09-مارس-2021

مساع مصرية سودانية لتدويل أزمة سد النهضة (فيسبوك)

أعلنت إثيوبيا اليوم الثلاثاء 09 شباط/ فبراير رفضها الوساطة الرباعية في ملف سد النهضة التي طلبتها كل من مصر والسودان، وقالت الخارجية الإثيوبية أنها تتمسّك بالوساطة الإفريقية.

أعلنت إثيوبيا اليوم الثلاثاء 09 شباط/ فبراير رفضها الوساطة الرباعية في ملف سد النهضة التي طلبتها كل من مصر والسودان

وعادت أديس أبابا لتؤكد أن مبدأ التدويل يتعارض مع اتفاقية إعلان المبادئ الموقعة بين الدول الثلاث "السودان ومصر وإثيوبيا" عام 2015، والتي تنص مادتها العاشرة صراحة على أن تسوية المنازعات تتم بالتوافق بين الأطراف، وفي حال إخفاقهم يمكن لهم مجتمعين طلب التوفيق أو الوساطة أو إحالة الأمر لعناية رؤساء الدول والحكومات، وذلك ما دفع المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي إلى التصريح بأن بدلاه ترفض أي وساطة خارج إطار اتفاقية إعلان المبادئ (الموقعة بين الدول الثلاث) ورعاية الاتحاد الأفريقي،  قائلًا في مؤتمر صحفي سابق: "إن أي طرح خارج اتفاقية إعلان المبادئ لن يكون مقبولًا".

اقرأ/ي أيضًا: أزمة سد النهضة.. دليلٌ على فشل الدبلوماسية المصرية

وكانت السودان قد نجحت أخيرا فقط، عقب لقاء البرهان بالسيسي، في إقناع القاهرة بالذهاب نحو تدويل مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا، وذلك بإشراك وضم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الإفريقي، مع قرب قيام إثيوبيا بعملية الملء الثانية للسد المزمع القيام بها في تموز/ يوليو المقبل، وتهدف السودان ومصر من وراء تدويل المفاوضات إلى زيادة الضغط على أديس أبابا بالرغم من رفض هذه الأخيرة مبدأ تدويل المفاوضات.

ويعول الطرفان السوداني والمصري في الذهاب نحو التدويل على أمرين اثنين، الأول منهما جر إثيوبيا للمفاوضات الدولية التي ستجعل كلمة الخبراء هي العليا، فخلال المفاوضات الثنائية الماضية كان حضورهم ثانويًا رغم أنهم أكثر قدرة على التوصل لاتفاق لإلمامهم بالقانون الدولي. أما الأمر الثاني الذي يعول عليه الطرف العربي أنه حال رفض إثيوبيا الوساطة الرباعية الدولية فحينها ستواجه إثيوبيا بضغوط من المجتمع الدولي وسيتم "تعرية مواقفها أمام العالم ويمكن حينها للسودان تصعيد شكاوى دولية"، بحسب الجانب السوداني والمصري.

تهدف السودان ومصر من وراء تدويل المفاوضات إلى زيادة الضغط على أديس أبابا بالرغم من رفض هذه الأخيرة مبدأ تدويل المفاوضات

كما يعول الطرفان العربيان من ناحية ثانية على الرئيس الكونغولي الجديد للاتحاد الإفريقي فيليكس تشيسيكيدي في قيادة جهود الوساطة بدلًا من الوسيط الجنوب الإفريقي السابق، فبوصول الكونغو لرئاسة الاتحاد الإفريقي سارع السودان إلى طلب تشكيل وساطة رباعية للإشراف على المحادثات بين السودان وإثيوبيا ومصر حول ملء وتشغيل سد النهضة بقيادة الاتحاد الأفريقي وإضافة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأمريكا. علمًا وأن الاتحاد الأوروبي أعلن استعداد للتوسط في مفاوضات سد النهضة والتوتر بين السودان وإثيوبيا في مسألة الحدود المشتركة بينهما.