14-نوفمبر-2019

تعاني مشاتل صنعاء الجفاف وقلة المبيعات (الترا صوت)

تقاوم مشاتل العاصمة اليمنية صنعاء، الجفاف وقلة الأمطار وارتفاع سعر المياه، ومن جهة أخرى الفقر وتدهور الأحوال الاقتصادية الذي أبعد السكان عن شراء الورود ونباتات الزينة.

يشتكي أصحاب المشاتل في صنعاء، من تراجع مبيعاتهم لنسب تصل لـ70%، بالموازاة مع الجفاف الذي تعرفه البلاد

وكان العديد من المزارعين يعتمدون على مشاتل الورد ونباتات الزينة والأشجار النادرة، كمصدر للدخل، غير أن الأزمة الاقتصادية أثرت بشكل كبير في عملهم.

اقرأ/ي أيضًا: ثورة البن.. لماذا عاد اليمنيون لزراعة البن في زمن الحرب؟

ويشتكي أصحاب مشاتل صنعاء، من تراجع مبيعاتهم لنسب تصل لـ70%، بالموازاة مع الجفاف الذي تعرفه البلاد، ما اضطر ببعضهم لبيع جزء من أملاكهم لاستدانة المال من أجل إما سداد إيجار الأرض، أو لتوفير المياه اللازمة للزراعة.

الحفاظ على مصدر الدخل

خلال السنوات الماضية، باع محمد القفري، قطعة من الأرض وثلاث سيارات كان يمتلكها، من أجل الحفاظ على مشتله، مصدر دخله، من الضياع.

مشاتل اليمن

يحاول القفري الحفاظ على الأشجار من النفوق، فيعمل على توفير الحد الأدنى من المياه للإبقاء عليها، إذ لو أراد أن يسقي كافة الأشجار حتى الارتواء، فسيحتاج إلى شراء خزان ماء بنحو 60 ألف ريال (قرابة 240 دولار أمريكي) أسبوعيًا.

يقول القفري لـ"الترا صوت": "خلال السنوات الأربع الماضية اضطررت لبيع جزء من أملاكي لتأمين إيجار الأرضية الذي يصل إلى 400 ألف ريال شهريًا (160 دولار)، وكذلك لتأمين أجور العاملين، فضلًا عن المياه للنباتات"، التي ارتفع سعر الخزان منها لأكثر من أربعة أضعاف ما كان عليه قبل الحرب، كما يقول.

وأضاف: "قبل الحرب كنت أجني ما يكفي من المال. لكن الآن، تراجعت المبيعات لأكثر من 70%. كان الإقبال كبير، ونبيع لأنواع مختلفة من الزبائن: للمنازل والمحلات والشركات، وكنا نزرع أحواش المنازل الكبيرة". لكن الآن، لم يعد زوار المشتل في اليوم يتجاوز الـ15، أكثرهم يأتون للمشاهدة فقط.

أشجار مزهرة

ولأن نباتات الزينة لم تعد مغرية للمشتري اليمني المشغول أساسًا بتوفير لقمة العيش، ركزت الكثير من المشاتل على توفير شتلات الأشجار المزهرة، ذات المردود الاقتصادي، مثل البن والفواكه كالرمان والجوافة والبرقوق والعنف.

مشاتل صنعاء

مع ذلك، أسعار شتلات هذه النباتات باتت مرتفعة، فوفقًا لمحمد القفري، قد يصل سعر الشتلة الواحدة لـ10 آلاف ريال، على حسب نوعها وحجمها.

تصحر وأزمة مياه

"في الصيف، كنا نعتمد بشكل كبير على الأمطار، الذي يخفف عنا شراء المياه. لكن في السنوات الأخيرة تضاءلت نسبة الأمطار المتساقطة على اليمن"، يقول مصطفى المطري صاحب أحد المشاتل في منطقة عصر بصنعاء.

تصحرت أجزاءٌ من مشتل المطري بسبب قلة المياه، ونفقت العديد من الأشجار والنباتات، خاصة تلك التي جلبها من خارج البلاد. يقول المطري إنه يحتاج لنحو أربع خزانات مياه في الأسبوع إذا أراد أن يسقي المشتل كاملًا. 

يقول المطري، بحسرة ممزوجة بالسخرية: "كل ما أكسبه الآن هو الاستمتاع برائحة الورود وألوانها"، لا مكسب مادي، بل يضطر كثيرًا للاستدانة من أجل توفير المياه على الأقل.

 

أزمة جفاف قديمة متجددة في اليمن

منذ سنوات طويلة، يعاني اليمن أزمة جفاف متفاقمة، بسبب نضوب موارد المياه العذبة، دون أي مساعٍ جادة لتوفير البدائل اللازمة، مع استهلاك مرتفع للمياه الجوفية التي تعتمد أساسيًا على الأمطار.

التغير المناخي
اليمن من أكثر مناطق العالم تضررًا من التغير المناخي

هذا ويعد اليمن، أو أجزاء منه على الأقل، من أكثر المناطق في العالم، تضررًا من أزمات التغير المناخي، ما يؤثر بشكل مباشر على كمية المياه المتوافرة للاستهلاك، لاعتماده الأساسي على الأمطار.

ووصلت نسبة العجز في توفير المياه، ببعض مناطق اليمن لأكثر من 140%، بحسب إحصائيات محلية رسمية صادرة في آذار/مارس الماضي.

بحسب إحصائيات محلية رسمية، وصلت نسبة العجز في توفير المياه، ببعض مناطق اليمن، إلى أكثر من 140%

وتتعدد أسباب الفقر المائي، ما بين قلة الموارد المائية الطبيعية لقلة الأمطار والتأثر بالتغير المناخي، وما بين الحرب، التي يستخدم فيها أطرافها، المياه سلاحًا ضحيته هم المواطنين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حرب العطشى.. 15 مليون يمني يعانون من نقص مياه الشرب

التين الشوكي في اليمن.. فاكهة الفقراء وفرصة العاطلين عن العمل