29-يناير-2021

مريد البرغوثي وديوانه "استيقظ كي تحلم"

ألترا صوت – فريق التحرير

نشرت هذه القصيدة في ديوان "استيقظ كي تحلم" للشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، الذي صدر عن دار رياض الريس عام 2018. في القصيدة يعود الشاعر إلى زمن القرابين لكي يشكّل منه سردية عن الإذعان والرضوخ، لكن في نهاية هذه السردية الشعرية لا بد من مجي التغيير.  

من مجموعاته الشعرية: "منطق الكائنات"، و"ليلة مجنونة"، و"الناس في ليلهم"، و"زهر الرمان"، و"منتصف الليل". وله أيضًا عملان سيريان هما: "رأيت رأم الله"، و"ولدت هناك.. ولدت هنا".


حين قرّرت الشمسُ أن بقاءها يتطلب

أن تأكل طفلًا كل صباح

لم تعرف القرية ماذا تصنع بهذه اللعنة

 

الشيخُ ذو الوجه الشبيه بالجلد المدبوغ

والارتياح الدائم

قال أين اللعنة؟

فلتأكلْ طفلًا كل صباح

 

القريةُ سكتت في العام الأول

سكتت في العام الثاني

والثالث والعاشر

 

مات الشيخُ بضربةِ شمس

 

في اليوم التالي

في الحيِّ الأكثر فقرًا في القرية

طفلٌ، لما جاءَ عليه الدورُ، بكى

ضربته أمّه

ضربه أبوه

ضربه الرجل البدين،

حتى الرجل الهزيل،

ضربه أيضًا

والطفل يستغيث:

- لا أريد أن أموت

- سنموت جميعًا إن لم تأكلكَ الشمس

أكلته الشمس.

النساء الفائضات الوزن

بجلابيبهن البرّاقة

وأساورهن القليلة الثمن

رقصن في الساحات فرحًا

وأطلقنَ الزغاريد

 

في اليوم التالي

صرخت طفلةٌ في حيٍّ مجاور

- لا أريدُ أن أموت

اليد التي ارتفعت لتضربَها

بوغتت بيدٍ أخرى تمنعها

تكاثر المدافعون عن البنت.

رأوا ارتعاشَ رموش المعتدين

وارتخاء أصابعهم حول عنقِ البنت

انتزعوها من جلسة العقاب.

نظرت أعينُهم إلى أعينِهم بصمتٍ كامل

صمتٍ كأنه

أصابعُ تُمَرِّرُ رسالةً تحت باب مغلق

ثم تدافعوا

إلى كهفٍ كانوا خبّأوا فيه سرَّهم

ومعًاا

أخذوا يرشقون الشمس بالرماح.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أمجد ناصر: قصيدةٌ مؤجلة لنيويورك

سليم بركات: التنين