07-يناير-2021

معمل لإنتاج الكهرباء بالفحم في هونان الصينية (Getty)

أشارت تقارير واردة من الصين، إلى أن عدة مدن صينية غرقت في الظلام ليل الإثنين الماضي 4 كانون الثاني/يناير 2021، بعد انقطاع التيار الكهربائي عنها، تنفيذًا لقرار الحكومة الصينية الهادف إلى تقنين ساعات التغذية بالكهرباء، بسبب النقص في مادة الفحم. مع العلم أن 65 % تقريبًا من التيار الكهربائي في الصين مصدره الفحم. 

ربطت تحليلات متداولة بين تخفيض عدد ساعات التغذية الكهربائية في الصين، وبين توتّر العلاقات بين الصين وأستراليا مؤخرًا وتأثيراته على استيراد الفحم

وكان تقنين الكهرباء قد بدأ في مقاطعتي هونان وتشيجانج في جنوب البلاد، فيما لا تشير أية معطيات، إلى قدرة معامل  الكهرباء الصينية، على رفع إنتاجها في الفترة القادمة. 

اقرأ/ي أيضًا: مشكلة التعليم.. أكبر المخاطر التي تهدد اقتصاد الصين؟

في المقابل، انخفض استيراد الفحم بنسبة 40 % منذ بدء التوتر مع أستراليا، ما يوحي أن أزمة الكهرباء في الصين ستكون طويلة، في حال لم يتم تأمين مصادر بديلة للفحم. وكان سعر الفحم قد ارتفع بشكل كبير في الصين في الفترة الأخيرة، نتيجة النقص في مخزونه بسبب قرار الحظر، ويُتوقع أن ترتفع الأسعار أكثر فأكثر مع الوقت، خاصةً في فترة الشتاء، حيث يصل الطلب على الفحم إلى ذروته.

وقد ربطت تحليلات متداولة بين تخفيض عدد ساعات التغذية الكهربائية في الصين، وبين توتّر العلاقات بين الصين وأستراليا مؤخرًا، حيث وضعت الصين في الأسابيع الأخيرة سلسلة قيود إضافية على استيراد الفحم الأسترالي. ومع ذلك فإن الحكومة الصينية نفت أن يكون هذا القانون وراء إنخفاض ساعات التغذية، بل سببه ارتفاع الطلب بشكل استثنائي على استخدام الطاقة، إضافة إلى إجراءات الصيانة التقليدية. وقد توقّع المحللون الاقتصاديون الصينيون، أن يؤدي هذا التقنين إلى رفع ثمن السلع الأساسية، حيث ستزيد كلفة الإنتاج بسبب حاجة المؤسسات والمصانع لتأمين الكهرباء على نفقتها خلال فترة التقنين.

ويعود التوتّر بين البلدين إلى أكثر من سنة، حيث بدأ الخلاف عندما دعمت أستراليا تقريرًا دوليًا  ينتقد تعامل الصين مع جائحة كورونا، فردّت الصين بوضع قيود على السلع المستوردة من أستراليا، بما فيها الفحم المستخدم في توليد الطاقة الكهربائية.

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية  قد ذكرت في تقرير قبل أسبوعين، أن عشرات السفن الأسترالية المحمّلة بالفحم، تنتظر في الموانئ لعدة أسابيع، بسبب الحظر الصيني المفاجئ لاستيراد الفحم الأسترالي. رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون قال قبل شهر أن بلاده لم تتبلغ قرارًا رسميًا من الصين حول حظر الفحم، لكن السفن الأسترالية غير قادرة بالفعل على دخول الموانئ الصينية. وأكد موريسون أنه في حال كان هناك فعلًا حظر على الفحم الأسترالي، فإن هذا يتعارض مع قوانين منظمة التجارة العالمية، ويشكّل خرقًا واضحًا لاتفاقية التجارة الحرّة.

اقرأ/ي أيضًا: هل كسرت الصين هيمنة الغرب على قطاع التكنولوجيا؟

ويبدو أن الصين تسعى جاهدة للتحرّر من "سلطة الفحم"، حيث تعمل الحكومة مؤخرًا على خطة "عصر جديد للطاقة في الصين"، تتضمن رؤية الدولة لتوليد وإنتاج الطاقة الكهربائية في المستقبل، من خلال استخدام مواد أولية متنوعة كالنفط، الغاز الطبيعي، الطاقة النووية والطاقة المتجددة. مع الإشارة إلى أن الصين هي أكبر مصنّع للطاقة الكهربائية في العالم. 

وبهدف تفادي الوصول إلى الأسوأ في حال استمرار الأزمة مع أستراليا، وقعت الصين قبل أسبوعين عقدًا مع إندونيسيا بقيمة 1.5 مليار دولار أمريكي، لاستيراد الفحم منها، حيث من المتوقع أن يصل 200 مليون طن من الفحم الإندونيسي إلى الصين خلال العام 2021. واتفق ممثلو البلدين في الصفقة، على أن يتمّ تجديدها مع نهاية كل عام، وأن يكون بين البلدين تعامل في ملفات أخرى في المستقبل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد 50 عامًا على مهمّة أبولو: الصين تصبح ثاني دولة تنصب علمها على القمر

الصين وحرب "الشعب" ضدّ كورونا.. هل يمكن أن نثق بالأرقام الصينية؟