16-يناير-2023
gettyimages

الزيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2012 (Getty)

نالت زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إي" وليام بيرنز إلى ليبيا ولقاؤه كلًا من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة في طرابلس والجنرال المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي اهتمامًا إعلاميًا وسياسيًا واسعًا داخل ليبيا وخارجها. 

هيمن على جولة وليام بيرنر ملف الطاقة وملف التعاون الأمريكي الأمني مع الأطراف الليبية المتخاصمة

وبحسب المعلومات المتوفرة فقد هيمن على جولة وليام بيرنر ملف الطاقة وملف التعاون الأمريكي الأمني مع الأطراف الليبية المتخاصمة، حيث طلبت كل على حدة تعاونًا استراتيجيًا مع واشنطن، في حين كانت أولويات المسؤول الأمريكي والوفد المرافق له متعلقةً أساسًا بقضايا تتعلق بحماية حقول النفط وتدفقه بسلاسة نحو الأسواق الدولية مع ما يقتضيه ذلك من تعاون وتنسيق أمني بين الأطراف في غرب ليبيا وشرقها مع التركيز بدرجة ثانية على المسار السياسي وفي القلب منه ملف الانتخابات وتقاسم السلطة.

وفي إحاطة إعلامية حول زيارة مدير السي آي إي، التي تُعد الأولى من نوعها بعد حادثة استهداف البعثة الأمريكية في بنغازي 2012 بهجوم أسفر عن مقتل السفير الأميركي وثلاثة أشخاص آخرين، نشرت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة بيانًا قالت فيه إن لقاء بيرنز بالدبيبة تمّ بحضور  وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، ورئيس جهاز المخابرات حسين العائب، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ورئيس الحكومة عادل جمعة.

getty

وأضاف البيان أن بيرنز أكد خلال اللقاء على "ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، مشيدًا بحالة الاستقرار والنمو الذي تشهده ليبيا خلال الفترة الأخيرة".

فيما علقت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش على اللقاء بتغريدة قالت فيها إن اللقاء شهد "تبادلاً مثمرًا في الآراء بشأن قضايا تتعلق بالأمن، وبتمهيد الطريق صوب الاستقرار وإجراء الانتخابات في ليبيا".

في المقابل رفضت وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، حسب شبكة بي بي سي، التعليق على خبر الزيارة، وأضافت الشبكة أن الوكالة في العادة، لا تعلن عن مثل هذه الزيارات.

وأشارت بي بي سي إلى أن زيارة بيرنز التي وصفتها بـ"النادرة" جاءت "بعد أسابيع من تسليم الدبيبة الولايات المتحدة متّهمًا بصنع القنبلة التي استخدمت لتفجير طائرة بانام الأمريكية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في عام 1988".

في ذات السياق، المتعلق بزيارة رئيس وكالة السي آي أي إلى ليبيا نقلت، شبكة الجزيرة عن مصادر وصفتها بالخاصة، أن الدبيبة "طلب من بيرنز أن تعمل الولايات المتحدة على توحيد الموقف الدولي الرافض للتدخلات السلبية الإقليمية في ليبيا كضرورة، على حد قوله. وأبلغه أن حكومته تدعم الموقف الأمريكي الرافض لوجود مرتزقة "فاغنر" الروس في ليبيا".

وأضاف ذات المصدر أن الدبيبة طلب من بيرنز أيضًا "أن تكون ليبيا شريكًا إستراتيجيًا حقيقيًا للولايات المتحدة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية". مؤكّدًا على الصعيد السياسي أنّ حكومته تسعى لإجراء انتخابات "حقيقية" تولِّد حالة استقرار، ولا تنتج عنها فوضى.

كما أبلغ الدبيبة المسؤولين الأمريكيين أن لدى حكومته "خطة لزيادة صادرات النفط إلى 3 ملايين برميل يوميًا خلال السنوات الثلاث القادمة". مطالبًا في المقابل أن تستأنف السفارة الأميركية في ليبيا نشاطها من العاصمة طرابلس، واصفًا الأوضاع الأمنية في المدينة بـ"المناسبة" لذلك.

أمّا عن التفاصيل التي دارت في اجتماع المسؤول الأمريكي الاستخباراتي مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، فنقلت المصادر أنّ وليام بيرنز أكّد على حفتر "ضرورة وجود قوة مشتركة من قواته وقوات الجيش الليبي في غرب ليبيا تتولى حماية وتأمين منابع النفط والمياه والحدود في جنوب البلاد"، محذّرًا "من المساس بموانئ النفط وحقوله، فالولايات المتحدة تشدد على ضرورة استقرار قطاع النفط الليبي وعدم إيقاف تصديره كما حدث في مرات سابقة".

وعندما طلب حفتر من بيرنز "مزيدًا من التواصل مع الجانب الأمريكي ودعمه، وألا يقتصر التواصل  في ليبيا مع حكومة عبد الحميد الدبيبة"، اشترط المسؤول الأمريكي على حفتر في مقابل ذلك أن "يتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية ويسمح لها بالعمل من مناطق شرق البلاد حفاظًا على ما سمّاه وحدة المؤسسات التنفيذية في البلاد".

يشار إلى أن مجموعة من الجيش الأمريكي من عشرات الضباط والجنود وعناصر من الـ"سي آي إيه" تتمركز في أحد المعسكرات بضواحي مدينة بنغازي شرقي ليبيا.

وفي سياق منفصل، بدأت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 اجتماعاتها، يوم الأحد، في مدينة سرت الليبية لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، واللجنة العسكرية هي لجنة تأسست عام 2020، عقب توقيع اتفاق وقف النار، وبعد لقاء برلين الأول، وتتشكل من كبار الضباط الذين يمثلون معسكرات غرب البلاد وشرقها.

في سياق منفصل، بدأت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 اجتماعاتها، يوم الأحد، في مدينة سرت الليبية لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار

وتسعى اللجنة إلى توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وهي مهمات عالقة حتى الآن. هذا ودعم المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي اللجنة من أجل مواصلة عملها من أجل تنفيذ كافة بنود وقف إطلاق النار.