13-سبتمبر-2020

عربة بوشار مهجورة قرب جدار في طرابلس الغرب (Getty)

تتجول في شوارع هذه المدينة، دون أن تعترضك مكتبة، أو مقهى ثقافي، أو حتى مسرح يخاطب فيه الناس من أعلى الخشبة.

تتجول وفي جيبك خمسة دنانير، هي سعر كوب القهوة والشاي والمواصلات إلى هناك، حيث لا يوجد ممرات سالكة للعبور.

تحاول أن تجلس مقابل جامع، أو بيت مهجور، أو مدرسة، أو ينتهي بك المطاف على حافة المدينة، حيث المكان ليلًا يشبه حفنة جمر، هذا لأننا لا نملك حديقة عامة، ولأن كل الأراضي مكتوب عليها "ورث عائلة فلان"، ولأن كل الحدائق عائلية، ولأن كل المقاهي تقدم القهوة بطعم الطين المنقوع في الماء، ولأن... لا نادي هنا للقراءة ولا راديو، ولا محطات تنقل صوتنا عبر أثير المحلية على الأقل.

لا ممر مشاة يحمل على أكتافه الناس وهم في طريقهم إلى المكان الذي يريدون، وعلى الناس أن يصيروا "سوبرماريو" لكي يتجاوزوا مراحل الطريق زحفًا تجاريًا على الأرصفة والمساحات العامة، وكأننا في زمن الإنسان الطائر.

 

الطرق أيضًا مغلقة وفقًا لمزاج أهل الحي

هذا المكان الذي يصلح لتجول الأبقار

للحوار ليلًا مع الأشجار

موازنة الطرق المائلة

تعويض السبل المشقوقة

يصلح للسحر والدجل

وقراءة تعويذة

وارتفاع طبل البنادير عاليًا

والصلاة في الصفوف الخلفية

ورش العدس

وبخور الجاوي

هذا المكان الذي عادة ما يصنع الأساطير لتصبح فيما بعد حقيقة

يحاول الآن وفي كل وقت أن يهرب من "عجوز القايلة".

 

هوامش:

  • القايلة: هي فترة ما بعد الظهيرة وقبل آذان العصر.
  • عجوز القايلة: في التراث تستعمل كنوع من خلق عفريت مخصص في فترة القايلة للأطفال، وهي الفترة التي يستريح فيه الآباء عادة، وتلفظ "عزوز القايلة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الأنا في حضرة البؤس

أقفالٌ صدئةٌ على بابِ مدينةٍ صامتة

دلالات: