23-أكتوبر-2021

مجموعة طلاب صينيين يزورون بكين قادمين من مقاطعة منغوليا الداخلية (Getty)

ألتراصوت- فريق التحرير

أقرت الحكومة الصينية قانونًا تعليميًا يسعى إلى تخفيض الضغوط التي يتعرض لها الطلاب، وخاصة الأطفال، جراء الواجبات المنزلية والفروض التعليمية التي يحملونها معهم من المدرسة إلى منازلهم، في كافة المواد.

 سيتم معاقبة أهالي الطلاب وإحالتهم لمتابعة برامج توجيه وإرشاد وتثقيف أسري، وذلك في حال وجدت الجهة المدعية "سلوكًا سيئًا للغاية أو إجراميًا لدى الأطفال"

وأعلن البرلمان الصيني دراسته لمسودة تشريع يجيز معاقبة الوالدين إذا أظهر أطفالهم "سلوكًا سيئًا للغاية" أو ارتكبوا جرائم. والقانون الجديد، يحمل المؤسسات والإدارات المحلية كالبلديات وغيرها، مسؤولية ضمان تقليل الضغوط على الطلاب، ويطالب الآباء ترتيب جدول مواقيت أطفالهم لحساب أوقات الراحة المعقولة وممارسة الرياضة واللعب، وبالتالي تقليل الضغوط الدراسية، وتجنب الإفراط في استخدام الإنترنت.

وجاء في مسودة قانون "تعزيز التربية الأسرية" أنه سيتم معاقبة أهالي الطلاب وإحالتهم لمتابعة برامج توجيه وإرشاد وتثقيف أسري، وذلك في حال وجدت الجهة المدعية "سلوكًا سيئًا للغاية أو إجراميًا لدى الأطفال". وقال المتحدث باسم لجنة الشؤون التشريعية التابعة للمجلس الوطني لنواب الشعب في الصين، زانغ تيوي، بأن "هناك العديد من الأسباب التي تجعل المراهقين يسيئون التصرف، والافتقار إلى التثقيف الأسري غير الملائم هو السبب الرئيسي"، بحسب ما أورد موقع ناشيونال بوست.

اقرأ/ي أيضًا: الحكومة الصينية تفرض قيودًا جديدة على ألعاب الإنترنت للأطفال

وبحسب مسودة القانون، سسيتعين على أولياء الأمور تعليم أطفالهم القاصرين ما دون سن 18 عامًا، "حب الحزب والأمة والشعب والاشتراكية". وتجدر الإشارة إلى كون المنظمون الصينيون شددوا قبضتهم على الإنترنت هذا العام، وقاموا بمراقبة انتهاك القيم الاشتراكية الأساسية. وأفادت وكالات الأنباء إلى أنه يجب استخدام الفضاء الإلكتروني لتعزيز التثقيف حول الحزب الشيوعي الحاكم وإنجازاته، وفقًا للمبادئ التوجيهية التي نشرها مجلس الدولة، بحسب ما أورد موقع ياهو.

وكما يجب على الأهل، بحسب المسودة، تعليم أطفالهم "طاعة الأعراف الاجتماعية، وذلك بغية تعزيز الوعي القانوني والشعور بالمسؤولية الاجتماعية وترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية والوحدة العرقية. وكذلك تعليم القاصرين أهمية احترام كبار السن وضرورة الاهتمام بالشباب والتعامل معهم بأسلوب لائق".

وكما يحث قانون تعزيز التربية الأسرية الآباء والأوصياء على أن "يتقشفوا ويقتصدوا في أموالهم ومواردهم، وأن يتحدوا ويساعدوا بعضهم البعض، وأن يشكلوا شخصية إيجابية". يشار إلى أن القانون يحظر على الآباء استخدام العنف لتثقيف الأطفال حول كيفية التصرف. لكن بالرغم من حظر العقاب البدني في الصين منذ عام 1986، لا تزال هذه الممارسة منتشرة، خاصة في المناطق الريفية من البلاد، بحسب تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

إدمان ألعاب الفيديو

وقد أفادت وكالة الأسوشيتيد برس بأن الصين حظرت على الأطفال ممارسة الألعاب عبر الإنترنت "الفيديو غايمز" لأكثر من 3 ساعات في الأسبوع. ويمكن لمن هم دون 18 عامًا ممارسة الألعاب فقط بين الساعة 8 مساءًا وحتى الساعة 9 مساءً في أيام الجمعة وعطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية، وكما حددت مواقيت اللعب إلى 3 ساعات أسبوعيًا لمعظم أسابيع العام، وفقًا لإخطار من الإدارة الوطنية للصحافة والنشر في البلاد.

ويعتبر الإخطار الجديد أقسى من القيود السابقة التي كانت قيد العمل والموضوعة عام 2019 والتي سمحت بموجبها للأطفال دون 18 عامًا في ممارسة الألعاب لمدة ساعة ونصف الساعة في اليوم، وثلاث ساعات في أيام العطل الرسمية. كما حثت الصين على التنفيذ الصارم لتسجيل الأسماء الحقيقية وتسجيلات الدخول إلى الإنترنت، مشيرة إلى أن مزودي الألعاب عبر الإنترنت يجب ألا يقدموا أي شكل من أشكال خدمات الألعاب عبر الإنترنت للمستخدمين الذين يفشلون في تسجيل الدخول باستخدام هوياتهم الحقيقية.

وأفاد المشرعون الصينيون إلى أنهم سيعززون الرقابة وسوف يرفعون من وتيرة عمليات التفتيش على شركات الألعاب عبر الإنترنت، للتأكد من أنها تتبع اللوائح والإجراءات عن كثب. وطلبت الحكومة الصينية من إدارات الصحافة والنشر على جميع المستويات، الإشراف على تنفيذ الإجراءات ذات الصلة والتعامل مع الشركات التي تفشل في وضع الإجراءات موضع التنفيذ.

حثّت الصين الشباب الصينيين على أن يكونوا "أقل أنوثة وأكثر رجولية"، فطلبت وزارة التعليم من المدارس العمل على ترويج الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم داخل الحرم المدرسي.

وفي الأشهر الأخيرة، حددت وزارة التعليم ساعات لعب محدودة للقاصرين ما دون 18 عامًا، كما قلصت من الواجبات المنزلية الدراسية، وحظرت الدروس الخصوصية بعد المدرسة في المواد الرئيسية خلال عطلة نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية الأخرى، معتبرة أن الدروس الكثيفة قد تثقل كاهل الطلاب المراهقين وتزيد من نسبة الضغوط النفسية لديهم، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.

وكانت العاصمة بكين قد مارست نهجًا سلطويًا حازمًا هذا العام، فيما يخص مسألة إدمان الشباب على ألعاب الفيديو عبر الإنترنت، والتي وصفتها شكلًا من أشكال "الأفيون الروحي". وكما عمدت الحكومة إلى تضييق الخناق على "العبادة المفرطة" للنجوم والمشاهير في السوشيال ميديا.

اقرأ/ي أيضًا: باختصار: كيف ولماذا ستقيّد الصين فترات لعب الأطفال على الإنترنت؟

وفي السياق ذاته، ووفقًا لأجندة الحكومة الصينية لضبط المحتوى غير المناسب، أعلن تطبيق الفيديو الصيني القصير (دوين)، النسخة الصينية من تطبيق تيك توك، عن اجراءات حمائية جديدة تستهدف الأطفال، وأعلنت إدارة التطبيق في بيان، بأن جميع المستخدمين المعتمدين بالاسم الحقيقي الذين تقل أعمارهم عن 14 عامًا، سيصلون الآن إلى التطبيق من ضمن الفئة المخصصة للشباب، وأشارت في بيانها بأنه لا يمكن للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 14 عامًا من استخدام التطبيق إلا لمدة تصل إلى 40 دقيقة في اليوم، وفقط بين الساعة السادسة صباحًا والعاشرة مساءً. وفقًا لما أعلنته إدارة التطبيق المملوكة لشركة بايت دانس ومقرها بكين، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.

ويعد التطبيق واحد من أشهر منصات الوسائط الاجتماعية القائمة على الفيديو في العالم، فيما يعتبر الإجراء الجديد الذي أُقرّ مؤخرًا بمثابة أخبار جيدة للآباء وأخبار سيئة للأطفال. وسيواجه مستخدمو التطبيق الذين تقل أعمارهم عن 14 عامًا قيودًا على الوصول إلى النظام الأساسي المستند إلى الفيديو، بموجب السياسة الجديدة للحكومة الصينية. ويشار إلى أن هذه القيود ليست مفروضة فقط على تطبيق تيك توك، بل على جميع ألعاب الفيديو، حيث لن يسمح بالوصول للمستخدمين الصينيين دون السن المذكور إلى وسائط الترفيه، باستثناء فترة محدودة حددتها الحكومة. وكما ستشجع شركات التواصل الاجتماعي الآباء على مراقبة أطفالهم لإكمال عملية مصادقة الاسم الحقيقي وتقديم رقم هاتف وتفعيل خاصية الشباب، عندما يطلب التطبيق هذه الميزة قبل تشغيله، وحيث تعتبر هذه الإجراءات الأكثر صرامة في حماية الأطفال والشباب في تاريخ المنصات الرقمية، بحسب ما أورد موقع تيك ستوري.

وبحسب موقع تيك ستوري، فإن هذه الخطوة تأتي في ظل مخاوف أعلنتها الحكومة الصينية بشأن هذه المسألة، فالمراهقين يستثمرون معظم أوقاتهم في لعب ألعاب الفيديو وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يمكن أن تغير سلوكياتهم وتؤثر عليهم نفسيًا. وفي السياق ذاته، ستتضمن الإجراءات الجديدة نشر المزيد من المحتوى التعليمي والحقائق المثيرة والتجارب العلمية وأخبار المعارض والمتاحف، ومناظر طبيعية جميلة في جميع أنحاء البلاد، وتفسيرات للمعرفة التاريخية، وما إلى ذلك، مما يساهم في إصلاح اهتمامات الشباب وتوجيهها أكثر نحو المحتوى المفيد.

وتنصح منظمة Internet Matters المعنية بسلامة الأطفال عبر الإنترنت، أن المراهقين "قد يميلون إلى المخاطرة للحصول على المزيد من المتابعين أو الإعجابات على مقطع فيديو، لذا من المهم التحدث معهم عما يشاركونه ويشاهدونه". وتوصي Common Sense Media  الآباء، بمشاركة حسابات التواصل الاجتماعي مع أطفالهم، ممن تزيد أعمارهم عن 13 عامًا، حتى يتمكنوا من "مراقبة ما يشاهده الأطفال وينشرونه". كما يمكن للوالدين تقييد المحتوى الذي قد لا يكون مناسبًا لجميع المستخدمين، من خلال خاصية محددة في الهاتف تحت مسمى "الوضع المقيد" في الحساب.

وفي الوقت نفسه، حثت الصين الشباب الصينيين على أن يكونوا أقل أنوثة وأكثر رجولية. ففي مقترحها المعنون "لمنع تأنيث المراهقين الذكور"، طلبت وزارة التعليم من المدارس العمل على ترويج الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم داخل الحرم المدرسي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد طلب رسمي.. آبل تحذف أشهر تطبيق للقرآن الكريم على متجرها في الصين

43 دولة تنتقد الصين بسبب انتهاكات حقوقية ضد أقلية الإيغور المسلمة