّم رسمياً بشكوى ضدّه بسبب الاحتفال "غير الأخلاقي" حسب البعثة التونسية.

وفي الشوط الثاني واصل الفراعنة تسجيل أفضليّتهم على مجريات المباراة، واستطاع باهر محمّدي أن يفتتح أهدافه الدولية في الدقيقة 60، مستغلاً كرة عرضية من عمرو وردة أودعها برأسه في شباك الضيوف، لكنّ الضيوف لم يستسلموا للنتيجة، واستطاع السليتي أن يعدّل النتيجة ويسجّل ثاني أهدافه في المباراة بالدقيقة 70، وهُنا صُعق أصحاب الأرض بهذا الهدف، فقاد صلاح الهجمات هذه المرّة ووقف القائم في وجه إحدى تسديداته، وكاد التونسيون أن يسجّلوا هدف الفوز قبل نهاية المباراة بدقائق، لكنّ رامي البدوي آثر أن يصوّب الكرة بنفسه أمام الحارس الذي واجهه دون أن يمرّرها لزميله الخالي من الرقابة، فعاقبه النجم المصري محمّد صلاح في الدقيقة الأخيرة من المباراة، عندما ختم مجهوداً جماعياً بلمحات فنّية فرديّة أتقنها في ليفربول، وأودع الكرة داخل الشباك، لتحقّق مصر الانتصار على التوانسة لأول مرّة منذ 2002، وتثأر من هزيمة الذهاب، وتعيد الاعتبار للكرة المصرية بعد هزيمة نهائي دوري أبطال أفريقيا.

اقرأ/ي أيضًا: عينٌ على كأس أفريقيا وأخرى نحو قطر 2022.. خافيير أغيري مدرّبًا للفراعنة

من جهتها اقتربت المغرب كثيراً من حجز مكانها في نهائيّات  كأس أمم أفريقيا 2019، وتحوي مجموعتها الكاميرون مستضيفة البطولة القادمة إضافة إلى مالاوي وجزر القمر، ما يعني أن فريقاً واحداً سيتأهّل من هذه المجموعة بعكس نظيراتها التي يصل من كلّ واحدة منها فريقين، وذلك بسبب تأهّل الكاميرون المسبق للبطولة التي ستستضيفها، كان على المغرب أن تحقّق الانتصار على ملعبها أمام الكاميرون حاملة اللقب، والمدجّجة بالعديد من النجوم الذين يقودهم المدرّب الهولندي كلارنس سيدروف ومساعده ورفيق دربه باتريك كلويفرت، وأي نتيجة غير الفوز قد تكلّف المغاربة الخروج من التصفيات، وكم سيصعب تحقيق ذلك مع وجود لعنة اسمها الكاميرون، فأسود الأطلس لم يحقّقوا الفوز على الكاميرون رسمياً في تاريخهم العريق كلّه، ولم يسجّلوا أي هدف في مرمى الكاميرون منذ 32 عاماً، وتحديداً سنة 1986 عندما انتهت مواجهة الفريقين بالتعادل 1-1.

من أجل ذلك أراد لاعبو هيرفي رينارد أن يكتبوا صفحة جديدة في تاريخ بلادهم، فبادروا بالضغط على مناطق الخصم مع بداية المباراة، وأنقذ الحارس الكاميروني مرماه من كرات يونس بلهندة وحكيم زياش، فيما اعتمد الضيوف على الهجمات المرتدّة التي اضمحلّت خطورتها بتواجد الحارس ياسين بونو المحترف بنادي جيرونا الإسباني.

وفي الشوط الثاني اضطر مدافع الكاميرون لعرقلة سفيان بوفال من أجل وقف سيل الهجمات المغربيّة، فسنح لأصحاب الأرض ركلة جزاء ترجمها بنجاح حكيم زياش بالدقيقة 54، واستطاع نجم أياكس أمستردام نفسه أن يعزّز تقدّم فريقه بهدف ثان في الدقيقة 66، بتسديدة قويّة من خارج منطقة الجزاء، وبعد هذا الهدف بدقائق طُرد مهاجم الكاميرون إيكامبي بسبب تلقّيه البطاقة الصفراء الثاني في المباراة، بعد ادّعاء تعرّضه لعرقلة داخل منطقة جزاء المغرب، فانتهت المواجهة بفوز تاريخي للمغرب، الأمر الذي جعل أسود الأطلس بالصدارة، وقرّبهم كثيراً لنهائيات أمم أفريقيا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 كأس العالم 2018.. لعنة الثواني الأخيرة تعصف بالمغرب ومصر

المغرب تبكي حلم 2026.. ألم الطعنة في الظهر