27-فبراير-2018

كاثرين وينيك في الفايكنغ

المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، والكاتب البريطاني مايكل هيرست سوف يركزان على شباب وحيوية حكّام روما القدماء في عمل تلفزيوني مشترك. المقال المترجم الآتي من صحيفة الغارديان يقدم التفاصيل.


أصبح مسلسله الملحمي فايكنغ Vikings واحدًا من أشهر البرامج التلفزيونية في العالم، لدرجة أنه ساهم في النهوض بالسياحة في الدول الاسكندنافية. كما حظي مسلسل أسرة تيودور The Tudors بنجاح مماثل. في الوقت الراهن، تتضافر جهود مايكل هيرست، كاتب السيناريو البريطاني، مع أحد أشهر مخرجي هوليود، مارتن سكورسيزي، لإنتاج مسلسل عن أمر لطالما حظي باهتمامهما المشترك ألا وهو الرومان.

سيروي مسلسل "القياصرة - Caesars" قصة حكام روما القديمة، بدايةً من وصول يوليوس قيصر إلى السلطة

يروي مسلسل "القياصرة - Caesars" قصة حكام روما القديمة، بدايةً من وصول يوليوس قيصر إلى السلطة. وقد كتبت الحلقة التجريبية بالفعل، بالإضافة إلى الخطوط الرئيسية لباقي حلقات الموسم. ويتمثل الهدف في إنتاج سلسلة من حلقات الدراما التلفزيونية، تمتد لعدة مواسم. ومن المتوقع أن يبدأ التصوير العام القادم في إيطاليا.

اقرأ/ي أيضًا: "الفايكنغ".. عندما غزا "الشمال الوثني" الغرب

أعرب مايكل هيرست عن حماسته للعمل مع أهم المخرجين الأمريكيين في أواخر القرن العشرين، وأوائل القرن الحادي والعشرين. إذ تتميز أفلام سكورسيزي بالواقعية والأداء الطبيعي، التي تتناول الموضوعات المتعلقة بالإثارة النفسية، والجرائم الدرامية، مثل أفلام سائق التاكسي Taxi Driver والرفاق الطيبون Goodfellas، وكلاهما بطولة النجم روبرت دي نيرو.

يقول مايكل هيرست، إن سكورسيزي "متحمس للغاية للقيام بعمل يتناول قصة الرومان"، ولطالما كان "يسعى جاهدًا" لسنوات طويلة إلى تصوير فيلم أو مسلسل تلفزيوني عنهم. ويضيف "فهو يعشق تلك الحقبة التاريخية بالفعل، ويعلم الكثير عنها. فقد تواصل عبر الهاتف مع جاستين بولارد، مستشاري التاريخي. وظلوا يتحدثون، أحيانًا باللغة اللاتينية، عن مصادر للقصص والشعر الروماني". لقد وجد سكورسيزي في مايكل هيرست، صانع أفلام يتمتع بسجل حافل في تحويل القصص التاريخية إلى دراما شعبية ومشهورة. فقد كتب مايكل هيرست سيناريو فيلم إليزابيث Elizabeth من إنتاج عام 1998، والذي لعبت فيه دور البطولة كيت بلانشيت، في دور ملكة أسرة تيودور الشابة، والذي فاز بجائزة أوسكار من بين ستة ترشيحات، أحدهما ترشحه لجائزة أفضل تصوير.

 

وصل عدد مشاهدي مسلسل "فايكنغ" في أمريكا الشمالية ما يقرب من ثمانية ملايين مشاهد للحلقة الواحدة. ويتكون المسلسل حتى الآن من ستة أجزاء، وتسعين حلقة. وقد صنفه موقع IMDB الخاص بقاعدة بيانات الأفلام والأعمال الفنية، بأنه المسلسل الأول على مستوى العالم في الوقت الراهن، إلى جانب المسلسل الشهير لعبة العروش Game of Thrones الذي يحتل المركز الخامس. قال مايكل هيرست "لقد بيع هذا المسلسل تقريبًا لجميع دول العالم. إنه يُعرض في روسيا والصين. إنه في كل مكان، خاصةً في الأماكن التي وصل إليها الفايكنغ، وهي أماكن كثيرة بالفعل".

امتد مسلسل "عائلة تيودور" لأربعة مواسم، بمجمل 37 حلقة، وفاز بجائزة إيمي، ورُشح لجائزة غولدن غلوب. وقد لعب بطولته جوناثان ريس مايرز في دور الملك الشاب الوسيم هنري الثامن، ولا شيء يضاهي مظهره البدين في الصورة الشهيرة التي رسمها الفنان الألماني هَانْسْ هولبايْن.

 

أما مسلسل "القياصرة" فيهدف إلى إلقاء نظرة جديدة على حياة يوليوس قيصر في شبابه، "فهو عادةً ما يظهر في الأفلام في صورة رجل في منتصف العمر، يناضل وسط العديد من التعقيدات السياسية. لكنه كان طموحً ومثيرًا للاهتمام بشكلٍ رائع عندما كان أصغر سنًا. فقد صعد العديد من القياصرة إلى السلطة عندما كانوا صغارًا، لكننا لم نشاهد ذلك على الشاشة من قبل إطلاقًا. إنها طاقة وحيوية وجموح الحضارة الشابة التي يقودها الشباب. يوجد أمرٌ مثيرٌ للدهشة في بزوغ امبراطورية صغيرة نسبيًا على الساحة العالمية في فترة قصيرة من الوقت. إذ لم يكن من الممكن حدوث ذلك على يد كبار السن من السياسيين المنهكين، ولا بالمحاربين الضعفاء".

كان من بين فرق العمل التي عملت سابقًا مع سكورسيزي، ليوناردو دي كابريو، ودانيال داي لويس. وبسؤاله عن فريق عمل مسلسل "القياصرة"، قال هيرست "أحد فوائد العمل مع سكورسيزي، هو أن الممثلين يريدون العمل معه. سوف نقوم بالعمل مع كثير من الممثلين الشباب".

وصل عدد مشاهدي مسلسل "فايكنغ" في أمريكا الشمالية ما يقرب من ثمانية ملايين مشاهد للحلقة الواحدة

يقول مايكل هيرست إن الدراما أصبحت مرتبطة إلى حد كبير بالواقع اليومي، "إن الماضي والحاضر تقريبًا نفس الشيء بالنسبة لي، لأنهما متصلان بكل بساطة. فمن خلال مسلسل أسرة تيودور، وفايكنغ، استطعنا أن نجعلهما ممتعين وذا صلة بالناس في الوقت الراهن".

اقرأ/ي أيضًا: مسلسل "المملكة الأخيرة".. المصير هو كل شيء

اتُهم مايكل هيرست بإضفاء الطابع الجنسي على التاريخ. إلا أنه أشار إلى أن سكورسيزي "جاد جدًا فيما يتعلق بالموثوقية"، بالإضافة إلى أنه قضى 10 سنوات في مختلف الجامعات، بما في ذلك جامعتي نوتنغهام، وأكسفورد، ويأخذ الدراسة وكأنها نوع من "الترفيه".

يقول مايكل هيرست إن أعماله الدرامية ليست أعمال وثائقية، ولكن تفاصيلها ذات جذور تاريخية، "تمامًا مثل مسرحيات شكسبير التاريخية، فهم يبدؤون العمل انطلاقًا من بعض الحقائق التاريخية، ومن ثم يأخذ العمل الدرامي مساره. لأنه لا يمكنك تحقيق الغرضين معًا".

كما لاحظ مايكل هيرست أن مسلسل "فايكنغ" قد أُشيد بأصالته في الدول الاسكندنافية، إذ يقول "لقد ذهبت إلى متحف سفينة الفايكنغ في أوسلو، وقال لي أمين المتحف، يجب أن أشكركم، لقد تضاعف عدد الزوار الذين يأتون بسبب مسلسلكم. لقد أعدتم إحياء دراسة الفايكنغ كليًا".

أما فيما يتعلق بالرومان، قال مايكل هيرست "هناك حجم هائل من المعلومات"، بداية من الاعتبارات المعاصرة وانتهاءً بالشعر. لكنه أضاف: "الاعتبارات المعاصرة ليست دقيقة. فإذا رأيت أنا وأنت نفس الحدث، فسوف ننقله بشكل مختلف. فكل رؤية سوف تكون جزئية. ليس هناك تاريخ خالص".

اقرأ/ي أيضًا:

مسلسل Westworld: في المشترك بين السينما والفلسفة

"The Crown".. ملحمة تلفزيونية تكشف أسرار العائلة الملكية