08-مارس-2021

البرلمان الكويتي سنة 2013 (Getty)

أعلن الاتحاد البرلماني الدولي أن مشاركة النساء في المجالس التشريعية في أنحاء العالم وصلت إلى نسبة غير مسبوقة تبلغ 25.5%. وكانت قد زادت نسبة البرلمانيات عالميًا بمقدار 0.6% في عام 2020 مقارنة بعام 2019. وكذلك حققت منطقة الأمريكتين أكبر تقدم في هذا المسار، إذ تمثل النساء ما يصل إلى 34.2% من أعضاء البرلمانات في القارة، وتزيد النسبة في تشيلي وكولومبيا والإكوادور. وفي الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء، حققت مالي والنيجر نسبة كبيرة في تمثيل المرأة على الرغم من التحديات الأمنية. 

تشكل نسبة مشاركة المرأة في البرلمانات عالميًا 25%، بينما لا تتعدى نسبة المشاركة البرلمانية للمرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معدل 17.8%

وقال الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي، مارتن تشانغونغ، في مؤتمر صحفي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بأن رواندا مثال يحتذى به في تمثيل النساء في الحكومة. ولدى استعراضه تقرير "النساء في البرلمان" قال الأمين العام للاتحاد "شهدنا أدلة على وجود فرص أكبر لتعزيز المساواة بين الجنسين في الدول الخارجة من الصراعات والتي أُتيح لها إعادة تشييد أسس المجتمع والأطر القانونية". وعلق تشانغونغ بالقول "يسعدني أن أعلن أن النساء، وللمرة الأولى، يمثلن أكثر من ربع البرلمانيين بأنحاء العالم". لكنه أضاف أن التقدم في هذا المجال بطيء للغاية، وأن هذا المعدل يعني أن تحقيق التكافؤ بين الجنسين في البرلمانات سيستغرق خمسين سنة أخرى، وهذا أمر غير مقبول. وتأتي أقل نسبة للمشاركة البرلمانية للمرأة، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعدل وسطي 17.8%.

اقرأ/ي أيضًا: عنف منزلي وارتفاع سعر الدولار.. المرأة اللبنانية تدفع ثمن الأزمة مرتين

أما عربيًا، فتقل نسبة تمثيل المرأة في البرلمانات الوطنية، في المتوسط، عن الربع. وتعتمد بعض الدول العربية على نظام "الكوتا النسائية" من أجل تحديد عدد المقاعد الإلزامية للنساء، باعتباره عنصرًا أساسيًا في تحقيق التقدم في التمثيل النسائي، وقد اتبع هذا النظام في انتخابات العام 2020 في 25 دولة من أصل 57 أجرت انتخابات برلمانية في العالم.

في تونس مثلًا، تسجل المرأة حضورها بـ57  من أصل 159 مقعدًا في البرلمان، أي بنسبة تقارب 26%. وفي انتخابات عام 2018 في جمهورية جيبوتي فازت 17 امرأة بمقاعد برلمانية بنسبة 26%، وفي نفس العام فازت 83 امرأة في مجلس النواب العراقي بنسبة 25%. بينما شهدت دول عربية أخرى معدلًا متدنيًا في مشاركة المرأة برلمانيًا، في سوريا مثلًا حيث تمثل المرأة 33 مقعدًا من أصل 250 أما سلطنة عمان فالنسبة ضئيلة جدًا حيث شكل حضور المرأة في البرلمان واحد في المئة فقط، حسب ما أفاد إحصاء لمنظمة المرأة في البرلمان. وفي لبنان فقد أحرزت المرأة اللبنانية 6 مقاعد فقط من أصل 128 مقعدًا، أي بنسبة 4.6% وهي نسبة خجولة. وكشفت النتائج النهائية للانتخابات النيابية العامة لمجلس النواب الأردني التاسع عشر، عن تراجع التمثيل النسائي وتوقف الاتجاه التصاعدي في حصد النساء للمقاعد. وفي مؤشر لافت بلغ عدد الفائزات 15 سيدة أردنية حصلن على مقاعد حسب نظام الكوتا، فيما لم تنجح أي مرشحة في الوصول إلى البرلمان عن طريق التنافس، على عكس انتخابات عام 2016، إذ حصلت النساء على خمس مقاعد تنافسيًا إلى جانب مقاعد الكوتا.

فيما كشفت نتائج دراسة أجرتها شبكة البرلمانيات العربيات للمساواة (رائدات) تعرض 80% من البرلمانيات العربيات للعنف، وشملت عينة الدراسة 216 برلمانية حالية وسابقة منتخبة ومعينة من 16 برلمانًا عربيًا، بحسب ما أشار تقرير نقلته شبكة الجزيرة بعنوان "برلمانيات عربيات يتعرضن لعنف ممنهج أثر على عملهن". ووفق التقرير، فإن 13% من البرلمانيات هجرن العمل السياسي بسبب العنف الممنهج الذي يمارس ضد المرأة، وتعرضت البرلمانيات للعنف بدرجات متفاوتة حسب أشكاله وأساليب استخدامه وطرق ممارسته. حيث تعرضن للعنف النفسي بنسبة 76%، والاقتصادي 34%، والجسدي 6%، والجنسي 5%، أما من تعرضن للعنف اللفظي المميز جنسيًا فسجلت نسبة 47%، والتهديد بالخطف أو القتل أو الاغتصاب أو الإيذاء الجسدي 32%.

ويشير التقرير إلى حالة البرلمانية الأردنية هدى العتوم والتي تعتبر واحدة من حالات العنف الممنهج حيث منعتها الإمارات من دخول أراضيها لليلة واحدة وكانت ضمن وفد رسمي يمثل الأردن. وحادثة أخرى، خلال الانتخابات النيابية الأردنية عام 2016 تعرضت ثمانية من صناديق الاقتراع في منطقة البادية الوسطى للسرقة والتخريب المتعمد، وذلك للحيلولة دون فوز النائب السابق هند الفايز بمقعد نيابي، وحرمانها من العودة لقبة البرلمان، وفق حديث الفايز للجزيرة نت.

 

اقرأ/ي أيضًا:

انتهاكات منهجية وموسعة في سجون مصر ضد النساء المعارضات للنظام

مطالبات واسعة بالإفراج عن صحفي أسوشيتد برس المعتقل في ميانمار