20-أكتوبر-2018

يذاع وثائقي "مركب رشيد" مساء يوم الإثنين المقبل على التلفزيون العربي (برنامج شيفرة)

600 مهاجر تتلخص أحلامهم في العبور، لا شيء غير العبور. دفع أغلبهم كل ما لديه من أموال لا يعرف أنه يدفعها ثمنًا لموته. انطلقت المركب في اتجاه أرض الأحلام إلى أوروبا، لكن القدر لم يمهل أغلب المهاجرين، وفي مساء 21 أيلول/سبتمبر 2016، اشتد الموج ولم تعد مركب الصيد التي يستقلونها قادرة على الاستمرار. إشارات واستغاثات لحرس الحدود المصري، لكن بطء التعامل، وعدم استعداد المركب والعدد الكبير للمهاجرين، انتهت بغرق 204 منهم، في واحدة من أبشع حوادث الهجرة غير النظامية.

يوم الإثنين القادم، يذيع برنامج شيفرة على التلفزيون العربي، وثائقي يكشف تفاصيل جديدة في حادثة مركب رشيد الغارقة في 2016

"مركب رشيد"، نسبة لمدينة رشيد التي توفي على شواطئها المهاجرون، واختاره برنامج شيفرة الذي يبث على التلفزيون العربي ليكون اسم الوثائقي الجديد، المقرر عرضه يوم الإثنين القادم في السادسة ونصف مساءً بتوقيت القاهرة. وهو وثائقي من إخراج عبادة البغدادي، وإشراف تحريري عبدالمنعم محمود. 

اقرأ/ي أيضًا: مذكرات من غريق في مركب "رشيد"

ويهدف هذا الوثائقي الاستقصائي إلى رصد قصة غرق 204 من المهاجرين المصريين الذين كانوا في طريقهم عبر البحر إلى إيطاليا. ويشير التحقيق إلى عدة أدلة تثبت تورط قوات حرس الحدود المصرية في حادثة مركب رشيد، بدايةً من تغاضيها عن محاولة الهجرة غير النظامية أساسًا في أولى خطواتها فيما يعرف بتجميع المهاجرين أو "التخزين"، وانطلاق المركب التي تنقل المهاجرين، ثم أخيرًا البطء والتأخر في تلبية نداءات الاستغاثة لأكثر من سبع ساعات، وفقًا للعديد من الشهادات.

ويفتح التحقيق الوثائقي ملفًا ظن البعض أنه أغلق، ولكن بعض الشهادات لمافيا التهريب، التي استطاع فريق التحقيق اختراقها، أفدت بتلقي بعض أفراد حرس الحدود رشاوي مالية ضخمة للسماح بانطلاق تلك الرحلات غير النظامية. والتقط فريق التحقيق صور حية لرحلات التهريب التي لا زالت مستمرة تحت أعين قوات حرس الحدود من نفس النقطة التي انطلقت منها سابقًا مركب رشيد الغارقة، ورافق فريق التحقيق أحد الرحلات بداية من التجهيز وحتى مرورها أمام نقطة حرس الحدود في رشيد.

وأجرى فريق التحقيق اتصالًا مع العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري، والذي لم ينفي أو يثبت تهمة تلقي الرشاوي. كما تواصل فريق التحقيق مع الهيئة العامة للاستعلامات، والتي لم تعطي أي رد بالأساس. ووفقًا لمصادر في التلفزيون العربي، فإن الفيلم الوثائقي يضم بعض الشهادات لناجيين من المركب وحول عملية التجهيز لانطلاقها، والعديد من التفاصيل التي وصفها صناع الوثائقي بـ"المروعة"، وسمحت لفريق التحقيق حل شيفرة هذه الحادثة.

يُذكر أنه في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2016 أقرت مصر قانون "مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين". ويركز القانون على تعاون الجهات القضائية والأمنية المصرية مع نظيراتها الأجنبية، مع فرض عقوبات بالسجن والغرامة تصل إلى 200 ألف جنيه، لكل من ارتكب "جريمة تهريب المهاجرين" أو الشروع فيها أو توسط في ذلك، إضافة إلى السجن بالمؤبد وغرامة لا تقل عن 200 ألف جنيه في بعض الحالات.

يكشف الوثائقي تورط بعض أفراد قوات حرس الحدود المصرية في تسهيل عمليات الهجرة غير النظامية عبر السواحل المصرية

ويُشار إلى وجود أطفال من بين ضحايا حادثة مركب رشيد. وبحسب منظمة الهجرة الدولية، فإن مصر في 2014 احتلت المركز الأول في الهجرة غير النظامية للأطفال عبر البحر، بنحو ألفين وسبعة أطفال من مصر إلى إيطاليا وحدها. وفي 2015 سجلت هجرة ألفين و610 طفلًا، بينهم ألف و711 غير مصحوبين بذويهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الهجرة غير الشرعية في مصر.. قصة تكتب من جديد

ما قد يخبرنا به نمر الغابة عن الهجرة غير الشرعية