09-أبريل-2021

مواجهة مرتقبة بين ريال مدريد وبرشلونة في كلاسيكو الليغا (Getty)

تتوجّه أنظار عشاق الكرة الأوروبية إلى ملعب ألفريدو دي ستيفانو في مدريد، الذي سيحتضن كلاسيكو الأرض، الملعب الذي شهد قبل أيام تحقيق ريال مدريد فوزًا باهيًا على ليفربول الإنجليزي في ربع نهائي دوري الأبطال بنتيجة 3-1، ضمن مباريات الجولة الـ30 من الدوري الإسباني لكرة القدم. يحتل برشلونة المركز الثاني في الجدول برصيد 65 بفارق نقطة واحد عن المتصدر اتلتيكو مدريد، فيما يحتل ريال مدريد المركز الثالث برصيد 63 نقطة.

قبل أشهر قليلة من الآن، كانت القناعة المتشكّلة لدى الكثير من متابعي الكرة الإسبانية هي أن أتلتيكو مدريد في طريقه لتحقيق لقب الليغا للمرة الثانية في عهد دييغو سيموني، وللمرة الـ11 في تاريخه،  فالظروف جميعها كانت يومها تشير إلى ذلك، من خلال ثبات مستوى الروخي بلانكوس، ودفاعهم الحديدي الذي تلقّى تسعة أهداف فقط خلال مرحلة الذهاب، والذي كان يتصدر الجدول مع نهاية العام 2020 بفارق ثمانية نقاط عن ريال مدريد بمباراة واحدة أقل، في الوقت الذي كان فيه كلّ من قطبي الكرة الإسبانية، أي ريال مدريد وبرشلونة، يتخبّط مع بداية مع الموسم، لظروف وأسباب مختلفة.

يكفي القول في هذا المجال أن الفريق الملكي كان مهدّدًا بالإقصاء من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا،  وكان مصير مدربه زين الدين زيدان على المحك، بينما عانى برشلونة جميع أنواع المشاكل الفنية، الإدارية والتكتيكية، ما جعل أنصاره في بعض الفترات، يفقدون الأمل تمامًا في تحصيل أي شيء من الموسم الحالي.

اقرأ/ي أيضًا: خطف صدارة الليغا من البارسا.. النادي الملكي يحسم الكلاسيكو بثنائيّة برازيلية

النتائج المميزة التي حققها كلّ من ريال مدريد وبرشلونة في الجولات الأخيرة، والاستفاقة الكبيرة بعد البداية المتعثّرة، أعطت الكلاسيكو أهمية إضافية، فالمباراة التي كان يمكن لها قبل أسابيع، أن تكون هامشية بالنسبة للصراع على اللقب، أصبحت محطّة مفصلية بسبب النقاط الكثيرة التي أهدرها أتلتيكو مدريد والتي كان آخرها بالخسارة أمام إشبيبيه بهدف نظيف، وبالرغم من أن أتلتيكو مدريد لا يزال يتصدّر الجدول، فإن الكثير من المحللين اليوم يرون بأن الفريق الفائز بالكلاسيكو قد يكون صاحب الفرص الأكبر بالتتويج باللقب، خاصة مع صعوبة جدول أتلتيكو مدريد، والتراجع المخيف في مستوى الفريق.

 ريال مدريد لم يتلقَ أية خسارة في مبارياته الـ12 الأخيرة، وحقّق الفوز في آخر خمس مباريات له في جميع المسابقات، بينما لم يخسر برشلونة أية مباراة في العام 2021 في الدوري. سيلعب الفريقان المباراة في ظروف استثنائية، فالجمهور سيغيب عن الكلاسيكو للمرة الثانية بسبب جائحة كورونا، فيما سيستقبل ريال مدريد غريمه بعيدًا عن أسوار سنتياغو برنابيو للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، بسبب أعمال الصيانة في الملعب، مع الإشارة إلى أن آخر كلاسيكو استضافه الملعب كان في الأول من آذار \ مارس في العام 2020 في إياب الدوري، وانتهى بفوز الملكي بهدفين نظيفين سجّلهما فينيسوس جونيور وماريانو دياز.

يدرك الفريقان أن الفوز في الكلاسيكو سيعزز آمالهما في الفوز في الليغا، وسينجح الفريق الفائز في إبعاد منافس مباشر عن سباق اللقب إلى حدّ كبير، وبالتالي فإن المتابعين ينتظرون مباراة هجومية لن يدّخر فيها الفريقان أي جهد للانقضاض على النقاط الثلاث.

برشلونة يعيش فترة وردية منذ انتخاب لابورتا رئيسًا جديددًا للنادي، وهو الرئيس الذي حقّق الفريق المجد معه خلال ولايته الأولى، نجح الفريق في تقليص الفارق مع المتصدر أتلتيكو إلى نقطة واحدة فقط، وحقّق عودة قوية في إياب نصف نهائي الكأس وبلغ المباراة النهائية التي سيلعبها بعد عشرة أيام ضد إتلتيك بلباو.

من جهته، سيدخل ريال مدريد المباراة وهو منتشٍ بالفوز المريح نوعًا ما على ليفربول في دوري الأبطال في الذهاب، الأمر سيساعده أكثر على التركيز في الكلاسيكو، مع الإشارة إلى أن الفريق لم يخسر تحت إمرة زيدان منذ عودته لتدريب الفريق في ولايته الثانية في الكلاسيكو في ثلاث مباريات في الكلاسيكو، حيث فاز مرتين وتعادل مرة واحدة.

اقرأ/ي أيضًا: زيدان لا يُهزم في الكامب نو.. الريال يهزم البارسا بثلاثيّة في كلاسيكو الليغا

من الناحية الفنية، من المتوقع ان يبدأ رونالد كومان مرة جديدة بالرسم التكتيكي 3-4-3 الذي يعتمده مؤخرًا، والذي يحقّق من خلاله نتائج مميزة، وقد تشهد المباراة عودة آراوخو إلى قلب الدفاع إلى جانب لينغيله ودي يونغ، فيما سيلعب ديست، بيدري، بوسكيتس، وألبا خلف ثلاثي الهجوم ميسي، غريزمان وعثمان ديمبيلي.

سيحاول برشلونة الاستفادة من المستوى الكبير الذي يقدّمه نجمه الأول وقائده ليونيل ميسي، الذي يقدّم أداءً مميزًا للغاية منذ مطلع العام، بالإضافة إلى نقاط القوة التي ظهرت مؤخرًأ، كتحسّن المردود الدفاعي، والخيارات المميزة الموجودة على الدكة.

في المقابل، لن يستطيع زيدان اللعب بالرسم 3-5-2 الذي فاز من خلاله على إيبار في الجولة الأخيرة،  في ظل غياب قائده راموس والفرنسي فاران بداعي الإصابة، ومن المرجح أن يبدأ بتشكيلة قريبة من تلك التي فازت على ليفربول، مع مشاركة فالفيردي بدلًا من أسينسيو، ما سيحوّل الرسم إلى 4-4-2.

يعتمد ريال مدريد على خط وسطه الناري ذي الخبرة الكبيرة، المؤلف من كروس، مودريتش وكازيميرو، وعلى هداف الفريق في الدوري الفرنسي كريم بنزيما، بينما ستتوجه إلى فينيسوس جونيور الذي قدم افضل مبارياته ضد ليفربول.

سيقود المباراة الحكم الدولي جيل مانزانو، بعدما كان مقررًا أن يكون مات لاهوز هو الحكم الرئيسي، لكنه تعرّض لإصابة عضلية في التدريبات، بعد المجهود الكبير الذي بذله في المباراة التي قادها في منتصف الأسبوع بين بايرن ميونيخ وباريس سان جرمان في ربع نهائي الأبطال.

سيلعب الفريقان الكلاسيكو رقم 246 في جميع المسابقات، فاز ريال مدريد في 97 منها مقابل 96 لبرشلونة، وبالتالي فإن فوز برشلونة سيعادل الكفة التاريخية بين الفريقين. الهدّاف التاريخي للكلاسيكو هو ليونيل ميسي برصيد 26 هدفًا، بينما يعتبر سيرجيو راموس اللذي سيغيب عن اللقاء، صاحب أكثر عدد من المباريات بواقع 45 مباراة، وبالتالي ستكون الفرصة متاحة ليونيل ميسي لمعادلة رقمه، مع الإشارة إلى أن راموس هو أكثر من تعرّض للطرد في تاريخ مواجهات الفريقين برصيد خمس بطاقات حمراء.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

رغم الغيابات المؤثّرة.. ريال مدريد يتفوّق على ليفربول بثلاثيّة

خماسيّة برشلونة في الكلاسيكو.. سواريز يسير بلوبيتيغي نحو مقصلة الإقالة