16-نوفمبر-2016

قوات من الداخلية المصرية خلال محاولتها فض إحدى التظاهرات (Getty)

قضت محكمة جنح ثان مدينة نصر ببراءة الطالب المتوفي أحمد مدحت وسبعة أشخاص آخرين في قضية تم اتهامهم فيها بتكوين شبكة دعارة. وكان الطالب أحمد مدحت قد اختفى يوم الاثنين 29 آب/أغسطس 2016 وحاول شقيقه البحث عنه ولكن دون جدوى. وعندما بحث عنه والده في قسم أول مدينة نصر طالبوه بالبحث عنه في المباحث، هناك أخبروا الوالد بوجود جثة ابنه في المشرحة وأنه قد توفي بعد محاولة الهروب أثناء القبض عليه من نادي لممارسة الدعارة.

حكم براءة "أحمد مدحت"، طالب الطب المتوفي، من تهمة تكوين شبكة الدعارة، دليل على تلفيق الداخلية للقضية لإلهاء الرأي العام

اقرأ/ي أيضًا: مصر..استعباد "رموز يناير" من العفو الرئاسي

رجال الشرطة في القسم، أخبروا والد "مدحت" أن ابنه قام بالقفز من الطابق الثاني مما تسبب في وفاته. لكن بوصول والده وشقيقه إلى المشرحة وجدوا كسرًا بالجمجمة يبلغ حوالي 8 سم، نتيجة ضربه بما يشبه "شاكوش" على رأسه، أو ما شابه ذلك، وفقًا لرواية شقيقه، فضلًا عن وجود "رغاوي" على فمه، ولا وجود لآثار كدمات أو خدوش في جسده.

والد المتوفي أكد أن نجله كان متدينًا وفي الفرقة الخامسة بكلية الطب جامعة عين شمس ومن المتفوقين، ولا يصدق أنه كان يتردد على أوكار للدعارة. وأضاف أن نجله كان متهمًا في إحدى قضايا التظاهر دون تصريح، وصدر ضده حكم فيها بالحبس عامين.

اقرأ/ي أيضًا: مصر..لجنة المحبوسين بين ضعف المصداقية وآمال العفو

أما بالنسبة لحكم البراءة الذي صدر بحق "مدحت" فهو ينفي فقط براءته من تكوين شبكة دعارة مع سبعة آخرين، وهو ما يؤكد "تعمد" الداخلية التشهير بسمعة الطالب أحمد مدحت حتى يتم إلهاء الرأي العام عن القضية الحقيقية وهي اختطافه وتعذيبه، أما براءته من قضية التظاهر دون تصريح ، التي اختطفته الداخلية على خلفيتها، فلم تتم.

وجدير بالذكر أن المحامي "أحمد سعد "، محامي الطالب أحمد مدحت، قد ذكر من قبل أن أسرته واجهت تعنتًا شديدًا من رئيس النيابة، حيث رفضت الأسرة دفن الجثة قبل التشريح، وكان رد رئيس النيابة، موجهًا الحديث لوالد مدحت: "بدل ما تدور على تصريح الدفن حاول تداري الفضيحة بتاعت ابنك"، ورفض إطلاعهم على المحضر ومعاينة النيابة وأقوال المتواجدين في النادي وفقًا لمحضر وزارة الداخلية.

في وقت لاحق، اتهم شقيق الشاب أحمد مدحت الداخلية بتلفيق تهمة الدعارة لأخيه لمحاولة التغطية على موضوع اختفائه، أما المحامي أحمد سعد فقد انتقد رواية الداخلية حول قفزه من الطابق الثاني مما تسبب في مقتله دون إصابته بكسور أو كدمات، مع جرح فقط في الرأس أدى لوفاته. وأكد وجود واقعة قبض بالفعل على شقة آداب، وضع فيها أحمد كمحاولة لتفسير واقعة مقتله، منوهًا أن المحضر حدد موعد القبض بالساعة 6 ونصف، ولكن موعد معاينة النيابة لجثمانه كان في 10 ونصف، واستلمته المشرحة في الساعة 11 مساء، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يكون الفارق الزمني كبيرًا ما بين واقعة القبض ومعاينة النيابة، مما يدل على تناقض رواية الداخلية، حسب ذات المتحدث.

اقرأ/ي أيضًا:

 ماذا قالت هيومان رايتس ووتش عن سجن العقرب؟

سجون مصر.. إهمال وتكديس وتقتيل