20-مايو-2022
مساعدات أمريكية ضخمة لأوكرانيا (Getty)

مساعدات أمريكية ضخمة لأوكرانيا (Getty)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  ليلة الجمعة أن القوات الروسية تشدد الضغط في منطقة دونباس التي حولتها إلى جحيم حسب وصفه. وقال زيلينسكي "تواصل القوات المسلحة الأوكرانية إحراز تقدم في تحرير منطقة خاركيف، لكن المحتلين يحاولون زيادة الضغط في دونباس. إنه الجحيم وهذه ليست مبالغة"، معتبرًا من جهة أخرى أن المساعدات الضخمة التي أعلنت واشنطن تقديمها لكييف "تشكل استثمارًا في أمن الغرب".

اعتبر زيلينسكي  أن المساعدات الضخمة التي أعلنت واشنطن تقديمها لكييف "تشكل استثمارًا في أمن الغرب"

وأوضح زيلينسكي في رسالة فيديو أنه "بالنسبة إلى شركائنا، الأمر ليس مجرد إنفاق أو تبرع"، وأضاف "هذه مساهمتهم في أمنهم، لأن حماية أوكرانيا تعني حمايتهم ضد حروب وأزمات جديدة قد تتسبب بها روسيا". وبعد جدل ونقاش حاد تخلله اعتراض جمهوري، وافق الكونغرس الأمريكي الخميس على رزمة مساعدة ضخمة لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار لدعم الجهود العسكرية لأوكرانيا في مواجهة روسيا.

ويُفترض أن تسمح رزمة المساعدات الأمريكية الجديدة لأوكرانيا بالتزوّد خصوصًا بآليات مصفّحة وتعزيز دفاعها الجوي. وقال مسؤولون أمريكيون إن "البيت الأبيض يعمل على تزويد أوكرانيا بصواريخ متطورة مضادة للسفن للمساعدة في كسر الحصار البحري الروسي"، وسط مخاوف من أن حزمة الأسلحة الجديدة المتطورة التي يمكن أن تغرق السفن الحربية الروسية ستزيد من حدة الصراع.

وتحدثت مصادر في الكونغرس بالإضافة إلى مسؤولين حاليين وسابقين في البيت الأبيض عن وجود عراقيل في طريق إرسال هذه الأسلحة المتطورة والأكثر  قوة إلى أوكرانيا. وتشمل تلك العراقيل الحاجة إلى فترات تدريب طويلة، وصعوبات في صيانة المعدات، بالاضافة إلى مخاوف من إمكانية استيلاء القوات الروسية على الأسلحة الأمريكية.

هذا وتحدث ثلاثة مسؤولين أمريكيين ومصدرين بالكونغرس إن نقل "نوعين من الصواريخ القوية المضادة للسفن، "هاربون" من صنع بوينج، ونافال سترايك الذي تصنعه كونغسبرغ وريثيون تكنولوجيز، قيد البحث فعليًا إما بالشحن بشكل مباشر إلى أوكرانيا، أو عن طريق حليف أوروبي لديه تلك الصواريخ". وتبقى هناك عوائق تمنع أوكرانيا من الحصول على تلك الصواريخ. على سبيل المثال، فإن منصات إطلاق هاربون من الشاطئ محدودة، وهو حل صعب تقنيًا وفقًا للعديد من الخبراء العسكريين، لأنه في الغالب يُطلق الصاروخ من البحر. لكن مصادر أمريكية قالت إن الولايات المتحدة تعمل على إيجاد حلول لتلك الصعوبات.

يذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية يجب أن توافق على جميع طلبات الأسلحة التي تشمل معدات أمريكية، من بينها صواريخ هاربون ونافال سترايك المزمع إرسالها إلى أوكرانيا، وتتلقى الوزارة التوجيهات بهذا الخصوص من البيت الأبيض.

التطورات الميدانية

في التطورات الميدانية، أعلن حاكم إقليم لوغانسك سيرغي جايداي اليوم الجمعة أن القصف الروسي على سيفيرودونيتسك أدى إلى مقتل 13 مدنيًا و40 جريحًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بالاضافة إلى تضرر العديد من المباني المدنية. هذا وتشهد المنطقة هجومًا روسيًا فشل لحد الآن وسط مقاومة أوكرانية. وتُشكّل سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك اللتين يفصل بينهما نهر، الجيب الأخير للمقاومة الأوكرانية في منطقة لوغانسك، ويُحاصر الجنود الروس هاتين المنطقتين اللتين تتعرضان لقصف متواصل.

من جهته، قال حاكم إقليم دونيتسك بافلو كيريلينكو إن الجنود الروس قتلوا الخميس 5 مدنيين في المنطقة. في المقابل أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن قوات بلاده وسعت من سيطرتها على إقليم دونباس وأن السيطرة على مقاطعة لوغانسك شارفت على نهايتها. وقال شويغو في اجتماع نقلته وكالة إنترفاكس الروسية إن "تحرير جمهورية لوغانسك الشعبية أوشك على الانتهاء".

كما أعلن وزير الدفاع الروسي عن  استسلام أكثر من 1908 مقاتل أوكراني بمجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول التي سيطرت عليها القوات الروسية. ونشرت موسكو صورًا تُظهر مجموعات من رجال يرتدون ملابس قتالية بعضهم على عكازات وبعضهم مضمّد، يخرجون من المجمع الصناعي بعد معركة طويلة وشرسة  في مدينة ماريوبول الواقعة جنوب شرق أوكرانيا، التي دُمّر 90% منها وقُتِل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص بحسب كييف.

في المقابل لم تتحدث كييف عن استسلام. وقال الرئيس الأوكراني مساء الخميس، إنني "أبذل كل ما أمكنني حتى تكون القوى الدولية الأكثر نفوذًا على علم، وإذا أمكن ضالعة في إنقاذ أبطالنا". لكن صباح اليوم، نشر قائد كتيبة آزوف التي تدافع عن المصنع، مقطع فيديو مدته 45 ثانية قال فيه إن "القيادة العسكرية أصدرت أمرًا بوقف الدفاع عن ماريوبول لإنقاذ أرواح الجنود".

ورفض المسؤولون الأوكرانيون الذين حاولوا ترتيب تبادل أسرى التعليق على الأرقام التي عرضتها موسكو قائلين إن ذلك قد يعرض جهود الإنقاذ للخطر. وكان نائب قائد كتيبة آزوف سفياتوسلاف بالامار نشر فيديو ليلة أمس قال فيه "إنه وقادة آخرين ما زالوا داخل المصنع"، وأضاف "هناك عملية جارية ولن أفصح عن تفاصيلها".

هذا وتحدث زعيم الانفصاليين في دونتيسك دينيس بوشلين المدعومين من روسيا ويسيطرون على المنطقة، أن ما يقرب من نصف المقاتلين ما زالوا داخل مصانع الصلب، وقال إن "الجرحى تلقوا العلاج الطبي بينما تم نقل من كانوا يتمتعون بلياقة جيدة إلى مؤسسات عقابية ويعاملون بشكل جيد". بدورها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها "سجلت مئات الأسرى من مصنع آزوفستال المحتجزين حاليًا لدى روسيا"، لكنها لم تذكر رقمًا دقيقًا. من جهة أخرى، ووفقًا لوزارة الدفاع البريطانية، يتعرض القادة الروس مع تضاؤل عدد المدافعين المتحصنين في مصنع آزوفستال للصلب لضغوط متزايدة لإعادة توزيع القوات الروسية من المدينة الساحلية الاستراتيجية  لتعزيز هجومهم في شرق أوكرانيا.

في سياق متصل بالانتهاكات الحاصلة في الحرب، أعلن مسؤولون قضائيون في خمس دول غربية تشكّل ما يطلق عليه تحالف "العيون الخمس"، أنهم يدعمون إجراءات اتخذتها أوكرانيا لمحاكمة مرتكبي جرائم حرب مرتبطة بالغزو الروسي. وقال وزراء العدل أو المدعون العامون في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا، في بيان لهم، إنهم "يدعمون إجراءات اتخذتها المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا وتهدف إلى محاسبة المسؤولين عن جرائم حرب ارتُكبت خلال الغزو الروسي".

رفض المسؤولون الأوكرانيون الذين حاولوا ترتيب تبادل أسرى التعليق على الأرقام التي عرضتها موسكو قائلين إن ذلك قد يعرض جهود الإنقاذ للخطر

 وأضافوا في بيانهم المشترك "نؤيد السعي إلى تحقيق العدالة من جانب أوكرانيا ومن خلال التحقيقات الدولية الأخرى، بما في ذلك في المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من الهيئات". وأدانوا في بيانهم "تصرفات الحكومة الروسية"، ودعوها إلى "وقف كل الانتهاكات للقانون الدولي، ووقف غزوها غير الشرعي، والتعاون في جهود تحقيق المساءلة".