09-يونيو-2020

ترجيحات بأن مدير مكتب ابن سلمان معتقل (تويتر)

ألترا صوت – فريق التحرير

أثار مغردون سعوديون عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر قضية جديدة مرتبطة باختفاء بدر العساكر المدير الخاص لمكتب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرين لوجود توقعات بأن الرجل معتقل من قبل السلطات السعودية، فيما أكدت مصادر معارضة اعتقال العساكر، الذي تأثر بالتقارير التي تحدثت عن تجنيد الرياض لموظفيّن اثنين يعملان في مقر شركة تويتر في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية للتجسس على عدة مسؤولين سياسيين كبار عرب وغربيين ونشطاء سعوديين وعرب لا يعارضون سياسات ولي العهد السعودي.

وانقطع العساكر عن التغريد على حسابه في تويتر في يوم السادس من أيار/مايو الماضي، بعدما كان نشطًا بالتغريد بمعدل يتراوح ما بين التغريدة حتى الخمس تغريدات في اليوم الواحد، قبل أن ينقطع عن التغريد لمدة 31 يومًا. وبعد تداول نشطاء سعوديون خبر اعتقاله، قام حسابه الرسمي بنشر تغريدة أمس الاثنين، تتضمن مقطعًا مصورًا للمفكر المصري مصطفى محمود علق عليها بالقول: "تعيدنا منعطفات الحياة الصعبة إلى استشعار النعم التي أخفاها الاعتياد.. إنه الله عز وجل من وهبك نعمة الصحه فحافظ عليها واشكره، نسأله عز وجل أن يحفظنا وإياكم.. وأن يشفي كل مريض من المسلمين".

وقال موقع صحيفة العربي الجديد الإلكترونية نقلًا عن مصدرين بارزين في المعارضة السعودية إن العساكر تعرّض للاعتقال والإيقاف في الفترة الماضية، برفقة عدد من أمراء الأسرة الحاكمة، من دون إيضاح السلطات السعودية لسبب اعتقاله حتى الآن، وأضاف أحد المصدرين مؤكدًا على أن "العساكر معتقل بلا شك"، ومضى بالقول موضحًا أن "التغريدة كتبت كرد على قيام المعارضة السعودية بإثارة الموضوع، وهو أمر سبق أن حدث مع الدكتور سلمان العودة، حينما قامت السلطات بإرسال رسائل نصية من جواله من دون علمه وهو معتقل".

وأشار المصدر السعودي المعارض إلى وجود ما وصفها بـ"كراهية شخصية" بين العساكر الذي يرى نفسه منحدرًا من أسرة ثرية ومتعلمة وناجحة من جهة، والمستشار السابق للديوان الملكي سعود القحطاني من جهة أخرى، وارتبط اسم القحطاني خلال العامين الماضيين بقضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي الذي قطع جسده بعد اغتياله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، فضلًا عن إشرافه على تعذيب الناشطة الحقوقية لجين الهذلول.

فيما لفت المصدر الذي كان مقربًا من السلطات السعودية في وقت سابق إلى أن العساكر والقحطاني كانا يتحينان الفرصة لإسقاط بعضهما، قبل أن تبدأ أزمة خاشقجي التي أبعدت القحطاني، غير أن ارتباط اسم العساكر بقضية الاختراق السعودي لشركة تويتر أدى لإبعاده نوعًا ما عن المشهد.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قد قالت في أحد تقاريرها إن العساكر متهم بتمويل مسربي البيانات المطلوبين للقضاء الأمريكي، مشيرةً لمنحه اللبناني الأمريكي أحمد أبو عمو مبالغ مالية وساعات ثمينة، في مقابل تسريب بيانات معارضين سعوديين، أحدهم يعيش في كندا مع عائلته، فضلًا عن تشاركه مع المطلوب للقضاء الأمريكي أحمد الجبرين المطيري بتأسيس شركة سماءات للتسويق الإلكتروني، التي تحولت لمقر عمليات تجسس الرياض على المعارضين في الخارج.

اقرأ/ي أيضًا: أمراء سعوديون رهن الاعتقال.. ماذا يحدث في المملكة؟

كما كشفت وكالة رويترز في تقرير نشر في كانون الأول/ديسمبر الماضي عن ارتباط شركة سماءات  بعلاقات مع شخصيات سعودية نافذة، ووسائل إعلام سعودية بارزة، مشيرةً إلى أن الشركة يديرها أحمد الجبرين، المعروف أيضًا بأحمد المطيري، الذي وجه إليه القضاء الأمريكي اتهامات بالعمل كوسيط بين مسؤولين سعوديين وموظفيْن سابقَين في تويتر، استغلا عملهما للدخول إلى عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف وعناوين بروتوكول الإنترنت الخاصة بمعارضين للسلطات السعودية.

أكدت مصادر معارضة اعتقال العساكر، الذي تأثر بالتقارير التي تحدثت عن تجنيد الرياض لموظفيّن اثنين يعملان في مقر شركة تويتر في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية 

وأشار التقرير لاستخدام الرياض منصة تويتر بشكل موسع لإدارة حملات تجسس وبروباغندا وتشويه للمعارضة والخصوم السياسيين، عبر ما يعرف بـ"الذباب الإلكتروني"، وهي حسابات مُوجّهة، موضحًا أن الذباب الإلكتروني الذي تعتمد عليه الرياض ينقسم لثلاثة أقسام هي: حسابات لأشخاص يظهرون بأسمائهم وصفاتهم الحقيقية، كصحفيين ومسؤولين في السلطة، وأخرى لموظفين في المؤسسات الرسمية يضعون أسماء غير أسمائهم الحقيقية، وأخيرًا حسابات وهمية وآلية تقتصر مهمتها على إعادة التغريد لإحداث حالة من التفاعل الوهمي على منصات التواصل الاجتماعي.