13-مارس-2018

دحلان ونادر، ذراعا ابن زايد في خدمة ترامب (ألترا صوت)

كشفت تحقيقات المحقق الأمريكي المستقل، روبرت مولر، عن دور خفي للإمارات في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي فاز بها دونالد ترامب، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ننقله لكم مترجمًا باختصار وتصرف في السطور التالية.


في لقاء جمع بين الملياردير الأمريكي إيريك برنس -أبرز المتبرعين لحملة دونالد ترامب والمؤسس لشركة بلاك ووتر سيئة السمعة، والذي تشغل شقيقته بتسي ديفوس منصب وزيرة التعليم- وبين المصرفي الروسي المقرب من الكرملين، كيريل ديمتريف، وذلك في جزر سيشل؛ كان حاضرًا أحد "الجواسيس" العرب لصالح الإمارات، ولا عجب إذ إن ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للبلاد، محمد بن زايد، هو الذي رتّب لهذا اللقاء.

رتبت الإمارات للقاء جمع بين أبرز ممولي حملة ترامب وأحد الرجال المقربين من الكرملين، بحضور محمد دحلان وجورج نادر وحمد المزروعي

وتوصلت "ديلي ميل" إلى أنّه بالإضافة للجاسوس الإماراتي هذا، كان ثمة شخصية فلسطينية شديدة القرب من حكام أبوظبي، ليمثل الرجلان القناة السرية المفتوحة بين الكرملين وابن زايد، والوساطة بين رجال ترامب وبين الكرملين.

اقرأ/ي أيضًا: نيويورك تايمز: تحقيقات جديدة تطال مرتزقة أبوظبي في واشنطن

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي، أن المحقق الأمريكي المستقل، روبرت مولر جمع أدلة تثبت أن هذا الاجتماع (اجتماع سيشل) كان بمثابة محاولةً إنشاء قناة خلفية بين الكرملين وحملة ترامب.

أمّا الرجلان فأحدهما هو حمد المزروعي، وهو كاتب ومغرد إماراتي مثير للجدل، وصفته صحيفة ديلي ميل بـ"الرئيس الفعلي لجهاز المخابرات الإماراتي". والرجل الثاني هو الصديق المقرب لوزير الجيش الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز، والمقاول الأمني والجسر لمؤامرات متعددة فعلتها أبوظبي عربيًا، محمد دحلان. هذا ولم يذكر إيريك برنس اسمي الرجلين عندما أدلى بشهداته أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، بخصوص هذا الاجتماع.

حمد المزروعي (يسار) كان ثالث ثلاثة من عيال ابن زايد الذين حضروا اجتماع سيشل (ديلي ميل)
حمد المزروعي (يسار) كان ثالث ثلاثة من مرتزقة ابن زايد الذين حضروا اجتماع سيشل (ديلي ميل)

وكان ثمة رجل ثالث حاضر للاجتماع، من مستشاري محمد بن زايد أيضًا، وهو رجل الأعمال الأمريكي من أصول لبنانية، جورج نادر، الزائر دائم التردد على البيت الأبيض.

وقد موّل برنس حملة ترامب الانتخابية بمبلغ قدره 250 ألف دولار. كما عرف عن برنس صلته الوثيقة بستيف بانون، الذي شغل سابقًا منصب كبير مستشاري ترامب في البيت الأبيض، وكثيرًا ما يُرجع الفضل إليه في كثير من خطابات وسياسات ترامب.

وفي شهادته أمام الكونغرس، قال إيريك برنس إنه قابل ابن زايد في جزر سيشل، ومن ثمّ تعرف على الروسي كيريل ديمتريف هناك. وقال برنس للجنة الاستخبارات إنه اجتمع مع ديمتريف فقط لأن الإماراتيين قالوا إنه يتعين عليهم مناقشة العلاقات الأمريكية الروسية، بما في ذلك العلاقات التجارية.

ونفى برنس تمثيل حملة ترامب أثناء اللقاء، الذي وصفه بأنه "لقاء بالصدفة" في حانة الفندق، بينما كانوا يشربون الجعة، والذي لم يدم أكثر من 30 دقيقة، على حد قوله. ولم يُشر إيريك برنس إطلاقًا إلى وجود المزروعي ودحلان، رغم أن الثاني تحديدًا من الوجوه البارزة في ساحة تفعيل مخططات الإمارات الاستخبارية والتخريبية.

ووفقًا للمصادر المطلعة التي تحدثت إلى "ديلي ميل"، فإن المزروعي هو أحد رجالات ابن زايد المقربين منه. ويلعب المزروعي عدة أدوار يُمكن وصفها بالمشينة، كتهديد وابتزاز سياسيين في دول عربية أخرى للتأثير عليهم.

وبحسب مصدر مقرب من ابن زايد، فإن دحلان قد اجتمع بإيرك برنس وروسيين مقربين من الكرملين عدة مرات في جزر المالديف. وأن دحلان عمل بشكل مكثف مع جورج نادر ومع إيريك برنس لخلق الصلات الخفية بين حملة ترامب وبين الروس.

أمّا جورج نادر، والذي تردد اسمه كثيرًا مُؤخرًا في العديد من التقارير الصحفية، فهو أحد الرجال المتنفذين في واشنطن وعلى صلات قوية بمسؤولين عرب. ومُؤخرًا بات نادر مستشارًا لابن زايد الذي يجمع من حوله الرجال الأكثر إثارة للجدل سياسيًا وأخلاقيًا.

لعب نادر دور الوسيط في صفقة سلاح بين روسيا والعراق بأكثر من 4 مليار دولار (نيويورك تايمز)
لعب جورج نادر دور الوسيط في صفقة سلاح بين روسيا والعراق بأكثر من 4 مليار دولار (نيويورك تايمز)

وفي السنوات الأخيرة لعب نادر دور الوسيط الأول لعقد صفقة سلاح بين روسيا وحكومة العراق، بأكثر من أربعة مليارات دولار. تحديدًا في عام 2012، وفقًا لموقع المونيتور. إذ سافر نادر إلى موسكو، والتقى هناك بمسؤولين روس، وقال إنه يمثل رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي.

وقال مصدر مقرب من محمد بن زايد عن نادر "لم يسمع العالم كثيرًا عن جورج نادر، لكنه لاعب أساسي"، مُضيفًا: "هذا الرجل يتجنب الكشف عن هويته الحقيقية، كما أن له علاقات قوية مع ترامب وفريقه"، مُؤكدًا أنّ نادر "عمل بالتعاون مع كوشنر وستيف بانون، لأنهم يعدوا أصدقاء".

اجتمع دحلان عدة مرات بالروس وبإيرك برنس، في جزر المالديف، لمناقشة الانتخابات الأمريكية ودعم حملة ترامب

وأشار المصدر إلى أن "نادر ذهب إلى أبوظبي أكثر مما ذهب إلى منزله. وأن محمد بن زايد هو من يحركه. ويرسله في المهام السرية".

 

اقرأ/ي أيضًا:

محمد دحلان والأربعين حرامي.. القلب النابض للمؤامرات والثورات المضادة

مستشار الأعمال القذرة.. تحقيق دولي حول تورط دحلان في جرائم حرب بليبيا