11-يونيو-2018

كشف الشيخ كمال الخطيب عن تورط دحلان ببيع بيوت مقدسية لإسرائيل (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير 

كان المشهد في الرابع من أيار/مايو الماضي في القدس مصممًا كما يريده اليمين الإسرائيلي بالضبط، إذ كانت إسرائيل تتباهى باستضافة سباق "طواف إيطاليا/جيرو إيتاليا" الشهير، احتفالًا بالذكرى السبعين على تأسيسها، أي النكبة في الاصطلاح العربي، الذي نسيه كثيرون أو تغاضوا عنه.

كان حضور محمد دحلان في المشهد العام  إشكاليًا ومشبوهًا على الدوام، منذ ارتباطه بشاؤول موفاز وحتى ارتباطه بمحمد بن زايد

وكانت المدينة التي دأبت المؤسسات الأممية والقوانين الدولية، على رفض الضم الإسرائيلي لها، مزدحمة بحضور عدد كبير من الصحافيين والموفدين من مختلف دول العالم، وكانت أعلام إسرائيلية كبيرة تملأ المكان لتحاول إضفاء الشرعية على احتلاله، بينما كانت ترفرف تحت ظلالها، أعلام للإمارات والبحرين.

أثار ما حدث جدلًا واسعًا، وكشف عن وصول تطبيع أبوظبي وحلفائها، إلى درجة الاحتفال بالدم الفلسطيني المسفوك جهارًا نهارًا، لكنه على أية حال، لم يكن نقطة فارقة في مسار العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، فما هذه المشاركة إلا نذر يسير مقارنة بالتطبيع العسكري والاستخباري والتآمر الدبلوماسي بين أبوظبي وتل أبيب.

محمد دحلان.. من وسيط التطبيع إلى سمسار التهويد

تتابعت الأحداث بشكل منظم، منذ تراجع الثورات العربية التي انطلقت قبل سبع سنوات، وتوسع الثورة المضادة. وبدأ انتشار الإمارات يتزايد في الوطن العربي، من خلال تمويل جماعات مشبوهة في اليمن وليبيا، ودعم شخصيات مثيرة للجدل في مصر وفلسطين.

اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل تستضيف سباق "طواف إيطاليا".. الإمارات والبحرين تفوزان بجولة التطبيع

 وكان حضور رجل الصفقات الأمنية محمد دحلان، محل لبس وجدل كبيرين، منذ التحاقه بركب أبوظبي قبل سنوات، بل وقبل ذلك، نظرًا لعلاقته المقربة مع قيادات إسرائيلية عديدة. وتتالت الأدلة في الأعوام الأخيرة، عن نشاط الرجل المشبوه، ودوره المدعوم إماراتيًا في خطط إقليمية، امتدت من فلسطين إلى الخليج العربي فليبيا، ثم دول عربية وإقليمية أخرى.

اتصل اسم دحلان بمعظم مشاريع الإمارات في المنطقة، وقد بدا أن للرجل دورًا واضحًا في التنسيق المتزايد مع إسرائيل في الفترة الأخيرة، إذ بينت تسريبات البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، عن تواصل وثيق بين دحلان وبين اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وعن رواج اسمه في هذه الأوساط المناصرة لإسرائيل.

في حين كشف نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، الشيخ كمال الخطيب، قبل أيام، عن مخطط إماراتي جديد كان دحلان على رأسه، لشراء عقارات في مدينة القدس بطرق ومبالغ مشبوهة، وهو ما لم ينفه القيادي المنشق، مدعيًا أنها خطوة لكسر الحصار عن المدينة المقدسة.

وفي السادس من شهر حزيران/يونيو الجاري، كتب كمال الخطيب عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن "رجل أعمال إماراتي مقرب جدًا من محمد بن زايد، يعمل على شراء بيوت وعقارات في البلدة القديمة، وخاصة البيوت الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، بمساعدة رجل أعمال مقدسي محسوب على محمد دحلان".

وأضاف أن "رجل الأعمال هذا عرض على أحد سكان القدس مبلغ 5 ملايين دولار لشراء بيت ملاصق للمسجد الأقصى، وعندما رفض العرض وصل المبلغ إلى عشرين مليون دولار لنفس البيت. فشلت المحاولة لأن لعاب صاحب البيت الأصيل لم يسل على المال الدنس، وهذا يعيد الضوء على دور نظام محمد بن زايد وأزلامه في شراء بيوت أهل القدس، سلوان ووادي حلوة، في عام 2014 وتحويلها إلى صالح "ملكية" المؤسسات الاستيطانية.

وبعد يومين من كتابة هذه المعلومات عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تحدث الخطيب من خلال قناة الجزيرة عن نفس المعلومات، مضيفًا أن من زار البيت هو رجل الأعمال المقدسي المحسوب على دحلان، حيث قام بالتقاط صور ومقاطع فيديو للمكان. وحسب مصادر نائب رئيس الحركة الإسلامية، فقد قال رجل الأعمال المقدسي إنه يتحدث باسم رجل أعمال آخر إماراتي مقرب من محمد بن زايد.

اقرأ/ي أيضًا: محمد دحلان والأربعين حرامي.. القلب النابض للمؤامرات والثورات المضادة

وحسب معلومات قال القيادي في الحركة الإسلامية إنها "موثقة مليون بالمئة"، فقد وقعت محاولة شراء البيت قبل شهر رمضان، وكان مكانها بيت قريب من المسجد الأقصى.

ووضح الخطيب أن هذه ليس المرة الأولى التي يتم من خلالها شراء عقارات مقدسية، بحجة أنها لمستثمرين إماراتيين، وقد اشترى رجال أعمال إماراتيون بيوتًا في أحياء عين حلوة وسلوان، لكنها أصبحت اليوم ممتلكات لمستوطنين يهود!

 

وتفاعل رواد موقع التواصل الاجتماعي مع الحادثة، وتداول معظم المغردين المعلومات التي كشفها الشيخ كمال الخطيب، معتبرين أنها امتداد لسياسات الإمارات التطبيعية تجاه القضية الفلسطينية والقدس، فيما سخر آخرون من ردة فعل محمد دحلان التي لم تنفي التورط حتى، بل ركز فيها السمسار الإماراتي على مهاجمة الشيخ كمال الخطيب وقناة الجزيرة.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا يتحدث دحلان؟

تطبيع أبوظبي والرياض مع إسرائيل.. اتهمْ قطر لتنجو بجريمتك!