15-ديسمبر-2016

تشتمل مادة الجوكر على العديد من المواد الخطرة (سبنسر بلات/Getty)

شهد العام 2016 في الأردن ارتفاعًا في الأرقام المتعلّقة بقضايا تعاطي المخدّرات، خاصّة بين طلبة المدارس والجامعات الأردنيّة. فقد ضبط في الأردنّ أكثر من 6 أطنان من الحشيش و37 مليون حبّة مخدّرة في 2016، كما تشير دراسة أجرتها الجامعة الأردنيّة إلى ارتفاع نسبة تعاطي المخدّرات في الأردن بنسبة 20% خلال السنوات الثلاث الماضية.

تشير دراسة أجرتها الجامعة الأردنيّة إلى ارتفاع نسبة تعاطي المخدّرات في الأردن بنسبة 20% خلال السنوات الثلاث الماضية

وقد لا تكون الأرقام حتّى الآن مصدر قلق خطير، إلا أنّ العديد من الفعاليات المحليّة قد عقدت برعاية من الحكومة والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني في الأردن لدقّ ناقوس خطر تفشّي تعاطي المخدّرات بين الشباب في الأردن. وقد كانت المشكلة التي نالت الاهتمام الأكبر من وسائل الإعلام المحليّة في الأردن هذا العام فيما يتعلّق بالمخدّرات هي ذلك المخدّر المحلّي المعروف باسم "الجوكر". والجوكر هو حشيش صناعيّ محلّي الصنع ورخيص التكلفة يشتمل على 400 مادّة مختلفة، منها سمّ الفئران وموادّ أخرى مهلوسة.

اقرأ/ي أيضًا: المخدرات.. سم قاتل يهدد المدارس الجزائرية

وقد ضبطت السلطات الأردنيّة أكثر من 10 آلاف كيس من مخدّر الجوكر منذ مطلع هذا العام، وتعرّفه دائرة مكافحة المخدّرات في الأردن على أنّه "مادة من خلطات عشبيّة بسيطة يرش عليها مواد كيميائية تشبه المادة الفعالة في الحشيش لكن تأثيرها أقوى وأسرع بكثير من الحشيش الطبيعي".

وتشير الباحثة الأردنيّة مروة العقاربة من الجامعة الأردنيّة إلى أنّ مادة الجوكر تؤثر بشكل سريع على الجهاز العصبيّ وأنّها تعمل على "إحداث جنون مؤقت وتهيؤات خطرة وعدم القدرة على تقدير المسافات، بالإضافة إلى الخوف والهلع الشديدين". وقد يؤدي تعاطي الجوكر إلى الموت المفاجئ نظرًا لتوقف القلب وفشل الرئتين نتيجة خلل في وظائف الدماغ التي تأثرت من المواد الصناعية في مادة الجوكر، وفق الدراسة التي أجرتها العقاربة.

ويذكر الرائد أنس الطنطاوي في العدد الحادي والعشرين من مجلّة "أردن بلا مخدّرات"، الصادر عن دائرة مكافحة المخدّرات التابعة لمديرية الأمن العام في الأردن أنّ مادّة الجوكر قد بدأت في الظهور في الأسواق العالميّة قبل عقد من الزمن تقريبًا، ووصلت مؤخرًا إلى الأردنّ، وتروّج على شكل بخور أو أعشاب طبيّة طبيعية. كما يدّعي المروّجون أنّه لا يمكن الكشف عن المادّة في الفحوصات المخبريّة وذلك لإقناع الشباب بتعاطيها.

تشتمل مادة الجوكر على العديد من المواد الخطرة، منها السماد الكيميائي، وبعض المواد الكيميائية ذات أثر أقوى من مادة الحشيش الطبيعي

وتشتمل مادّة الجوكر على العديد من الموادّ الخطرة، منها السماد الكيميائي، وبعض الموادّ الكيميائيّة التي لها أثر أقوى من مادّة الحشيش الطبيعي بنسبة 100 إلى 800 في المئة في بعض التركيبات، وغيرها من المركبات الأخرى المطوّرة.

اقرأ/ي أيضًا: أسعار المخدرات في لبنان

وفي حين يعرف الأردنّ بأنّه ممرّ مهمّ لتجارة المخدّرات من الدول القريبة منه كلبنان وتركيا وإيران، وليس محطّة أساسيّة لبيعها وترويجها، وذلك وفق تقرير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدّرات والجريمة، إذ إنّ 90% من المخدّرات التي تضبط في الأردن تكون متوجّهة لتهرّب إلى بلدان أخرى، إلا أنّ تكرار الحوادث والجرائم ومحاولات الانتحار المتعلّقة بإدمان المخدّرات، ولاسيّما مادّة الجوكر، كانت بمثابة مؤشّر كافٍ على أنّه ليس بالإمكان استمرار السكوت عن الأمر والتغاضي عنه. وقد دفع ذلك السلطات الأردنيّة إلى التنبّه إلى هذا النوع من المخدّرات في الأشهر القليلة الماضية ونجحت في ضبط كمّيات كبيرة منه في عدد من المحافظات.

وكان مجلس النواب الأردنيّ قد أقر مشروع قانون جديد خاصّ بالمخدّرات والمؤثّرات العقليّة يغلّظ العقوبات على متعاطي المخدّرات، ولو كان ذلك لأوّل مرّة، وذلك في محاولة لضبط المشكلة واحتوائها قبل تفاقهما بشكل أكبر في المجتمع الأردني.

اقرأ/ي أيضًا:

أهلاً بكم في.. متحف المخدرات!

عرابة الكوكايين التي سبقت بابلو إسكوبار