31-أكتوبر-2018

استمر تنظيم داعش في التمدد على الحدود السورية العراقية في الأيام الماضية (أحمد الرباعي/فرانس برس)

الترا صوت – فريق التحرير

دخلت القوات العراقية حالة التأهب القصوى، بعد الانسحاب المفاجئ  لقوات سوريا الديمقراطية من مناطق كانت تسيطر عليها في مدينة دير الزور الحدودية مع العراق لصالح تنظيم الدولة الإسلامية - داعش، بالتزامن مع نشاط للتنظيم داخل البلاد تمثل بشن هجمات استهدفت مدنيين، وسط تحذيرات من "حرب استنزاف" يعد لها التنظيم الإرهابي في العراق.

تقدر  أعداد عناصر داعش الموجودين داخل أراضي سوريا قرب الحدود العراقية، بنحو 3 آلاف مقاتل من التنظيم

كان الناطق باسم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، شون رايان، قد أقر الثلاثاء 30 تشرين الأول/أكتوبر، باستعادة تنظيم داعش بعض الأراضي باستخدام "مقاتلين أجانب متمرسين، ليس لديهم ما يخسرونه"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن "قوات سوريا الديمقراطية ستعود إلى مواقعها التي انسحبت منها بدعم من التحالف"، مضيفًا أن "هذه المعركة أخذ ورد، في بعض الأحيان، مثل غالبية المعارك العسكرية، ولقد قلنا منذ البداية إن هذا سيكون صراعًا صعبًا".

في السياق ذاته، علق رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي، بالقول إن "انسحاب قوات سوريا الديمقراطية وإعادة انتشار داعش بدلًا عنها أمر يحمل أكثر من علامة استفهام، خصوصًا أن ما حصل هو بالقرب من الحدود العراقية - السورية"، مشددًا على ضرورة "الحذر والاستعداد دومًا".

أما وزارة الدفاع العراقية فقد أكدت على لسان اللواء الطيار تحسين الخفاجي مدير الإعلام والتوجيه المعنوي، أن ما حصل في سوريا، لن ينعكس على الجيش العراقي والقوات المرابطة على الحدود، نافيًا اجتياز أي عنصر من مسلحي داعش الحدود العراقية مع سوريا، خلال الساعات الماضية، مشيرًا إلى أن طيران الجيش، وجهاز مكافحة الإرهاب عززا انتشارهما في المنطقة.

اقرأ/ي أيضًا: فضيحة في العراق... المصارف "دكاكين" لتمويل "داعش"

وبحسب الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، هشام الهاشمي، فإن أعداد عناصر داعش الموجودين داخل أراضي سوريا قرب الحدود العراقية، تقدر بنحو 3 آلاف مقاتل من التنظيم، مضيفًا في تصريح لوسائل إعلام روسية، أن نحو 800 عراقي بين هؤلاء المسلحين، والبقية من جنسيات عربية وأجنبية، وهم يستعدون لاستغلال أي فجوة، والدخول من خلالها للأراضي العراقية.

بدورها تعهدت قيادة العمليات المشتركة في العراق في بيان لها، برد عسكري قوي داخل الأراضي السورية "في حال ملاحظة أي خطر"، مؤكدة على لسان المتحدث باسمها العميد يحيى رسول قتل قيادات وعناصر مهمة وتدمير مواقع كان يستخدمها التنظيم، لتفخيخ العبوات الناسفة بعمليات استهدفت التنظيم في منطقة هجين والدشيشة في سوريا.

بالتزامن مع ذلك، تبنى تنظيم داعش، الثلاثاء 31 تشرين الأول/أكتوبر، هجومًا بقنبلة استهدفت مزارًا دينيًا للشيعة، في محافظة ديالى إلى الشمال الشرقي من العاصمة بغداد، موقعًا ثلاثة قتلى من النساء فضلًا عن عدد من الجرحى، وفق ما نقلته "رويترز" عن وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. والهجوم هو الثاني من نوعه خلال الأيام العشرة الأخيرة، حيث قتل 4 أشخاص وأصيب نحو 20 آخرين بتفجير انتحاري استهدف مدينة القيارة جنوب الموصل.

يأتي ذلك مع تحذيرات استخبارية من نشاط لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" داخل العراق، وفق آلية تسمح بالقتال المباغت والهجوم السريع ثم الهرب انطلاقًا من أماكن ما زال عناصر التنظيم يتحصنون فيها، على الحدود الإدارية للمحافظات الشمالية، حيث نقلت وكالة الصحافة الألمانية عن العميد محمد الجبوري من استخبارات محافظة صلاح الدين، قوله إن "عناصر تنظيم داعش أعدوا العدة التنظيمية والإدارية واللوجستية لحرب استنزاف طويلة الأجل ضد القوات الأمنية العراقية".

 تبنى تنظيم داعش، الثلاثاء 31 تشرين الأول/أكتوبر، هجومًا بقنبلة استهدفت مزارًا دينيًا للشيعة، في محافظة ديالى إلى الشمال الشرقي من العاصمة بغداد

وأضاف الجبوري أن "أهم مناطق إعادة تجميع عناصر داعش وتنظيمها، هي المناطق الشمالية من محافظة صلاح الدين والمحاذية لمحافظة نينوى، ثم غربًا باتجاه الأنبار، فضلًا عن المناطق المحيطة بقضاء الحضر بمحافظة نينوى في اتجاه قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين، ثم جبلي مكحول وحمرين، وصولًا إلى منطقة مطيبيجة شرقي سامراء المحاذية لمحافظتي كركوك، وديالى، بالإضافة إلى مجرى نهري الزاب، وزغيتون في محافظة كركوك".

اقرأ/ي أيضًا: العراق.. الجبوري بريء من الفساد في ساعة واحدة

حسب نفس التصريحات، يجتمع عناصر التنظيم، في مناطق تجمع المياه والينابيع الحرة في جبلي مكحول وحمرين، والتي اتخذوا منها مقرات شبه دائمة، وحفروا فيها أنفاقًا، ونقلوا إليها موادًا غذائية، ومستلزمات طبية، وخلايا الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، وإدامة بعض الأشياء التي تعتمد بصورة رئيسية على الكهرباء، موضحًا أن "هناك متعاونين معهم من خارج المناطق التي يوجدون فيها".

ويستعمل عناصر داعش في اتصالاتهم بالإضافة إلى الهواتف المحمولة، أجهزة هاتيرا أمريكية الصنع والتي تؤمن الاتصال لمسافات تصل إلى 60 كيلومترًا، وأجهزة تنصت، وطائرات دون طيار للتجسس على القوات الأمنية.

تؤيد هذه المعلومات التقارير السابقة التي تنبأت بعودة وشيكة لخطر تنظيم داعش داخل العراق، بناء على معطيات أبرزها عدم معالجة الأسباب التي أدت إلى خلق تنظيم داعش، وعدم إجراءات سريعة لتعمير المدن المحررة وعدم تطويقها أمنيًا مما ساهم في انتشار خلايا داعش في تلك المناطق مرة أخرى، فضلًا عن الفساد في بعض أجهزة الدولة الأمنية والذي مكن التنظيم من إطلاق سراح عدد من عناصره وقياداته من السجون، كما كشفت وثائق ضبطت في بعض مقرات التنظيم حصل "ألترا صوت" على نسخة منها.

وتشير المعلومات التي كشف عنها الجبوري، إلى أن التنظيم الجديد لعناصر داعش يقوم على حلقات مغلقة تتكون كل حلقة من 10 عناصر، أحدهم فقط يعرف القائد الذي يتلقى منه الأوامر، وبذلك فإن التنظيم يضمن إلى حد بعيد سرية العناصر الأخرى خارج الحلقة عند وقوع أي منهم في قبضة القوات الأمنية.

 يستعمل عناصر داعش أعدادًا قليلة من السيارات يابانية الصنع ويعتمدون بالدرجة الأساس على الدراجات النارية التي تتميز بسهولة الحركة 

بينما يستعمل عناصر داعش أعدادًا قليلة من السيارات يابانية الصنع ويعتمدون بالدرجة الأساس على الدراجات النارية التي تتميز بسهولة الحركة لا سيما في المناطق الوعرة والحاجة إلى وقود أقل. ويبين الجبوري، أن "أحد أهم الخطط التي ينفذها عناصر داعش الآن هي نصب الكمائن، وإيقاع أكبر عدد من الخسائر في صفوف القوات الأمنية، ثم العودة إلى مكان الانطلاق، كما نجح عناصر داعش في استدراج القوات الأمنية إلى مناطق قتلوا فيها بايهامها بالتعاون معها وتقديم معلومات حقيقية في بداية الأمر، لكسب ثقة العناصر الأمنية قبل الإيقاع بها".

يُذكر أن المناطق الممتدة من جنوبي محافظة نينوى إلى شمالي محافظة صلاح الدين وشرقيها والحدود الفاصلة بينها وبين محافظتي ديالى وكركوك، تشهد عمليات هجومية متكررة لعناصر داعش يذهب ضحيتها عناصر أمنية ومواطنون متعاونون معها، أو هجمات على الطرق الخارجية وزراعة العبوات الناسفة.

تجدر الإشارة إلى أن رئيس وزراء العراق السابق حيدر العبادي كان قد أعلن انتهاء العمليات العسكرية بعد تحرير مدينة الموصل والسيطرة عليها بالكامل قبل أكثر من عام!.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

داعش في دير الزور.. روسيا المحايدة!

العراق.. مافيا الوظائف الحكومية تطيح بآمال الشباب