01-نوفمبر-2021

أرشيفية (Getty)

طفت إلى السطح في الأيام الأخيرة أزمة إنسانية جديدة أُضيفت إلى الكوارث الكثيرة التي يعيشها سُكان مدينة إدلب في الشمال السوري، بعد أسابيع من قرار السلطات الصحية التركية القاضي بالتوقف عن استقبال سكان المدينة للعلاج مجانًا في المستشفيات التركية الحدودية، والذي دخل حيز التنفيذ مؤخرًا. 

القرار التركي وصف من طرف ناشطين في المجال الإغاثي والإنساني بأنه يعرّض حياة آلاف المواطنين في الشمال السوري إلى الخطر الحتمي

القرار وصف من طرف ناشطين في المجال الإغاثي والإنساني بأنه يعرّض حياة آلاف المواطنين في الشمال السوري إلى الخطر الحتمي، خاصة وأن من بينهم المئات ممن يعانون من أمراض مزمنة كالسرطان، والسكري، ومشاكل القلب، بالإضافة إلى جرحى الحرب المستعرة منذ اندلاع الثورة في وجه نظام بشار الأسد في العام 2011.

وقد أطلق ناشطون سوريون من الشمال السوري وبلاد المهجر، حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لحثّ السلطات التركية على إعادة النظر في قرارها، الذي يهدد عددًا كبيرًا من الأرواح، وقد استخدموا لهذه الغاية وسم #عالجوا_مرضى_إدلب باللّغات العربية، والتركية، والإنجليزية.

وفي أبرز التغريدات في هذا المجال، تحدّثت الناشطة السورية المعارضة جمان حسن، المقيمة في لندن، عن وجود 350 مريض سرطان، و400 مئة مريض جراحة قلب في إدلب بحاجة إلى علاج فوري للبقاء على قيد الحياة. وقالت حسن: " ما في كابوس أكبر من أنه عوائل عم تصارع من أجل حياة أطفالها أو من أجل جرعة كيماوي."

ونشرت الناشطة نسمة السيد عيسى مقطع فيديو على صفحتها على تويتر، قالت فيه إن المادة 25 من إعلان حقوق الإنسان تنصّ على حق الرعاية الصحية، وذكرت بوجود مئات المرضى وخاصة مرضى السرطان، ممن هم بحاجة ماسة لدخول الأراضي التركية وتلقّي العلاج، وإلا "سيكون مصيرهم الموت". وأشارت السيد عيسى إلى أن صوت الناشطين هو طريقة مهمّة للضغط على الحكومة التركية وحثها على إعادة النظر في قرارها. 

الناشط محمد القريوي نشر صورة للطفلة السورية ماريا ابنة السنتين، والتي كان يفترض أن تدخل تركيا قبل شهر ونصف لتلقّي العلاج، وهي تعاني من ثقبين في القلب، وعلّق بالقول: " لن نفقد لأمل. كونوا معنا. أصواتكم تساعد كل المرضى".

ونشر الصحفي آدم عبدالله بدوره صورًا لأطفال من إدلب مصابين بالسرطان، وكتب مشجّعًا على استخدام الوسم: "خطيئتهم الوحيدة في أنهم وُلدوا في أرض لا توجد فيها ضروريات الحياة، لا تحبس أنفاسهم بين يديك، لا تدع المرض يقتلهم "

كما انضم الصحفي والناشط السوري البارز هادي العبدالله إلى الحملة، ونشر مناشدة عبر حسابه على تويتر يدعو للسماح بدخول المرضى لتلقي العلاج قبل فوات الأوان: 

كما نشرت المغرّدة فطوم عبد الفتاح مقطع فيديو للطفل السوري المشهور محمد عزيز أسمر المرشح للجائزة الدولية للسلام، وهو يناشد السلطات التركية بالغة الإنجليزية، السماح لمرضى السرطان بعبور حدودها، والحصول على العلاج اللازم لهم.


فيما نقل المغرّد احمد إدلبي، عن إحدى الامهات قولها إنها لم تتمكن من إحضار مولودتها ذات العشرة أشهر إلى مستشفيات تركيا وعلاجها مجانًا، وأنها ستعيدها إلى المخيم لتموت بين أخوتها، بدل من تركها تموت وحيدة بين يديها في تركيا.


وضمن السياق نفسه، أكّد الناشط السوري فادي بأن أي دقيقة تأخيرٍ في علاج هؤلاء المرضى في إدلب قد يكون "عمراً مهدراً؛ وفرصة حياة ضائعة". على حد تعبيره. 

يذكر أن سكان مدينة إدلب في الشمال السوري، القريبة من تركيا والخارجة عن سيطرة النظام السوري، كانوا حتى مطلع الشهر الماضي، يمتلكون بطاقة " كيملك "، وهي بطاقة هويّة تخوّلهم دخول الأراضي التركية وتلقّي العلاج الطبي والحصول على الأدوية مجانًا، لكن السلطات التركية أوقفت العمل بهذه البطاقة بحجة عدم قدرة المستشفيات في المنطقة الحدودية على تأمين التمويل لعمليات العلاج. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مناورات عسكريّة روسية مكثفة شمال سوريا وقصف تركي لمواقع لـ"قسد"

أردوغان: لمست "تعاطيًا إيجابيًا" من بايدن بشأن طائرات إف-16