29-يوليو-2022
تداعيات مستمرة لاغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة (Getty)

مطالبات مستمرة بالعدالة لشيرين أبو عاقلة (Getty)

في الوقت الذي لم يعط فيه الرئيس الأمريكي أو إدارته أي وعود بإجراء تحقيق خاص في حادثة اغتيال الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة، بالإضافة لرفضه مقابلة عائلتها خلال الجولة التي قادته إلى الشرق الأوسط مؤخرًا، تقدم عدد من النواب من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي بمشروع قانون يهدف إلى دفع الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء تحقيق خاص لتحديد مصدر إطلاق النار.

تقدم عدد من النواب من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي بمشروع قانون يهدف إلى دفع الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء تحقيق خاص باغتيال أبو عاقلة

وأمس الخميس، انتقد النواب الموقف الأمريكي خلال مؤتمر صحفي عقد أمام الكونغرس بحضور عائلة أبو عاقلة، وقال النائب الديمقراطي أندريه كارسن للصحفيين "ندعو زملاءنا إلى النظر إلى هذا على أنه مسألة تتعلق بحرية الصحافة وإلى تنحية السياسة الإسرائيلية والفلسطينية جانبًا والنظر إلى هذا الأمر على حقيقته، هجوم على الصحافة المستقلة ومقتل واحدة من مواطنينا". كما انتقدت عضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي ماري نيومان بشدة موقف وزارة الخارجية الأمريكية قائلة "أشعر بالحرج والغضب لعدم وجود تحقيق، وأعتزم توجيه أصابع الاتهام إلى وزارة الخارجية التي تتقاعس عن العمل".

كما طالب السيناتور عن الحزب الديمقراطي كريس فان هولين "إدارة بايدن بإجراء تحقيق شامل ومستقل وشفاف في مقتل مراسلة قناة الجزيرة  شيرين أبو عاقلة"، وأضاف خلال كلمة قرأتها نيابة عنه المحامية الفلسطينية ديانا بطو أن "على واشنطن مساءلة أصدقائها وأعدائها دفاعًا عن حرية الصحافة". كما أكدت عضوة مجلس النواب الديمقراطية أيانا بريسلي مواصلة "الضغط من أجل ضمان محاسبة المسؤولين عن مقتل أبو عاقلة".

من جهتها أشارت النائبة الديمقراطية  إلهان عمر إلى أن "الولايات المتحدة دعمت مبدأ المحاسبة تجاه الانتهاكات في العالم"، معتبرة أن "عدم توجيه الرئيس جو بايدن دعوة لعائلة شيرين أبو عاقلة أمرٌ غير مقبول"، وأضافت أن "شيرين أبو عاقلة كانت صحفية تقوم بعمل تحميه الدساتير"، مطالبة بتحقيق "العدالة لها عبر التحقيق في مقتلها من خلال وزارتي الخارجية والعدل الأمريكيتين". وتابعت "مسؤوليتنا نحن الأمريكيين أن نحقق في مقتل شيرين أبو عاقلة.. لن نتراجع ولن نهدأ حتى تتحقق العدالة لشيرين".

من جانبها قالت النائبة رشيدة طليب بأن "عائلة شيرين أبو عاقلة لم تستطع حتى الحزن عليها، لأنها قوبلت بالقمع الإسرائيلي"، وأضافت "أطالب الرئيس بايدن بتكليف وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"  بالتحقيق في مقتل شيرين". كما تحدث في المؤتمر أنطون أبو عاقلة شقيق شيرين قائلًا بأن مطلب عائلته لم يتغير وهو "تحقيق أمريكي يفضي إلى مساءلة حقيقية"، وأوضح أن "العائلة طلبت من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سحب بيان سابق كان يتحدث عن الرؤية الأمريكية لملابسات مقتل شيرين"، وأن "شيرين تستحق كل الجهود التي نقوم بها بحثًا عن العدالة، وندرك صعوبة ذلك بالنسبة إلى الفلسطينيين".

في نفس السياق طالب بيان لأعضاء من الحزب الديمقراطي في الكونغرس وزير الخارجية أنتوني بلينكن بـ"تقديم تقرير للكونغرس يبين الخطوات التي اتخذتها الحكومة الأمريكية لدعم تحقيق مستقل وشفاف وذي مصداقية في مقتل شيرين أبو عاقلة ويقدم نتائج مفصلة في هذا الشأن". وأكد الموقعون علي البيان وهم فان هولن، وباتريك ليهي، وديك ديربن، وجين شاهين، وجيف ميركلي، وكريس ميرفي "دعمهم الراسخ لحرية الصحافة وعملهم المتواصل للوصول إلى الحقيقة في هذه المأساة وضمان المحاسبة".

يذكر أن عائلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة قد التقت بوزير الخارجية الأمريكية أنطوني بلينكن الأربعاء الماضي في مقر الوزارة بناءً على دعوة منه، وحثت العائلة بلينكن على المطالبة بمحاسبة إسرائيل على الجريمة التي ارتكبتها، لكن وزير الخارجية لم يعبر عن التزام بفتح تحقيق مستقل في الحادثة.

وقالت لينا أبو عاقله ابنة شقيق شيرين  بعد خروج العائلة من اللقاء الذي استمر قرابة الساعة "نحن مستمرون في المطالبة بالمحاسبة والعدالة لشيرين"، وأضافت "إذا لم تكن هناك محاسبة على جريمة قتل شيرين، فإن هذا يعطي بطريقة ما الضوء الأخضر لحكومات أخرى لقتل مواطنين أمريكيين". وأشارت لينا إلى أن "بلينكن أقر بمخاوف الأسرة من الافتقار إلى الشفافية، وتعهد بـ"إنشاء قناة تواصل أفضل"، لكنها أردفت أنه "لم يلتزم بأي شيء، بشأن دعوات الأسرة لإجراء تحقيق أمريكي مستقل في استشهاد شيرين التي تحمل أيضًا الجنسية الأمريكية".

حثت عائلة أبو عاقلة بلينكن على المطالبة بمحاسبة إسرائيل على الجريمة التي ارتكبتها، لكن وزير الخارجية لم يعبر عن التزام بفتح تحقيق

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت بداية الشهر الجاري استنادًا إلى "تحقيقات إسرائيلية وفلسطينية أن أبو عاقلة قُتلت على الأرجح بنيران من موقع إسرائيلي من دون وجود سبب للاعتقاد بأن مقتلها كان متعمدًا"، في تحيز فاضح يتقاطع مع رواية الاحتلال.