كشفت المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، عن تعرضها وأسرتها لتهديدات مباشرة أثناء عملها على ملفات حساسة خلال فترة رئاستها للادعاء بين عامي 2012 و2021.
جاءت تصريحات بنسودا خلال فعالية عقدت في العاصمة البريطانية لندن، حيث تناولت التحديات التي واجهتها أثناء العمل على قضايا دولية معقدة، بما في ذلك تحقيقاتها حول ارتكاب إسرائيل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.
الرئيس السابق للموساد مهددًا مدعية بالجنائية الدولية: "عليكِ مساعدتنا حتى نتمكن من الاهتمام بكِ. أنتِ لا تريدين التورط في أشياء من شأنها أن تعرض سلامتكِ وسلامة أسرتكِ للخطر"
ووفقًا لوكالة "الأناضول"، ففي عام 2021، أعلنت بنسودا بدء تحقيق رسمي في الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وتشمل التحقيقات ممارسات الجيش الإسرائيلي في غزة والاستيطان في الضفة الغربية، وهو ما أثار غضب تل أبيب ودفعها إلى محاولة عرقلة التحقيقات عبر وسائل متعددة، بما في ذلك الضغوط السياسية والتهديدات الشخصية.
ونقلت الوكالة عن تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" في أيار/مايو الماضي، أن الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، عقد اجتماعات سرية مع بنسودا قبل بدء التحقيقات، حيث هددها لإجبارها على وقفها. ونقل التقرير عن كوهين قوله لبنسودا: "عليكِ مساعدتنا حتى نتمكن من الاهتمام بكِ. أنتِ لا تريدين التورط في أشياء من شأنها أن تعرض سلامتكِ وسلامة أسرتكِ للخطر".
وأكدت بنسودا في حديثها أن المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تعمل بعيدًا عن التدخلات السياسية والضغوط، مشددة على أهمية دعم الدول الموقعة على نظام روما الأساسي لحماية استقلالية المحكمة. وأوضحت أن الحسابات السياسية لا ينبغي أن تؤثر على قرارات المحكمة أو سير تحقيقاتها.
وتأسست المحكمة الجنائية الدولية بموجب نظام روما الأساسي، الذي تم اعتماده عام 1998 ودخل حيز التنفيذ في عام 2002. وهي أول محكمة جنائية دولية دائمة تختص بمحاسبة مرتكبي الجرائم الخطيرة، مثل الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.