07-يونيو-2023
يعد قالن من أفضل السياسيين الأتراك(GETTY)

يعد قالن من أبرز السياسيين الأتراك (GETTY)

عين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كبير مستشاريه والمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في منصب رئيس الاستخبارات التركية، خلفًا لهاكان فيدان الذي تولى منصب وزير الخارجية.

ونشر قالن، تغريدة في حسابه على تويتر بعد الإعلان عن تعيينه، قائلًا: "نستمر في طريقنا، بلا توقف، من أجل بلدي الجميل".

لم يكن  قالن فقط ناطقًا باسم الرئاسة، وإنما كان بمثابة مستشار للأمن القومي، وكان على اطلاع، ومنخرطًا في كل الملفات التي تعامل معها جهاز الاستخبارات التركي

وبالنظر لخلفيته المدنية، أثار تعيين قالن على رأس قيادة جهاز الاستخبارات التركي، تساؤلات حول قدرته على إدارة جهاز من أقوى الأجهزة في العالم، حيث يتربع  الجهاز على قمة أفضل أجهزة الاستخبارات عالميًا، في خضم استحقاقات وتحديات داخلية وإقليمية ودولية صعبة تواجه تركيا.

رجل سياسي في منصب أمني رفيع

في هذا الإطار، يقول الخبير في الشؤون التركية سعيد الحاج، أن قالن لم يكن فقط ناطقًا باسم الرئاسة، وإنما كان بمثابة مستشار للأمن القومي، وكان على اطلاع، ومنخرطًا في كل الملفات التي تعامل معها جهاز الاستخبارات التركي. أما على المستوى الشخصي والمهني، فقالين، يعد من أفضل السياسيين الأتراك.

مهام سياسية وأمنية

يعتبر قالن أهم مستشاري الرئيس أردوغان، وكان نائبًا لرئيس مجلس الأمن والسياسات الخارجية التابع للرئاسة التركية، وعبره تولى إدارة ملف الاتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، خاصةً ملفي انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الشمال الأطلسي "الناتو"، حيث قاد قالن الفريق التركي الذي تفاوض مع البلدَين بشأن انضمامهما للحلف، مقابل الوفاء بالشروط التركية.

وخلال السنوات الماضية، تولى إبراهيم قالن مهام حساسة متعلقة بالسياسة الخارجية والأمن التركي، إذ شارك في جهود إنهاء أزمة إسقاط طائرة سوخوي الروسية عام 2015،التي وترت العلاقة بين أنقرة وموسكو، بالإضافة لملف إقليم ناغورني قره باغ، المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، كما شارك في المفاوضات مع اليونان لحل الخلافات في شرق البحر الأبيض المتوسط، وبحر إيجة، ولعب دورًا فعالًا في عمليات التطبيع بين تركيا وكل من السعودية، والإمارات العربية المتحدة، و"إسرائيل" وأرمينيا ومصر.

كذلك ساهم في الاتفاق المعروف باسم اتفاق الحبوب، الذي بموجبه تم نقل الحبوب والأسمدة من الموانئ الاوكرانية عبر البحر الأسود إلى دول العالم، بالإضافة لتبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا.

من هو إبراهيم قالن؟

ولد إبراهيم قالن في مدينة إسطنبول، يوم 15 أيلول/سبتمبر 1971، لعائلة أصولها من محافظة أرضروم شمال شرقي تركيا.

تخرج من قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة إسطنبول، كما حصل على الماجستير في الفكر الإسلامي في مجال الفكر والفلسفة الإسلامية من ماليزيا عام 1992، وعاد إلى تركيا، ثم حصل على الدكتوراه عام 2002 في مجال العلوم الإنسانية والفلسفة المقارن من جامعة جورج واشنطن الأمريكية.

شغل قالن منصب الرئيس المؤسس لمؤسسة السياسة والاقتصاد والبحوث الاجتماعية "SETA" بين عامي 2005 و2009.

كان عضوًا في هيئة التدريس بقسم الدراسات الدينية في كلية الصليب المقدس بولاية ماساتشوستس الأمريكية، من 2002 حتى 2005.

إلى جانب عمله في المجال السياسي، يعرف عن قالن إسهاماته الفكرية

حضور سياسي

عُيّن إبراهيم قالن عام 2009، مستشارًا رئيسيًا لرئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان، مسؤولًا عن ملف السياسة الخارجية، وفي كانون الثاني/ يناير 2010، شغل منصب منسق لمكتب رئاسة الوزراء للدبلوماسية العامة، وفي 2012، أصبح نائب وكيل رئاسة الوزراء.

 وفي 11 كانون الأول/ ديسمبر 2014، عُيّن متحدثًا باسم الرئاسة مع تولي رجب طيب أردوغان منصب الرئاسة، وفي نشرين الثاني/ نوفمبر 2018، تم تعيينه كبيرًا لمستشاري الرئاسة، والمتحدث الرسمي باسمها.

العمل الأكاديمي والفكري

إلى جانب عمله في المجال السياسي، يعرف عن قالن إسهاماته الفكرية، فقد أصدر عددًا من المؤلفات، منها: كتاب “الإسلام والغرب” عام 2007، الذي حصل على جائزة أفضل كتاب من اتحاد الكتّاب الأتراك، كما أصدر كتابًا بالتعاون مع جامعة أكسفورد، عن الفيلسوف ملا صدرا الشيرازي، بعنوان "المعرفة في الفلسفة الإسلامية المتأخرة.. ملا صدرا في الوجود والعقل والحدس"، وكذلك كتاب “الإسلام في تركيا” مع الجامعة نفسها عام 2010، وكتاب "العقل والفضيلة" عام 2014، وكتاب "الوجود والفهم" عام 2015، وكتاب "أنا والآخر وما بعده: مقدمة في تاريخ العلاقات بين الإسلام والغرب" عام 2016.

بالإضافة لمساهماته في العديد من الأعمال الموسوعية، مثل موسوعة ماكميلان للفلسفة، وموسوعة الدين، وقاموس أكسفورد للإسلام.

إلى جانب عمله في المجال السياسي، يعرف عن قالن إسهاماته الفكرية، فقد أصدر عددًا من المؤلفات الفكرية والفلسفية

مولع بالموسيقى

يُعرف قالن، بميوله الموسيقية، فهو عازف على الجيتار، والناي، والساز منذ أن كان طالبًا في المرحلة الإعدادية، ولديه العديد من الأعمال الموسيقية التي ساهم بتطويرها، ونشر أغاني عدة على منصة يوتيوب، حصد بعضها ملايين المشاهدات.

ومن أبرز أغنية "لا تحزن أيها القلب"، التي غنّاها برفقة يافوز بينغول تخليدًا لذكرى شهداء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف تموز/يوليو 2016، وأدت إلى  مقتل المئات من المواطنين، وإصابة أكثر من ألفين آخرين.