02-مايو-2016

مدرعة للأمن متوقفة أمام نقابة الصحفيين 2/4/2016 (Getty)

 

فيما اعتبره مراقبون ترجمة لتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، المعادية للصحافة، حركت أجهزة الأمن كرة النار لتأكل الجميع، عبر اقتحام مقر نقابة الصحفيين للقبض على عمرو بدر، ومحمود السقا، الصحفيان في بوابة يناير، في سابقة تاريخية لم تشهدها النقابة، قبل ساعات من اليوم العالمي للصحافة.

طالب الصحفيون، في بيان لهم، السيسي بالتدخل لإنقاذ الصحفيين من "القبضة الأمنية"، التي تتعمد اصطيادهم، والتنكيل بهم، خلال تغطية المظاهرات

ويحظر قانون "الصحفيين" على أي جهة تفتيش مقار النقابة، أو النقابات الفرعية أو وضع اختام عليها إلا بموافقة أحد أعضاء النيابة العامة، وبحضور نقيب الصحفيين أو النقابة الفرعية أو من يمثلها، وفق نص المادة 70.

اقرأ/ي أيضًا: حلب..الحداد أحمر

أعلن الصحفيون الدخول في اعتصام مفتوح أمام مقر النقابة بوسط القاهرة، التي شهدت فراغًا أمنيًا غير مسبوق، رافعين مطالب على رأسها إقالة مجدي عبد الغفار.

بينما برأت "الداخلية" ساحتها في بيان رسميٍ قالت فيه إن الاقتحام جاء تنفيذًا لقرار النيابة العامة.

فيما كذَّب بيان النيابة، الذي صدر مؤخرًا، رواية "الداخلية"، حيث إنه لم يصدر إذنًا باقتحام النقابة، وكل ما جاء منها قرار "ضبط وإحضار" للصحفيين المتهمين بتاريخ 19 أبريل.

وطالب الصحفيون في بيان لهم، الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل لإنقاذ الصحفيين من "القبضة الأمنية"، التي تعمدت خلال الفترة الماضية اصطيادهم، والتنكيل بهم، خلال تغطية المظاهرات، أو التظاهر، وأخيرًا، واقعة اقتحام النقابة.

كان ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، ورئيس تحرير "الأخبار"، أقحم الرئاسة  في الأزمة من حيث قصد أن يدافع عنها، عبر تصريحه لأحد البرامج التليفزيونية بأن "الرئيس لم يعلم بأمر مداهمة النقابة، ولا يرضى عنه، وأطراف في وزارة الداخلية تورط النظام وتسيء للدولة عن عمد".

اقرأ/ي أيضًا: حرية الصحافة2016..معركة في سبيل الرسالة المهيمنة

وكشفت مصادر خاصة لـ"الترا صوت" إن الرئاسة المصرية في محاولات مستمرة لـ"فض الاشتباك" بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية خلال الليلة الماضية، عبر اتصالات مكثفة لـ"تلطيف التوتر" بدأت بلوم مدير أمن القليوبية، الذي سمح بتوجه قوات لاقتحام النقابة، دون إخطار "جهات عليا".

وأضافت المصادر: "الرئاسة ستدعو جميع الأطراف للحوار والعودة إلى الوفاق الوطني خلال أيام".

وبالفعل، دخل يحيى قلاش، نقيب الصحفيين المصريين، في مفاوضات مع مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، بوساطة من شريف إسماعيل، رئيس الوزراء.

تأتي المفاوضات بعد تصريح "قلاش" لوكالة "رويترز" عن عقد اجتماع طارئ في وقت متأخر استمر حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين دعا فيه الصحفيين لعقد اجتماع طارئ للجمعية العمومية للنقابة الأربعاء المقبل "لاتخاذ القرارات المناسبة". وقال في "مقطع فيديو": "هنرد اعتبارنا واعتبار البلد كلها، واللي يشتغل في الصحافة ميخافش، وأنا طالبت بإقالة وزير الداخلية لأنها أقل حاجة هتكون مقبولة، ووزير الداخلية بيشغل في البلد وبيتصرف بطريقة غير مسؤولة".

واستجابت صحف القاهرة - جزئيًا – لدعوة خالد البلشي، رئيس لجنة الحريان بنقابة الصحفيين، بتوحيد مانشيتات الصحف، وتسويد صفحاتها، حيث احتجب موقع "البديل"، المعارض للنظام المصري، مسودًا صفحته الرئيسية لمدة 24 ساعة، ووضعت "المصري اليوم" و"الوفد" شارة سوداء حدادا على حرية الصحافة.

وعلى مستوى صحف العالم، لفتت "ديلي ميل" إلى إن سلم نقابة الصحفيين كان "بقعة مقدسة للتظاهر"، وأحد الأماكن القليلة التي تسمح للمتظاهرين أن يتجمعوا بها للتعبير عن مظالمهم خلال فترة حكم المخلوع حسني مبارك.

وأخيرًا، وزّعت نيابة القاهرة حزمة اتهامات على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، يتم التحقيق معهما بشأنها، وهي: محاولة قلب النظام الجمهوري وتغيير دستور الدولة، والانضمام لجمعية تستهدف تعطيل العمل بأحكام الدستور، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة عملها، والترويج بالقول والكتابة للأغراض محل الاتهام، وإذاعة أخبار وبيانات وشائعات كاذبة لـ"تكدير الأمن العام". وهي الاتهامات التي عكفت قوات الأمن على تلفيقها للمتظاهرين خلال الأحداث الأخيرة، قبل أن تقضي بحبس الصحفيين بدر والسقا 15 يومًا على ذمة التحقيق. 

اقرأ/ي أيضًا:

اقتحام نقابة الصحفيين..جريمة سيساوية جديدة

هاشتاج حلب تحترق يتصدر الصفحات الزرقاء