18-يناير-2019

عمران يونس/ سوريا

هُنالك كلبٌ ينوحُ في الأرجاء

الكلبُ المخيف بعض الشيء

والذي جُرح قلبهُ بشدة

ما زال يحاول التواصل

مع الكائنات التي حوله

علها تدرك

-قليلًا فقط-

أن الأمور إن بقيت على هذه الحال

ستكون مخيفة أكثر من اللازم.

 

ليس من عادة التفاح

أو لأكن أكثر دقة

ليس من عادة البساتين القريبة من هنا

أن تحوي شجر التفاح

ربما تجد تفاحة هنا أو هناك

منتشرة بين أجُمٍ من الصخور

بشكل عشوائي قليلًا وملفت للنظر

التفاحة التي كانت ملونة

المائلة أغصانها كطيرٍ مهيض الجناح

كانت مليئة بالثمار التي نخرها الدود

الثمار التي كانت -ربما- تحمل نبوءة

بخراب قادم.

 

لا أستطيع النظر في عينيه مباشرة

الكلب الذي كان وديعًا في يوم ما

والذي ينوح الآن بحرقة

ونواحه مخيف بعض الشيء

يحاول إخباري بأمر ما

ولكن مع ذلك

لم أستطع النظر في عينيه مباشرة

العينين العميقتين أكثر من اللازم

واللتين تعكسان الحقيقة بشكل مرعب.

 

التفاحة ليست مزحة

أو ضرورة شعرية

إن استطعنا بشكل ما أصلًا

أن نقول عما سلف بأنه شعر

التفاحة كانت موجودة بالفعل

بين أجُمٍ من الصخور

وكانت مليئة بالثمار بشكل ملفت للنظر

وجارح للعين

أستطيع الآن

أن أفتح شباك غرفتي

وأرى تلك التفاحة المتوارية

في مكان ما في الجبل

إنها تخترق كل شيء

حتى الكتل الإسمنتية الصماء

والصخور الحية

وبقية الأشجار العارية

وأراها واضحة بشدة

مخيفة بشكل غريب

تطلق اللعنات

على المكان الذي أهملها

حتى ماتت.

 

الكلب الذي صمت الآن

يبحث بتمعن عن القمر المختفي

منذ فترة ليست بالقليلة

والذي كان المكان الوحيد الذي يرى فيه

انعكاس صورته

سأل أصدقاءه مرة:

ماذا ترون في القمر؟

_مجرد قمر.

_مممم نهر من الأبيض الشفيف ربما..

_أرى أنه يشبه سانتا كلوز

يحتاج فقط إلى قبعة ونظارة سميكة.

 

كل تلك الإجابات كانت محبطة بشدة

إنه فقط يرى وجهه الحزين هناك

أو بدقة أكثر يرى وجهًا حزينًا

يذكره بنفسه

والأصعب من كل ذلك

أنه يعتقد أن تلك حقيقة راسخة

يجب أن يؤمن بها الجميع

"القمر مجرد وجه حزين يضيء الليل"

وهو مختفٍ منذُ فترة ليست بالقليلة

والكلب الذي ينوح في الشوارع منذ أيام

يبحث عن كسرة زجاج

أو علبة معدنية

عله يرى وجهه

مرة أخيرة

قبل قدوم العاصفة

لأنه ببساطة فقد الأمل

من أن يعود القمر مرة أخرى

ولو كانت أخيرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

خزانةٌ لحُطامنا القديم

ويخونني ظلي