21-يناير-2025
البحر الأحمر

مصر تتطلع لعودة التهدئة في باب المندب والبحر الأحمر (رويترز)

 

تراهن مصر على اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل لإعادة عمل قناة السويس إلى طبيعته، وذلك بعد الخسائر الكبيرة التي تكبّدتها بسبب التصعيد في منطقة باب المندب والبحر الأحمر، وفي هذا الصدد أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء 21 يناير/ كانون الثاني 2025، خلال لقائه الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينغيز عن تطلعه لتهدئةٍ في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، مؤكدًا ضرورة استعادة الأمن فيهما، بالنظر لأهميتهما الكبيرة "لطرق التجارة البحرية والدولية".

يضاف إلى ذلك أن لدى مصر مخاوف حقيقية  من اتخاذ شركات الشحن قرارات بالتوجه إلى طرق بديلة لتجنب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. لكن أمن منطقة البحر الأحمر وباب المندب، يتوقف بالدرجة الأولى على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في الصمود، وعدم تصعيد إسرائيل ضدّ الحوثيين في اليمن.

وتتحرك مصر على أكثر من صعيد لضمان التهدئة في باب المندب، فالخميس الماضي أجرى وزير خارجيتها  بدر عبد العاطي اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، حثه فيه، حسب وكالة الأناضول "على خفض التصعيد في منطقة البحر الأحمر، بما يحافظ على حرية الملاحة الدولية في هذا الشريان الأهم في العالم"، مشددًا على أن هذا الأمر بات أكثر إلحاحًا " بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".

فقدت قناة السويس أكثر من 7 مليارات دولار من إيراداتها عام 2024 على إثر الأحداث في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، والتي أثرت سلبًا على حركة الملاحة بالقناة واستدامة التجارة العالمية

خسائر ضخمة:

أصدرت الرئاسة المصرية نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي بيانًا أكدت فيه تراجع إيرادات قناة السويس بما "يقرب من 7 مليارات دولار في 2024، وذلك على إثر الأحداث الراهنة في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، والتي أثرت سلبا على حركة الملاحة بالقناة واستدامة التجارة العالمية".

وكانت قناة السويس قد حققت في 2023 إيرادات بنحو 10.25 مليارات دولار بحسب بيانات رسمية. وعلى ضوء ذلك يمكن القول إنها خسرت  أكثر من 60% من عائداتها، وذلك بالمقارنة مع العام الماضي. وهذا بالضبط ما أكدته إحصائيات نشرها صندوق النقد الدولي شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حيث جاء في التقرير الذي نشره الصندوق أن التوترات التي تعرفها منطقة البحر الأحمر "أفقدت مصر 70% من إيرادات قناة السويس التي تعد مصدرًا رئيسًا للعملة الأجنبية للبلاد".

وسجّلت القناة المصرية هذه الخسائر بالتزامن مع تواصل التوترات التي يشهدها الشحن في البحر الأحمر، بسبب الهجمات التي ينفذها الحوثيون بين الفينة والأخرى في إطار عملية الإسناد العسكري لغزة، وتلقي خسائر قناة السويس الضوء على مستوى تأثير هذه العمليات في عائدات الشحن البحري، مع العلم أنّ الحوثيين يدّعون أنهم يستهدفون فقط السفن ذات الصلة بإسرائيل (تمتلكها إسرائيل أو تتجه إليها أو تتبع لدول متحالفة معها).

وبدأ الحوثيون عملياتهم في منطقة البحر الأحمر  منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وأمام تأثير عملياتهم في المنطقة قام حلفاء إسرائيل، وبالتحديد أميركا وبريطانيا بتنفيذ هجمات مضادة منذ مطلع 2024، ضد مواقع الحوثيين في اليمن، الأمر الذي ردّت عليه الجماعة "بتوسيع هجماتها واعتبار السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها".

وكان زعيم جماعة أنصار  الله في اليمن عبد الملك الحوثي، قال الخميس الماضي إنّ جماعته "نفذت عمليات بـ1255 ما بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية وطائرات مسيرة، إضافة إلى الزوارق الحربية"، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.

وأضاف: "سنبقى في مواكبة مراحل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأي تراجع إسرائيلي أو مجازر وحصار سنكون جاهزين مباشرة للإسناد العسكري للشعب الفلسطيني".

وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قد بدأ في السريان الأحد الماضي 19  كانون الثاني/يناير الجاري، وتستمر مرحلته الأولى 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض على مرحلة ثانية ثم ثالثة، وذلك بوساطة كلٍّ من قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية.