06-يناير-2023
محمد سعيد الحبوبي وديوانه

محمد سعيد الحبوبي وديوانه

السيّد محمد سعيد بن محمود بن كاظم الحبوبي (1850 - 1915) فقيه جعفري وشاعر عربي عثماني عراقي. ولد في النجف ونشأ ودرس بها. درس الأدب على خاله عباس الأعسم، ثم رحل إلى حائل في نجد سنة 1864 مع والده للعمل ثم عاد إلى النجف سنة 1867. واصل دراسته في مدارسها الفقهية، فكوّن تكوينًا اجتهاديًا مستقلًا. زامل جمال الدين الأفغاني أربع سنوات أثناء الدّراسة. ثم تولى التدريس فصار إمامًا في الصحن الحيدري بالعتبة العلوية. كانت له مجالس أدبية ومحاضرات.

اشتهر بمواقفه ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وقاد جيشًا من أبناء الفرات الأوسط للمقاومة ضد حملة بلاد الرافدين سنة 1914. توفي في الناصرية ودفن في العتبة العلوية. له ديوان شعر.


يا يوسف الحسن فيك الصب قد ليما

فإن رأوك هووا للأرض تعظيما

 

لُحْ كوكبًا وامشِ غُصنًا والتفِتْ ريما

فإن عداكَ اسمها لم تعدك السيما

 

وجه أغرّ وجيدٌ زانه جِيدُ

وقامةٌ تخجل الخطيّ تقويما

 

يا من تجلّ عن التمثيل صورته

أأنتَ مثَّلتَ روح الحسن تجسيما

 

نطقت بالشعر سحرًا فيك حين بدا

هاروت طرفُكَ يُنشي السحر تعليما

 

فلو رأتك النصارى في كنائسها

مصورًا رّبعت فيكَ الأقانيما

 

إذا سفرتَ تولىَّ المتقيّ صنَمًا

وإن نظرتَ توقى الضيغمُ الريما

 

مَن لي بألمي نعيمي بالعذاب به

والحبّ أن تجد التعذيب تنعيما

 

لو لم تكن جنة الفردوس وجنته

لم يسقني الريق سلسالًا وتنسيما

 

ألقى الوشاحَ على خِصرٍ توهمٌه

فكيف وشٌحَ بالمرئيُ موهوما

 

ورجَّ أحقاف رملٍ في غلائلِهِ

يكاد ينقدّ عنها الكشح مهضوما

 

إن ألٌم َالحِجل ساقيه فلا عجبٌ

فقد شكى من دقيق الدرز تأليما

 

الردف والساق ردًا مشَيِهِ بهرًا

والدرع منقدّة والحجل مفصوما

 

في وجهه رُسمت آيات مصحفه

تُتلى ولم يخش قاريهن تأثيما

 

ذي نون حاجبه لو حاؤه اتصلت

في ميم مبسمه لم تعدُ حاميما

 

ولحن معبد يجري في تكلٌمِهِ

إنْ أدمجَ اللفظ ترقيقًا وتَرخيما

 

يا نازلي الرمل من نجد أحبكم

وإن هجرتم ففيما هجركم فيما

 

ألستُمُ أنتُمُ رَيحانَ أنفسُنا

دون الرياحينَ مَجنيًا ومَشموما

 

إن ينأ شخصكم فليدنُ طيفكمُ

لو أن للعين إغفاءً وتَهويما

 

هل توردون ظمآءً عذب منهلِكُم

أمْ تصدرون الأماني حِوّمًا هِيما

 

لي بينكم لا أطال الله بينكمُ

غضيض طرفٍ يردّ الطرف مسجوما

 

إنا رضيع هواه منذ نشأتِهِ

ونشأتي لم تردني عنه مفطوما

 

ما حلتُ عنه ولا عن عهد صبوته

وإن أطال الجفا عزمًا وتَصميما

 

حرمَّت وصلي كما حللتَ سفكَ دَمي

صدقتُ شرعك تحليلًا وتَحريما

 

يا جائرًا وعلى عَمْدٍ أحَكُمهُ

أعدِلْ وجرْ بالذي ولاّك تحكيما

 

لك الصبا والجوى لي والعُلى لعَلي

وقل (لهادي) الهدى طردًا وتقسيما