19-أبريل-2016

(Getty)

فيما تحاول السلطة المصرية تجميل صورتها بعد واقعة إخفاء وتعذيب وقتل الايطالي جوليو ريجيني، تورط أمين شرطة في قتل مواطن، وإصابة اثنين بسبب خلاف على "ثمن كوب شاي" في التجمع الأول شرق القاهرة.

فيما تحاول السلطة المصرية تجميل صورتها بعد واقعة إخفاء وتعذيب وقتل الايطالي جوليو ريجيني، تورط أمين شرطة في قتل مواطن، ليشعل الغضب مجددًا

وكشفت التحريات الرسمية، التي تأخرت لحين انتهاء محاولة "تبرئة القاتل"، أن الشاب القتيل بائع للشاي بالمنطقة وعندما طالب البائع أمين الشرطة بسداد قيمة مشروباته رفض، وأدّت مشادة كلامية بينهما إلى إطلاق أمين الشرطة رصاصة من سلاحه الشخصي على الشاب أودت بحياته، ففرّ هاربًا وترك زميله داخل "السيارة الميري".

اقرأ/ي أيضًا: مصر..السلاح قبل الخبز أحيانًا

وفي محاولة لإبعاد النظر عن أبعاد "سبق الإصرار والترصّد" في مقتل بائع الشاي، كما جرى في قضية "ريجيني"، وردت بيانات صحفية عن وزارة الداخلية وتصريحات من مصادر أمنية متضاربة، قالت "الداخلية" في بيان رسميّ على صفحتها بموقع "فيسبوك":

"إنه صباح اليوم 19 الجاري وأثناء تواجد أمين الشرطة/ السيد زينهم عبدالرازق (بإدارة شرطة نجدة القاهرة) بإحدى مأموريات التأمين أمام البوابة رقم (6) لمدينة الرحاب بالقاهرة الجديدة، حدثت مشادة بينه وأحد باعة المشروبات لخلاف حول سعر أحد المشروبات تطورت إلى مشاجرة مع البائع وآخرين، قام على أثرها أمين الشرطة المذكور بإطلاق النار من السلاح عهدته مما أدى إلى وفاة البائع وإصابة اثنين من المارة".

بعد حصة من التصريحات المتضاربة على مسؤولية عدة مصادر أمنية، كان هذا الاعتراف من "الداخلية" بتورط أحد رجالها في إطلاق نار على 3 أشخاص راح أحدهم قتيلًا بالقرب من مدينة "الرحاب".

في مرحلة الإنكار، قال مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، إنه أثناء مرور سيارة شرطة تابعة لـ"أمن العاصمة" بالقرب من مدينة الرحاب، في طريقها إلى منزل أحد القضاة لتأمين خروجه، توقفا لسؤال ثلاثة أشخاص من المارة عن عنوان محل إقامة المستشار، ومن قبيل الصدفة، خرجت عدة طلقات من بندقية آلية كانت بحوزتهما عن طريق الخطأ، ما أدى لمقتل أحدهم، وإصابة الاثنين الآخرين.

في مرحلة الارتباك، زال الإنكار قليلًا، وقال أمين الشرطة المتهم في محضر رسمي، إن المجني عليهم حاولوا تجريده من سلاحه الميري خلال قيامه بواجبات عمله، وهو إزالة متعلقاتهم والعربات التي يعملون بها، ويتخذون لها مكانًا مخالفًا بالطريق العام، فخرجت رصاصات "طائشة" أصابتهم خلال قيامه بالدفاع عن نفسه.

وأكد مصدر أمني: "هذه رواية المتهم ويجري حاليًا الاستماع للمصابين للوقوف على حقيقة الواقعة".

اقرأ/ي أيضًا: الرئيس الغلبان..السيسي نموذجًا

بينما لا تزال الحالة الصحية للمصاب الثاني مجهولة، فقد نشرت مواقع إخبارية بالقاهرة بيانا حول وفاته، إلا إن "الداخلية" نفت – بيان رسمي – ما يشاع حول تدهور حالته الصحية إلى حد الوفاة بالمستشفى، وأكدت إنه منذ اللحظة الأولى كانت "حالته الصحية متدهورة".

ووصفت "رويترز" الواقعة بـ"أحدث حلقة من سلسلة حوادث أثارت غضبا بسبب مزاعم عن وحشية الشرطة"، خاصة إن محكمة جنايات القاهرة عاقبت قبل شهر، رقيب شرطة متهم بقتل سائق "توك توك"، معروف بـ"دربكة"، في منطقة الدرب الأحمر، بالسجن 25 عامًا.

وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي المتزايد، بسبب سلسلة تجاوزات ارتكبها رجال شرطة، وتحديدًا "آل حاتم"، الاسم المعروف عن الأمناء، قال وزير الداخلية مجدي عبد الغفار: "دولتنا دولة قانون، ولا يوجد أحد فوق القانون. من يرتكب أي خطأ أو أي مخالفة تقع تحت طائلة القانون يقدم فورا لجهات التحقيق ويتقدم للنيابة ويتقدم للمحاكمة".

وهو التصريح الذي عرَّض "عبد الغفار" لحملة سخرية واسعة الانتشار على صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة إن أحدًا من المتورطين في عمليات قتل من الشرطيين لم يحاكم – كما يجب – منذ ثورة 25 يناير.

توجّه "ألترا صوت" لمصدر بالنيابة العامة بالسؤال حول ملابسات عملية القتل، فقال: "أصيب بائع الشاي بطلق ناري في القلب من بندقية آلية كانت بحوزة أمين الشرطة، الذي تمّ اقتياده واحتجازه تمهيدًا لتقديمه للمحاكمة، ولا يزال مصيره مجهولًا".

اقرأ/ي أيضًا: 

تيران وصنافير..من المستفيد؟

بسبب تيران وصنافير..المصريون يكسرون قانون التظاهر؟