كشف مستشارو الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن تحقيق اتفاق سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا قد يستغرق شهورًا أو ربما أكثر، مما يضع وعود ترامب الانتخابية بالتوصل إلى حل سريع موضع اختبار أمام تعقيدات الواقع.
وصرّح اثنان من مساعدي ترامب، في حديث مع وكالة "رويترز"، أن الجدول الزمني لتحقيق السلام في أوكرانيا أكثر تعقيدًا مما تم الترويج له خلال الحملة الانتخابية. واعتبرا أن التصريحات السابقة كانت مزيجًا من الحماسة الانتخابية وسوء تقدير للوقت والجهود اللازمة لحل النزاع.
كشف مستشارو دونالد ترامب أن تحقيق اتفاق سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا قد يستغرق شهورًا أو ربما أكثر
وتتوافق هذه التقييمات مع تصريحات المبعوث الجديد لترامب إلى روسيا وأوكرانيا، الفريق المتقاعد كيث كيلوج، الذي قال في مقابلة مع فوكس نيوز الأسبوع الماضي، إنه يرغب في التوصل إلى "حل" للحرب في غضون 100 يوم، وهو ما يتجاوز كثيرًا الجدول الزمني الأصلي للرئيس المنتخب.
ومع ذلك، وصف خبراء، مثل السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا جون هيربست هذا الجدول الزمني بأنه "متفائل للغاية"، مشيرًا إلى أن إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتقديم تنازلات سيكون التحدي الأكبر.
أثناء الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية، أعلن ترامب أنه سيحقق اتفاق سلام في أوكرانيا "في اليوم الأول" من توليه المنصب، لكنه تراجع تدريجيًا عن هذه التصريحات
وأثناء الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية، أعلن ترامب أنه سيحقق اتفاق سلام في أوكرانيا "في اليوم الأول" من توليه المنصب، لكنه تراجع تدريجيًا عن هذه التصريحات. وأوضح ترامب، خلال مؤتمر صحفي في كانون الأول/ديسمبر الفائت، أن إنهاء الحرب في أوكرانيا قد يكون أكثر تعقيدًا من التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وبينما أبدت روسيا استعدادها لإجراء محادثات مباشرة مع إدارة ترامب، رفضت بعض المقترحات التي قدمها مستشارو الرئيس المنتخب. وأوضح سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن الخطط المطروحة من قبل فريق ترامب "غير جذابة" بالنسبة لموسكو.
وتتضمن الخطة قيد الدراسة حسب رويترز، إزالة إمكانية عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي على المدى القريب، وتجميد خطوط المعركة الحالية. كما يقترح مستشارو ترامب تقديم ضمانات أمنية ملموسة لأوكرانيا، مثل إنشاء منطقة منزوعة السلاح تحرسها قوات أوروبية.
لكن ثمة عقبات تواجه محاولات إدارة ترامب لحل الأزمة، وأبرزها التعقيدات الدبلوماسية والقانونية، من بينها تأجيل زيارة كان من المقرر أن يقوم بها كيلوج إلى كييف، بسبب مخاوف أميركية تتعلق بقانون "لوغان"، الذي يمنع المواطنين العاديين من التفاوض مع حكومات أجنبية.
وسبق أن وجّهت صحيفة "واشنطن بوست" نقدًا لاذعًا لكلٍّ من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي يتأهّب لدخول البيت الأبيض، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك على خلفية طموح الأول بتقديم نفسه كصانع سلام، وطموح الثاني في أن يستغل ترامب لإنشاء نظامٍ عالمي جديد يقوم فقط على المعاملات، دون مراعاة القواعد المتعلقة بحقوق الانسان، الأمر الذي من شأنه تهديد العالم الذي سيحوله بوتين وترامب إلى مناطق نفوذ متقاسمة بينهما، حسب الصحيفة.
ورأت الصحيفة الأميركية في مقال نُشر في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أنّ بوتين الذي وصفته بـ"المستبد الماكر المناهض لأميركا"، سيسعى إلى الجلوس مع ترامب المتعطّش، حسب "واشنطن بوست"، للظهور بمظهر الزعيم الخارق بإنهائه الحرب الروسية الأوكرانية التي مضى عليها أكثر من 3 أعوام، وبإخضاع الجميع، بمن فيهم الحلفاء، لسياسة فرض الرسوم الجمركية على وارداتهم، بغض النظر علاقات التحالف والتنافس التي استقرت لعقود، ويريد ترامب القفز عليها لتكريس شعاره الشعبوي "لنجعل أميركا عظيمةً مرة أخرى".