02-مايو-2019

يعرف عن غسان عبود تجاوزاته المهنية في حق العاملين بقناة أورينت (أورينت نت)

الترا صوت – فريق التحرير

أعلن مراسل تلفزيون أورينت نيوز، باسل أبو يوسف الغزاوي، في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، الثاني من أيار/مايو 2019، استقالته من العمل في القناة، بعدما قام مالك القناة غسان عبود، بالتهجم عليه وتجريحه ووصفه بألفاظ نابية خلال مداخلته على الهواء مباشرة، ضمن برنامج "هنا سوريا" الذي تبثه القناة عينها.

 تهجم غسان عبود، مالك قناة أورينت، على مراسل القناة، باسل الغزاوي، بشتمه ووصفه بألفاظ نابية على الهواء مباشرة

وأثارت الحادثة الجدل مجددًا حول تعاطي عبود مع العاملين في مؤسستي أورينت الإعلامية والإنسانية، اللتين يديرهما، والدور السلبي الذي لعبته خلال تغطيتها للأحداث في سوريا.

اقرأ/ي أيضًا: تطبيع غسان عبود.. تسريبات تفضح الترويج لإسرائيل عبر شاشة أورينت

تجريح وشتم على الهواء مباشرة

عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، كتب الغزاوي موضحًا أسباب استقالته: "تفاجأت بأنه تم إعداد حلقة بخصوص الموضوع مجددًا ولم يكن لي علم بذلك، وكان أحد ضيوف الحلقة مالك تلفزيون أورينت غسان عبود، والذي قدم الاعتذار لبعض الأسماء التي وردت في الحلقة السابقة، وقدم بعض المتهمين شهادته، وهذا حق طبيعي في ما يخص الإعلام، لكن غير المقبول لا أخلاقيًا ولا مهنيًا، أن يقوم مالك تلفزيون أورينت بالتهجم علي".

هنا أورينت نيوز

تفاصيل استقالة الغزاوي من العمل في أورينت، يرجع ليوم السبت الماضي، عندما نشر على الموقع الإلكتروني للقناة، تقريرًا بعنوان "بالصور.. أورينت تكشف استثمارات بمئات آلاف الدولارات لقادة سابقين في الجبهة الجنوبية". 

وتضمن التقرير الإشارة بالأسماء والأرقام لاستثمارات يملكها قادة فصائل المعارضة، معظمها "تتوزع على قطاع المطاعم والمحال التجارية وتشغيل الأموال في الصيرفة وتحويل الأموال" في الأردن، بعد انسحابهم من جنوب سوريا، بناءً على اتفاقية مع النظام السوري. قال الغزاوي إنه حصل على المعلومات نقلًا عن مصادر خاصة فضلت عدم الكشف عن أسمها.

ولطالما شكلت قضايا الفساد المرتبطة بفصائل المعارضة، أو حتى التسريبات الصوتية، وجبة دسمة لوسائل الإعلام العربية التي تتعاطى مع الشأن السوري بشكل عام، فكيف الحال مع مؤسسة تهتم بالوضع السوري بشكل خاص، بل تصف نفسها قناةً سورية معارضة.

وتفاعلًا مع تقرير الغزاوي، قامت الإعلامية أحلام طبرة ضمن برنامجها هنا سوريا بتخصيص محور للحديث عن الموضوع بشكل موّسع، واستضافت طبرة صاحب التقرير، الغزاوي، إلى جانب العقيد عبد الله الأسعد، للحديث عن الموضوع.

وخلال مداخلته جدد الغزاوي تأكيده على المعلومات الواردة في التقرير، بالإضافة لذكر أسماء جديدة، والطرق المخصصة لتهريب الدخان بالتعاون مع الحواجز التي تشرف عليها قوات النظام السوري، وبيع مستودعات الأسلحة لحزب الله اللبناني،  فيما رفض الأسعد التعميم وأن يكون الحديث بصراحة ووضوح.

المثير في القضية أن ما ذكره الغزاوي من معلومات خلال مداخلته، أثارت غضب مالك القناة عبود، بل ودفعته للخروج بمداخلة على الهواء للاعتذار من الأشخاص الذين وردت أسماؤهم ضمن تقرير أو مداخلة الغزاوي. ووصل الأمر إلى إلقاء باللوم على طبرة لاستضافتها الغزاوي على الهواء مباشرة، دون أن تعرف ماذا يريد القول في المداخلة! 

غسان عبود.. الرد بالشتائم  

اللافت في حلقة الردود كان حجم التعصب والتوتر والهجومية في حديث عبود، الحال التي بدت واضحة من طريقة كلامه عبر الهاتف، فبالإضافة لتخطيه أصول العمل الصحفي بعدما كشف عن أسماء المصادر التي اعتمدها الغزاوي في تقريره، قام بتحميل القناة ومقدمة البرنامج مسؤولية المعلومات التي جرى تداولها ضمن الحلقة لأنها ظهرت كنوع من "التشفي" على حد قوله، وقدم الاعتذار للأسماء التي وردت في التقرير.

وكان الغزاوي قد كتب في منشوره: "تحدثت معي مديرة قسم المراسلين بإيميل رسمي، وسألتني عن المصادر التي تتحدث عن استثمارت أبو صلاح الشامي، وقمت بالرد على ذلك، وذكرت المصادر والموثقة لدي، وجاء الرد على الإيميل بكلمة شكرًا باسل"، ما يشير لمدى تأزم الموقف، وحجم العلاقة التي تربط بين عبود والأسماء التي وردت في التقرير، ويضعنا أمام تساؤل إن كانت تربطها بالفعل شراكة استثمارية مع عبود.

وهو ما ظهر واضحًا من خلال حديث عبود المتشنج، عندما وصف الغزاوي في مداخلته بأنه: "مراسل مابعرف مين هو ولا وين قاعد وشو حكايته وعم بصفي حسابات شخصية". 

وبطريقة تعكس جانبًا مهمًا من شخصية عبود الذي يصنف نفسه على أنه رجل أعمال مستقل يدعم الثورة السورية؛ عمد إلى توجيه ألفاظِ نابية للغزاوي بقوله: "ما بقى عندكم غير هذه الحثالات لتتخذوها مصادر، صرنا عم نعمم السخافات ونجعل منها ثقافة"، مطالبًا إدارة القناة أن "يحسنوا اختيار العاملين".

واستثمر عبود النصف الثاني من مداخلته التي استمرت لأكثر من سبع دقائق، للدفاع عن أبي صلاح الشامي، أحد الأشخاص الواردين في مداخلة الغزاوي، الذي ذكر أيضًا ضمن مداخلته اسمًا أخرًا هو أبو أسامة الجولاني، حيثُ أوضح الغزاوي أن الرجل يملك استثمارات في الإمارات التي يتخذها عبود مقرًا لإقامته. 

واستمرارًا لمسلسل تجاوز الأصول المهنية، قدم عبود اعتذارًا في نهاية الحلقة، كما بدايتها، عن محور الحلقة التي كشفت جزءًا من فساد المعارضة السورية المسلحة.

فساد وتطبيع وإقالات تعسفية

وتحوم حول مؤسسة أورينت الإعلامية الكثير من الشبهات حول دورها في تغطية الأزمة السورية، إذ توجه إليها اتهامات بالتركيز على إثارة النعرات الطائفية، والتأكيد على أسلمة الثورة السورية من خلال تقاريرها التي تتعامل بإيجابية مع الفصائل الإسلامية المتطرفة.

هذا وأشارت تقارير صحفية إلى أنه منذ إعلان قناة أورينت انحيازها للمعارضة السورية في عام 2011، التزمت ضمنيًا بأجندة السياسة الإماراتية. وعمدت للترويج المستمر للنعرات الطائفية والإثنية خلال السنوات الماضية.

والعام الماضي نشر موقع العربي الجديد تحقيقًا استقصائيًا يكشف تنسيق مؤسستي أورينت الإعلامية والإغاثية، لاجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين العام الماضي في مدريد، تضمن منشورات مسربة كتبها عبود داخل مجموعة مغلقة لكادر القناة، يحثُ فيها مراسليها في جنوب سوريا على استطلاع أراء السكان المحليين حول الدور الإسرائيلي في المنطقة.

كما أن هذه ليست المرة الأولى التي يتهجم فيها عبود على العاملين في قناة أورينت، فقد سبق له أن أقال الإعلامية علا ملص بشكل تعسفي بعد إعدادها تقريرًا تلفزيوني يتضمن شهادات لمدير منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) رائد الصالح، والموسيقي مالك جندلي، بالإضافة لشهادته أيضًا.

تحوم الشبهات حول أورينت في تغطية الأزمة السورية، إذ توجه لها اتهامات بالتركيز على إثارة النعرات الطائفية 

وقالت ملص في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك حينها إن الإقالة جاءت بسبب عدم التركيز على شهادة عبود، وعدم منحه المزيد من الوقت على حساب باقي الأسماء، بعد أن قسمت الفترة الزمنية المخصصة للشهادات بالتساوي بين الأسماء.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تطبيع غسان عبود مجددًا.. سفير إسرائيل ضيف مرتزقة الإمارات

الحرة تفرز طواقمها بين الالتزام بالمسار الإماراتي وتهمة "الطائفية"