21-يناير-2017

صورة من الاحتجاجات ضد تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة (ديفيد راموس-Getty)

بينما كان ترامب يؤدي مراسم تنصيبه في احتفالٍ ضخم، اندلعت احتجاجات عنيفة في وسط مدينة واشنطن يوم الجمعة، على بُعد نصف ميل من حفل التنصيب، فقد قام المتظاهرون الغاضبون بإشعال النار في سيارة ليموزين وألقى محتجون النار على ضباط الشرطة المتواجدين في محيط المنطقة.

من المتوقع أن يشهد عهد ترامب أكبر كمية من الاحتجاجات في الشوارع الأمريكية، بسبب خوف شرائح واسعة من قيامه بالتضييق على الأقليات 

مع حلول الظلام أضرم المحتجون كتل النار على بُعد عدة بنايات من البيت الأبيض، بينما كان أنصار ترامب مهندمين على أحسن وجه لحضور حفل تنصيب ترامب على الجانب الآخر من المدينة. وقد أمرت الشرطة ببقاء بعض ضيوف حفل التنصيب في الفندق لاحتواء المتظاهرين والسيطرة عليهم.

اقرأ/ي أيضًا: الديموقراطية..على حافة الهاوية

بدأت المدينة تفقد أعصابها قبل حفل التنصيب، وتحركت مجموعات كبيرة لتفريق حشود المتظاهرين وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، وانتشر الزجاج المحطم على الأرصفة.

"رونالد داي" 56 عامًا قال إنه اختبأ تحت طاولات مقهى "ستار بكس" عندما اقتحم 300 إلى 400 متظاهرًا، وقاموا برشق زجاج الواجهة بالحجارة. ومن رمي الحجارة إلى إلقاء القمامة ومن ثم التقطوا مسامير من حقائبهم ليرموها باتجاه النوافذ الزجاجية، كان معهم كل شيء في حقائبهم". داي هو قائد الشرطة في كلية تالاديجا في ولاية ألاباما، وكان قد سافر إلى واشنطن مع الطلاب لمشاهدة أداء الفرقة الموسيقية في المدرسة. يستطرد: "عاث المخربون في الأرض فسادًا وأصيب الجميع بخوف كبير".

كان هتاف المتظاهرين "هذا ليس رئيسي" "نحن ضد العنصرية"، في إشارة لتصريحات ترامب المتكررة المعادية للمسلمين والأقليات، وفقط لمسافة قصيرة إلى الجنوب، أغلق المحتجون البوابات الأمنية التي كان يمر من خلالها أنصار السيد ترامب لدخول حفل التنصيب.

أما ناشطو البيئة، فقد حضروا بأذرع ممتدة بينهم وبين بعضهم، متحدين الشرطة التي رغبت في إخلاء المكان، واستطاعوا الصمود في أماكنهم لفترة طويلة، حتى قامت الشرطة أخيرًا بإخلاء المكان بالقوة.

تحدث المارة همسًا عن احتمال حدوث مزيد من أعمال عنف في الأيام التالية، بينما كانت مجموعة من المراهقين يكسرون الحجارة ويضعونها في حقائبهم. خارج أسوار لقاء "ديلبورا بول" كانت هناك اشتباكات، و"ديلبورا بول" هو عبارة عن حدث أسسه مجموعة من أنصار ترامب تسمي نفسها "بديل اليمين" وهي على اتصال بجماعات شعبوية ومعادية للسامية. حاصر المحتجون ضيوف الديلبورا وألقوا عليهم النفايات أثناء خروجهم من اللقاء.

اقرأ/ي أيضًا: أين ينتصر الشعبويون في العالم؟..ولماذا؟

ومن بين المتظاهرين الذين ترأسوا تظاهرة خارج أحد أبراج ترامب الممثل المعروف روبرت دينيرو والممثل أليك بالدوين. أما أكبر المظاهرات المتوقعة ستكون اليوم 21 من كانون الثاني/يناير، وهي مسيرة نسائية يُتوقع أن يكون فيها أكثر من 200 ألف امرأة في واشنطن، وقد تكون المسيرة واحدة من أكبر الاحتجاجات في تاريخ العاصمة الأمريكية.

أما خارج الولايات المتحدة، فقد كان هناك أيضًا ما يُسمى بالمسيرات الشقيقة التي أُعلن عن تنظيمها في كل من "أستراليا" و"نيوزيلندا" اليوم السبت. وفي سيدني، أكبر مدينة في أستراليا، تجمع حوالي 3000 شخصًا -رجالًا ونساءً- في مسيرات حاشدة إلى هايد بارك متجهين إلى وسط المدينة حيث القنصلية الأمريكية.

وكان من بين اللافتات التي رفعها المحتجون ضد ترامب "قاتل كفتاة"، أي خض المعركة كما تخوضها الفتيات، و"النسوية هي رسالتي لترامب".

في لندن كان من بين اللافتات التي رُفعت عاليًا "ابني جسورًا لا سدودًا" يوم الجمعة على "التاور بريدج" أحد الجسور الكبيرة المهمة في المدينة، وذلك في إشارة إلى أحد تصريحات ترامب التي وعد فيها ببناء سد جول حدود الولايات المتحدة مع المكسيك.

وقد حصلت حوالي 30 مجموعة على تصاريح للاحتجاجات وهو ما سيؤدي إلى جذب حوالي 270000 شخص يومي الجمعة والسبت، وهذا العدد أكثر بكثير مما شوهد في حفلات تنصيب ترامب. 

ومن المتوقع أن يشهد عهد الرئيس ترامب، أكبر كمية من الاحتجاجات والمظاهرات في الشوارع الأمريكية، بسبب خوف شرائح واسعة من الأمريكيين من قيامه بالتضييق على الأقليات والحريات الاجتماعية، وهو ما يرون أنه بإمكانهم أن يمنعوه ببذل أكبر مقاومة ممكنة له.

اقرأ/ي أيضًا:

هل سيرسل ترامب قوات أمريكية للقضاء على داعش؟

هل تصمد الديموقراطية أمام شعبوية ترامب؟