02-نوفمبر-2020

مقطع من لوحة لـ حسام بلان/ سوريا

ماذا لو أنّ الماء هو من كان يتشبّثُ بالقشّة حتّى لا يغرق وحتّى لا يجذبه العمق السحيق؟

وتلك القشّة كانت مُعلّقة في خيوط ضوء مثل البهلوان..

هذه الحياة سيرك شاسع،

وغروب الشمس خيانة للماء،

حين يتمزّق آخر خيط للضّوء، تستسلم القشّة وترتمي بكلّ حملها فوق الماء، فيختنق هذا الأخير ويبقى غارقًا.

لا أعلم من منّا كان القشّة ومن منّا كان الماء..

مُثقّلةٌ هذه الخُطى نحوكِ،

وأنا أجُرُّ ظِلّي المُتعَب معي،

كُنتُ فجرًا أصافِحُ النّدى وأجمعُ صخور الوادي، أرتدي مِعطف الصّبر وأبتسمُ حتّى أنسى كم هو مرهِق أنْ تُقاوم أشياءً لا تعلمُها،

فقط أقاوم لرُبّما تأتي فُرصتي في الحياة..

الحبُّ؟

حتى هي لم تعُد تُحِبُّني لأنّني..

صِدْقًا لا أعلم،

هي فقط قالت..

كلُّ الطُّرُق التي كُنتُ أشيِّدُها نحوَ قلبِها كانت تَقْطعُها عنوةً وتتلذّذُ بمُحاولاتي..

هي فقط قالت لا تُحاول..

ربّما لأنّها غبيّة وتُحاسِبُ قلْبيْنَا على ذنْبٍ كان مُقدّرًا له الوقوع..

هي فقط قالت..

وأنا ما زلتُ أحاول..

فكيف لرجُلٍ أنْ يتلذّذ الألم؟

انّه أنا..

هذا الشّخص الذي يسكُنُنِي..

يتخيّلُ مشهدًا آخرًا وآخر..

فماذا لو أنّ فراشةً تُغادر الشّرنقة وفي أوّلِ محاولة للطّيران وجب عليها أن تحمل الهواء فوق جناحيها حتّى لا يسقط؟

مشاهد سريالية تتواتر، مُخترقة هشاشة أفكاري..

تدفعني للجنون كلّما تخيّلت.

 

اقرأ/ي أيضًا:

آي: من امرأةٍ إلى رجل

ولدت وفي رأسي آلة تعذيب