18-يوليو-2021

تقرير إسرائيلي يعتبر أن هناك زخمًا جديدًا في العلاقات الإسرائيلية المغربية (أ.ب)

الترا صوت – فريق التحرير

نشر مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، التابع لجامعة تل أبيب، تقريرٔا على صفحته الإلكترونية الرسمية، يقدم تقييمًا لمسار العلاقات المغربية الإسرائيلية بعد ستة أشهر من توقيع اتفاقية التطبيع. ويرى المركز أن زيارة المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية الأخيرة إلى المغرب تمثل "فرصة لضخ زخم جديد في العلاقات الثنائية".

نشر مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، التابع لجامعة تل أبيب، تقريرٔا على صفحته الإلكترونية الرسمية، يقدم تقييمًا لمسار العلاقات المغربية الإسرائيلية بعد ستة أشهر من توقيع اتفاقية التطبيع

بالمقابل أبرز التقرير أن القرار بالتريث من أجل اتخاذ خطوات نحو تطبيع شامل للعلاقات، عكس حذر المغرب من احتمال عدم تأييد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قرار مغربية الصحراء، والذي اتخذته إدارة دونالد ترامب السابقة، بالإضافة لرغبة الملك محمد السادس، الحفاظ على مصداقيته فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وخاصة وضع القدس، إذ  يرأس العاهل المغربي لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي هيئة ذات أهمية رمزية وإن كانت لا تقدم شيئٔا عمليًا وفق ما أورده التقرير.

اقرأ/ي أيضًا: مغردون مغربيون وعرب يردون على التطبيع ومحاولات تبريره

لكن في شهريْ آذار/مارس ونيسان/أبريل الماضيين، كانت هناك تصريحات مطمئنة من واشنطن تشير إلى أن إدارة بايدن، ستحترم  القرار المتعلق بالصحراء، مع التركيز على دعمها لإطلاق مفاوضات بين المغرب وجبهة "البوليساريو" للتوصل إلى حل لهذا النزاع. على هذا الأساس يورد المركز الإسرائيلي أن العلاقات المغربية الإسرائيلية بدأت تشهد في الآونة الأخيرة تطورات لافتة ومهمة، وإن كانت أقل وضوحٔا وزخمٔا من العلاقة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.

 خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، واجهت العلاقات بين الرباط وتل أبيب أول اختبار جدي لها، ففي الأسابيع التي تلت العدوان أرسل المغرب "إشارات متضاربة"، إذ بعث رئيس الحكومة المغربي والذي يشغل أيضًا منصب الأمين العام "لحزب العدالة والتنمية" برسالة تهنئة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يشيد فيها بانتصار المقاومة على إسرائيل، وفي شهر حزيران/ يونيو، سافر إسماعيل هنية رفقة وفد من الحركة إلى المغرب في زيارة رسمية، والتقى بشخصيات مهمة داخل وخارج الحكومة، لكن العاهل المغربي، محمد السادس، كان قد استبق زيارة وفد "حماس" بإرسال برقية تهنئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بعد حصول حكومته على ثقة الكنيست، وأكد العاهل المغربي في البرقية التي بعثها "حرص المملكة المغربية على مواصلة دورها الفاعل ومساعيها الخيرة الهادفة لخدمة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط يضمن لكافة شعوب المنطقة العيش جنبٔا إلى جنب، في أمن واستقرار ووئام".

ولاحظ التقرير الإسرائيلي أن زيارة هنية إلى المغرب، كانت في إطار ترميم صورة "حزب العدالة والتنمية" بعدما تعرض الحزب إلى انتقادات واسعة ومعارضة داخلية بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مضيفْا في الوقت نفسه، أن العاهل المغربي سعى إلى استغلال الزيارة أيضٔا، فقد أرسل إشارات إلى إدارة بايدن بأن الرباط يمكن أن تلعب وساطة مفيدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في تلميح إلى رغبة المغرب بتعزيز مكانتها لدى الادارة الأمريكية للحفاظ على موقف الإدارة السابقة من ملف الصحراء.

ويشير التقرير إلى أن المغرب بدأ بالفعل في التخطيط لرفع مستوى  التمثيل من مكتب اتصال في تل أبيب إلى سفارة، ويستند في ذلك إلى إشارات تذهب في اتجاه  تعزيز وتطوير تلك العلاقات، من خلال هبوط طائرة شحن تابعة للقوات الجوية المغربية قبل أسابيع في قاعدة "حتسور" العسكرية الجوية الإسرائيلية، للمشاركة في مناورة عسكرية مع الجيش الإسرائيلي، وإطلاق المغرب وإسرائيل لرحلات جوية مباشرة إلى جانب تشجيع السياحة في كلا الاتجاهين والتأكيد بشكل عام على الروابط الثقافية بين المملكة واليهود الإسرائيليين من أصل مغربي.

وفي هذا السياق، تأتي زيارة المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية ألون أوشبيز، إلى المغرب، في أعقاب مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ونظيره المغربي ناصر بوريطة، "لتضخ زخمٔا إضافئا في الدفع بتلك العلاقات وتتيح فرصة لبدء ترجمة اتفاق واعد على الورق إلى سياسات أكثر عملية على أرض الواقع"، كما يخلص إلى ذلك التقرير.

كانت مصادر دبلوماسية كشفت عن وجود محادثات بين المغرب وإسرائيل لترتيب أول زيارة رسمية ليائير لابيد إلى الرباط بعد اتفاق التطبيع

وكانت مصادر دبلوماسية كشفت عن وجود محادثات بين المغرب وإسرائيل لترتيب أول زيارة رسمية ليائير لابيد إلى المغرب بعد اتفاق التطبيع. وختم التقرير أنه "لدى كل من المغرب وإسرائيل حافز قوي لإثبات أن تطبيع العلاقات يعود بمنافع اقتصادية معترف بها لشعبيهما"، مدعيًا أن القيام بذلك من شأنه أن يعمق العلاقات الثنائية ويحدث تأثيرْا إيجابيا على الدول العربية الأخرى في المنطقة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

وصفوا التطبيع بـ"الإنجاز الكبير".. أحزاب وسياسيون مغاربة في صف المخزن

ترامب يعلن اتفاقًا لتطبيع العلاقات بين المغرب و"إسرائيل