27-مايو-2021

إدلب في يوم انتخابات الأسد (Getty)

شغلت الانتخابات السورية التي أجريت الأربعاء 26 أيار/مايو 2021 اهتمام الناشطين على صعيد عالمي، في ظل محاولات إعلام النظام السوري تصوير الأمر على أنه "عرس" للديمقراطية وحرية التعبير، فيما كانت القناعة المتشكّلة لدى غالبية المتابعين تشير إلى أن هذه الانتخابات ليست سوى مسرحية صورية هدفها تثبيت بشار الأسد على رأس الحكم لولاية جديدة، بدعم إيراني وتوافق روسي - إسرائيلي، وتواطؤ وسكوت دولي وعربي، في الوقت الذي لا يزال ملايين السوريين يدفعون أثمانًا باهظة حتى اليوم، بسبب الحرب التي شهدتها البلاد على امتداد السنوات العشر الماضية، إثر خروج الشعب السوري ثائرًا ضد بشار الأسد في ربيع عام 2011، والأحداث الدامية التي تلتها والتي أدّت إلى قتل وتهجير ملايين السوريين، وتحوّل سوريا إلى بركة دم كبيرة. كما يرى الكثيرون أن تمسّك الأسد بالسلطة، ولجوئه إلى العنف المفرط وغير المسبوق كان السبب الرئيسي في وصول الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم. 

أشارت مجمل التعقيبات والانتقادات على الانتخابات التي أجراها النظام السوري إلى عدم الاعتراف بشرعية انتخابات أجريت في ظروف قسرية، وبعيدًا عن أي شفافية، وتنافس فيها بشار الأسد مع مرشحين شكليين اختارهم النظام بنفسه

وبينما كان مؤيدو النظام السوري يحتفون بالانتخابات الرئاسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتأكيد على أنها استفتاء ومبايعة لبشار الأسد، كان الناشطون المعارضون يرفضون الاعتراف بشرعية انتخابات أجريت في ظروف قسرية، وبعيدًا عن أي شفافية، وتنافس فيها بشار الأسد مع مرشحين شكليين اختارهم النظام بنفسه. مع الإشارة إلى أن الأمم المتحدة كانت قد أكّدت أن هذه الانتخابات ليست من ضمن العملية السياسية في سوريا، بحسب ما أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون. 

بالتزامن اتخذت القوى الأمنية اللبنانية سلسلة من التدابير الاحترازية، وسيّرت دوريات في الشمال اللبناني، خوفًا من حصول إشكالات أمنية، بعد أسبوع فقط من التوتر بين بعض الحزبيين اللبنانيين، وناخبين ومؤيدين للأسد كانوا في طريقهم للاقتراع في يوم الانتخابات المخصص للمغتربين السوريين في السفارة السورية في لبنان.

وفي واحدة من أبرز التغريدات بخصوص "انتخابات الأسد"، قال الناشط محمد من لبنان ساخرًا إن نتائج الانتخابات في سوريا تظهر حصول بشار الأسد على نسبة 51 % من الأصوات، فيما حصل بشار نفسه على نسبة الأصوات الـ49 % المتبقية، في إشارة إلى غياب أي شكل من أشكال المنافسة.

بينما نشر الناشط أحمد عبد الرحمن مقطع فيديو لمواطنين معارضين في محافظة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام، يهتفون ضد بشار الأسد ونظامه بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية. كذلك خرج العشرات من أهالي بلدة ناحتة في درعا إلى الشوارع مساء الأربعاء، للتنديد بما وصفوه المسرحية الانتخابية السورية، بحسب ما نقلت صفحة الثورة السورية على تويتر. 

من جانبه  قال الناشط أحمد إن الانتخابات السورية هي أفضل مسلسل لعام 2021، لكنك تعرف نهايته قبل أن يبدأ، ومن جهتها نشرت الناشطة إيمان بنس رسمًا كاريكاتوريًا يظهر صورة لبشار الأسد كُتب عليها انتخبوا الأمل، معلقة بين مبنيين تصدّعا بسبب الحرب والقصف.

فيما وصف المهندس محمد الانتخابات السورية بـ"انتخابات البراميل المتفجرة"، ونشر صورة للأسد تظهره كمصاص دماء يمعن في القتل، وقال الناشط شيخ ناصر إن بشّار الأسد هجّر أكثر من 13 مليون مواطن سوري، أي ما يعادل نصف الشعب، فيما النصف الثاني لا حول له ولا قوة، وبالتالي فلا يوجد أي معنى للانتخابات الرئاسية، بينما وصفت رقية السوسي من المغرب، الانتخابات السورية بأنها واحدة من أكثر المشاهد الهزلية والساخرة.

وضمن نفس السياق ذاته، قال الناشط أحمد مازن إن الإصلاح الوحيد الذي قام به الأسد خلال هذه السنوات، هو عملية البوتوكس لشدّ الوجه التي بدت آثارها بادية على وجهه في إطلالته الأخيرة، وأشار إلى أن بعض الأشخاص ذوي الأدمغة المغسولة بحسب وصفه، لا يزالون يصدقون طاغية قتل نصف شعبه وهجّر النصف الآخر.

 

اقرأ/ي أيضًا: