أيّدت محكمة استئناف فرنسية، أمس الأربعاء، الحكم الصادر ضد اللاعب الدولي الجزائري يوسف عطال، القاضي بالسجن لمدة 8 أشهر مع وقف التنفيذ، إضافة إلى غرامة مالية قدرها 45 ألف يورو، على أن يصدر القرار النهائي في أواخر نيسان/أبريل الجاري.
وجاءت هذه الإدانة على خلفية نشره مقطع فيديو عبر حسابه الشخصي على منصة "إنستغرام" في تشرين الأول/أكتوبر 2023، تضمن دعمًا للشعب الفلسطيني في غزة، في أعقاب بدء حملة القصف الإسرائيلي التي وصفت بالإبادة الجماعية.
وكان عطال، الظهير الأيمن لمنتخب الجزائر، قد نشر مقطع فيديو مدته 35 ثانية يظهر فيه الداعية الفلسطيني محمود الحسنات، وهو يتحدث عن معاناة الأطفال في غزة جراء القصف الإسرائيلي. ورغم تأكيد عطال أن نشره للمقطع كان بهدف الدعوة إلى السلام وتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين، اعتبرت السلطات الفرنسية الفيديو "تحريضًا على الكراهية الدينية".
بسبب منشور تضامني مع أهالي غزة، أيدت محكمة استئناف فرنسية الحكم الصادر ضد يوسف عطال
بعد نشر الفيديو، دفع يوسف عطال ثمن ذلك بفقدانه مكانه في نادي نيس الفرنسي، كما أُدين من قبل محكمة نيس في كانون الثاني/يناير 2024 بالسجن 8 أشهر مع وقف التنفيذ، إلى جانب غرامة مالية قدرها 45 ألف يورو، بتهمة التحريض على الكراهية على أساس ديني. كذلك، قررت لجنة الانضباط التابعة للرابطة الفرنسية إيقافه عن اللعب لمدة 7 مباريات، ما أثر بشكل مباشر على مسيرته الكروية.

ووفقًا لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، فخلال جلسة الاستئناف، أكد يوسف عطال دفاعه بأنه لم يكن يقصد نشر أي محتوى تحريضي أو معادي للسامية. وأوضح أن نواياه كانت واضحة، وهي مجرد تقديم دعم للشعب الفلسطيني في غزة الذي يعاني من ويلات الحرب. وقال: "أنا لست ضد أي شخص، أنا مجرد لاعب كرة قدم. أنا ضد الكراهية، ولا أريد أن أكون جزءًا من أي خلاف سياسي".
وفي تصريحات صحفية، قال محاميه أنطوان فاي لـ"فرانس برس": "بعث يوسف عطال برسالة دعم للفلسطينيين في غزة. بالنسبة له، هذا هو السلام، وهو ليس الوحيد الذي يعبر عن هذا الموقف". وأوضح فاي أن اللاعب لم يقصد من وراء الفيديو التحريض على الكراهية، وإنما كان يحاول فقط تسليط الضوء على معاناة الأطفال في غزة.

من جانبها، دافعت النيابة العامة عن الحكم، بزعم أن الفيديو الذي نشره عطال يحتوي على دعوة تحريضية ضد اليهود. وفي هذا السياق، اعتبرت نائبة المدعي العام أن الفيديو لم يتضمن أي رسالة سلمية، وأنه "لا يوجد أي شيء له علاقة بالسلام خلال هذه الثواني الـ35". كما أكدت النيابة أن عقوبة السجن مع وقف التنفيذ تهدف إلى أن تكون "عقوبة تحذيرية"، تحفز اللاعب على التفكير بشكل جاد قبل نشر أي محتوى مماثل في المستقبل.
واعتبر محامو الدفاع أن العقوبات التي فُرضت على اللاعب كانت "غير عادلة" وغير متناسبة مع حجم الفعل، مشيرين إلى أنه لم تكن هناك أي نية للتحريض على الكراهية. كما أشاروا إلى أن العديد من الشخصيات العامة التي نشرت تصريحات مثيرة للجدل في الماضي، مثل جان ماري لوبان وديو ديموني، تم تبرئتهم بسبب عدم وجود دليل على النية الجنائية.
وصرح محامي عطال، توماس ميشيل، في وقت سابق أن القضاء الفرنسي لا يملك الاختصاص للنظر في هذه القضية، نظرًا لأن الفيديو تم نشره من الجزائر، وهي ليست دولة تابعة للولاية القضائية الفرنسية، وطالب الدفاع بأن يتم النظر في القضية من قبل القضاء الجزائري، بدلاً من المحاكم الفرنسية. علمًا أن النجم الجزائري ينشط حاليًا في الدوري القطري مع نادي السد.