03-أغسطس-2016

محمود السقا خلال مظاهرة للاعتراض على "بيع جزيرتي تيران وصنافير" (Getty)

أصبح التدوين عن المعتقل السياسي في مصر هو جسر عبور صوته للناس، فأخشى ما يخشاه المعتقل هو أن ينساه الناس وهو خلف القبضان وأن تلهيهم عنه مشاغل الدنيا والأحداث المتلاحقة في البلاد.

محمود السقا صحفي بوابة يناير واحد من المعتقلين الذين يتعرضون للتنكيل في سجون النظام، فهو محبوس منذ الأول من مايو/أيار، أي منذ حوالي 90 يومًا

 

محمود السقا صحفي بوابة يناير واحد من المعتقلين الذين يتعرضون للتنكيل في سجون النظام، فهو محبوس منذ الأول من مايو/أيار مع عمرو بدر رئيس تحرير بوابة يناير منذ 90 يومًا. 

اقرأ/ي أيضًا: الجولاني ينفصل عن القاعدة، إلى أين؟

ويُمنع عمرو بدر من التريض اللهم إلا ربع ساعة في الثامنة صباحًا، كما أصابه النوم على الأرض بأمراض عديدة.

ويعاني اليوم السقا من قيء دموي غير معروف المصدر، ويُمنع عن محمود السقا، بالإضافة إلى "المرتبة" الخاصة بالنوم، من دخول الكتب إليه، وله وجبة واحدة في اليوم بالإضافة إلى قطع المياه عن الزنزانة في هذا الحر الشديد من وقت لآخر.

جبهة الدفاع عن الصحفيين بدأت منذ أيام حملة التدوين عن محمود السقا على عدة هاشتاجات منها #الصحافة مش جريمة و#السقا في خطر و#هنعالجهم ونخرجهم.

محمود السقا كان قد تم اعتقاله في أوائل العام الجاري بتهمة الانتماء لما أسمته أجهزة الأمن "جماعة 25 يناير" وتم إخلاء سبيله بعدها على ذمة القضية رقم 796 حصر أمن الدولة، ليعتقل مرة ثانية على خلفية اعتصامه داخل نقابة الصحفيين، اعتراضًا على مداهمة قوات الأمن لمنزله على خلفية مظاهرات الاعتراض على ما سمي "بيع جزيرتي تيران وصنافير".

اقرأ/ي أيضًا: ترامب وبوتين..أكثر من مجرد إعجاب

أما بالنسبة للجهود المتعلقة بالمسار الرسمي فقد خاطبت النقابة العامة للأطباء المصريين، النائب العام ووزير الداخلية المصريين، والمجلس القومي لحقوق الإنسان ورئيس مصلحة السجون، بشأن شكوى أسرة السقا، المحبوس احتياطيًا بسجن مزرعة طره عنبر 2.

فحوى الشكوى المقدمة أن الصحفي محمود السقا يعاني قيء دموي منذ 25 يومًا غير معروف المصدر، ولم يتم تشخيصه من الطبيب أو مستشفى السجن.

أما الممارسات التي يتعرض لها السقا فهي مخالفة للوائح السجن وخاصة المادة 36 والتي تنص على أن "كل محكوم عليه يتبين لطبيب أنه مصاب بمرض يهدد حياته بالخطر أو يعجزه عجزًا كليًا يعرض أمره على مدير القسم الطبي للسجون لفحصه بالاشتراك مع الطبيب الشرعي للنظر في الإفراج عنه. وينفذ قرار الإفراج بعد اعتماده من مدير عام السجون وموافقته النائب العام وتخطر بذلك جهة الإدارة والنيابة المختصة".

التهم الموجهة رسميًا من النيابة لمحمود السقا، هي "محاولة قلب وتغيير دستور الدولة ونظامها الجمهوري وشكل الحكومة، والانضمام إلى إحدى الجمعيات والهيئات والمنظمات التي تبغي تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة من ممارسة عملها والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، والترويج بالقول والكتابة للأغراض محل الاتهام الأول، وذلك بإحدى الطرق المعدة للتوزيع والطباعة، وإذاعة أخبار وبيانات وشائعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام".

ويأمل مطلقو الحملة أن تلفت الحملة نظر الرأي العام من خارج الصحفيين للحديث عن محمود السقا، وآملين أن ينعكس ذلك على تحسن المعاملة التي يتلقاها المعتقلون السياسيون الذين تختصهم مصلحة السجون دون غيرهم بسوء المعاملة.

يُذكر أن ظروف اعتقال محمود السقا وعمرو بدر من داخل النقابة الصحفيين، قد سببت احتقانًا حادًا بين السلطات والنقابة، الاحتقان الذي لا تزال آثاره مستمرة في المحاكم، حيث اتهمت السلطات بالنقابة بالتستر على متهمين، واتهمت النقابة وزارة الداخلية باقتحام النقابة مخالفة للقانون.

كما يذكر أن محكمة القضاء الإداري بالقاهرة، قد أصدرت حكمًا ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، وعليه بطلان انتقال ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية.

اقرأ/ي أيضًا: 

النازحون في العراق..مخيمات الموت المهملة

2016..النظرية التي تفسر عامًا سيئًا للغاية