يواصل الرئيس الجمهوري الأميركي المُنتخب، دونالد ترامب، المشاورات بشأن الأسماء التي يرغب بترشيحها لتكون جزءًا من إدارته الجديدة، حيثُ يتطلع إلى ترشيح جو كينت، وهو من الأسماء المعروفة في الأوساط اليمينية المتشددة، لشغل منصب رئيس المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، وفقًا لما أفاد موقع "بوليتيكو" الأميركية نقلًا عن مصدرين مطلعين على تفاصيل المناقشات.
ويُعد كينت من قدامى المحاربين الذين خدموا في القوات الخاصة بالجيش الأميركي، حيثُ خدم لفترة وجيزة في وكالة المخابرات المركزية، فضلًا عن عمله في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية. كما أنه خاض محاولتين فاشلتين في محاولة الترشّح للكونغرس عن ولاية واشنطن. وبحسب أحد المصادر التي تحدثت لبوليتيكو، فإن كينت "سيكون شريكًا داعمًا لتولسي (غابارد)، وهي تحاول إعادة توجيه مؤسسة الاستخبارات لمواجهة التهديدات الحالية اليوم".
وكان ترامب قد رشّح عضوة الكونغرس السابقة غابارد لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية، واصفًا إياها بأنها "جمهورية فخورة الآن"، في إشارة إلى انشقاقها عن الحزب الديمقراطي عقب فشلها بالترشّح لانتخابات الرئاسة في 2020. ويُعرف عنها أنها شاركت في عمليات الجيش الأميركي في العراق، كما أن مواقفها تتعارض مع السياسة الخارجية الأميركية، بما في ذلك رفضها التدخل في سوريا، حيثُ وصفت الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، بأنه "ليس عدوًا للولايات المتحدة".
يتطلع الرئيس المُنتخب دونالد ترامب إلى ترشيح، جو كينت، وهو من الأسماء المعروفة في الأوساط اليمينية المتشددة لشغل منصب رئيس المركز الوطني لمكافحة الإرهاب
وبحسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، فإن كينت انتقد في مقابلة بودكاست العام الماضي إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، لتركها القوات الأميركية في الشرق الأوسط وسط العدوان الإسرائيلي على غزة المستمر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، قائلًا إن القوات تُركت "كطعم" للجماعات المدعومة من إيران لمهاجمتها.
وقال كينت في إحدى المداخلات الصوتية ردًا على سؤال حول الهجوم الذي استهدف بطائرة مسيّرة قاعدة البرج 22 التي تقع في في أقصى الشمال الشرقي عند التقاء المثلث الحدودي بين الأردن وسوريا والعراق في نهاية كانون الثاني/يناير 2024، إنه "علينا أن نتعامل مع الأمر بجدية"، وأضاف مشددًا على ضرورة انسحاب القوات الأميركية من القاعدة العسكرية، وفقًا لما ورد في تقرير الموقع البريطاني.
كما زعم كينت في ورقة سياسية يعود تاريخ كتابتها إلى عام 2020 أنه لا ينبغي على الولايات المتحدة أن تشارك في مهام مكافحة الإرهاب الجارية التي تهدف إلى مواجهة جماعة الدولة الإسلامية المسلحة، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب أعلنت هزيمة جماعة الدولة الإسلامية إقليميًا في عام 2019.
وقال كينت في الورقة إنه "لم تعد حروب ما بعد 11 سبتمبر فعالة لأنها انحرفت عن تحديد وسحق الإرهابيين الذين يشكلون تهديدًا للولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان "استنزفت الأرواح والموارد والإرادة الوطنية للقتال، بينما صرفت الانتباه عن التهديدات الاستراتيجية، خاصة مع روسيا والصين".
وكان كينت قد خاض سباق الترشّح لمقعد في الكونغرس عن ولاية واشنطن تحت شعار "أجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، إلا أن حملته الانتخابية اصطدمت بعديد التقارير الإعلامية التي صدرت في عام 2022، وأشارت حينها إلى أنها لديها ارتباطات بالجماعات القومية البيضاء، بما فيها "براود بويز".
ترى وكالة رويترز أن "الخطاب المشؤوم" لبايدن يأتي في الوقت الذي يتمتع فيه الحزب الديمقراطي بـ"نفوذ ضئيل في السياسة الوطنية".
اقرأ أكثر: https://t.co/EaMQQwtXkb pic.twitter.com/VvoKUWCE3r— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 17, 2025
وفي وقت سابق من نهاية العام الماضي، رشّح ترامب، إلبريدج كولبي، لمنصب وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة في البنتاغون في كانون الأول/ديسمبر الماضي، والذي شغل سابقًا نائب مساعد وزير الدفاع للاستراتيجية وتطوير القوات في إدارة ترامب الأولى، حيثُ دعا حينها إلى تقليص القوات الأميركية في الشرق الأوسط، لكنه كان معارضًا لضرب المنشآت النووية الإيرانية، بحسب ميدل إيست آي.
وحدد كولبي أولوياته علنًا بشأن سياسته الخارجية، معتقدًا أن واشنطن يجب أن تعطي الأولوية في أجندتها الأمنية والعسكرية للصين، وليس للشرق الأوسط. وقال في مقال كتبه عام 2021: "يتعين على الولايات المتحدة أن تحد بشكل أكبر كثيرًا من مشاركتها الاستراتيجية في الشرق الأوسط"، مضيفًا أن "الشرق الأوسط ككل ليس مهمًا نسبيًا؛ إذ إن نسبته من الناتج المحلي الإجمالي العالمي أقل بكثير من 10 بالمئة".
ومع ذلك، يختم ميدل إيست آي تقريره بالإشارة إلى أن هناك استثناء واحد لكل من كولبي وكينت، وهذا الاستثناء يتمثل بإسرائيل. فقد أكد كلاهما أن أولويات الولايات المتحدة في المنطقة تشمل ضمان أمن إسرائيل، وهو الأمر الذي يتماهى مع ترشيحات ترامب للأسماء التي ستشغل مناصبًا حساسة في إدارته الجديدة.