12-أكتوبر-2019

إليود كيبيتشوجي عند خط النهاية (Getty)

شهد صباح السبت حالة استثنائيّة في تاريخ ألعاب القوى، عندما كسر العدّاء الكيني إليود كيبيتشوجي حاجز الساعتين في رياضة الماراثون لأوّل مرّة في التاريخ، ليحطّم الرقم القياسي الذي سجّله بنفسه في ماراثون برلين العام الماضي، وبزمن قدره ساعتين ودقيقة واحدة و39 ثانية، والزمن الجديد المسجّل اليوم هو ساعة و59 دقيقة و40 ثانية.

يعتبر العدّاء الكيني أحد أبرز نجوم الماراثون عبر العصور، فهو حامل ذهبية ماراثون أولمبياد ريودي جانيرو 2016، وبطل العالم في بطولة ألعاب القوى عام 2003، وفاز في برونزية ماراثون 5000 متر في أولمبياد أثينا بالعام التالي، كذلك نال فضّية سباق 5000 متر في 2007، وفضّية أولمبياد بكّين 2008 عن المسابقة نفسها، وحاز على لقب بطولة ماراثون لندن 3 مرّات، ونال بطولة ماراثون برلين ثلاث مرّات.

أصبح كيبيتشوجي أوّل إنسان يتخطّى الماراثون بأقلّ من ساعتين، والزمن الجديد المسجّل هو ساعة و59 دقيقة و40 ثانية

كيبيتشوجي الذي يبلغ من العمر 35 عامًا، أعلن هدفه صراحة أمام الجميع، وهو كسر حاجز الساعتين، لذلك أُجريت مسابقة خاصة لتحقيق ذلك في فيينا النمساويّة، بمشاركة 41 عدّاء ارتدوا الزيّ الأسود، وساروا خلفه بنسق يشابه سباقات الماراثون الحقيقية، مع تحقيق المسافة المطلوبة وهي قرابة 42 كيلو متر، فقطع المسافة بزمن قياسي هو ساعة و59 دقيقة و40 ثانية، بمعدّل سرعة وصل إلى دقيقتين وخمسين ثانية في الكيلو متر الواحد. 

سبقت هذه المحاولة واحدة أخرى كانت قبل عامين من قبل العدّاء الكيني، والذي صرّح أن تحطيم حاجز الساعتين يساوي بالنسبة له يساوي الصعود إلى سطح القمر، لكنّ المحاولة السابقة قبل عامين لم تُكلّل بالنجاح، فوصل إلى خطّ النهاية بمونزا الإيطالية بزمن وقدره ساعتين و26 ثانية، لكنّ محاولته الأخيرة في فيينا آتت أُكلها أخيرًا، فوصف كيبيوتشيجي هذا الإنجازأمام الصحفيين بقوله "يمكننا أن نجعل هذا العالم عالمًا جميلًا ومسالمًا"، وأضاف "أنا سعيد جدا لزوجتي وأطفالي الثلاثة كونهم حضروا وشهدوا على هذا التاريخ". وتابع "أشعر بحالة جيدة، كتابة التاريخ كانت هدفي".

من جملته الأخيرة تدرك أن تيبيوتشيجي يمثّل حالة استثنائيّة كرياضي بالدرجة الأولى، وكإنسان بالدرجة الثانية يصرّ على تحقيق مآربه على الرغم من تقدّمه في العمر، هذه العزيمة نسبها في مقابلة لكتاب "من سرق قطعة الجبن خاصّتي" للكاتب سبينسر جونسون، فهو يهوى إلى جانب ممارسة الرياضة مطالعة الكتب حسب تعبيره، يتناول الكتاب قصة التغيير في الحياة الذي يحدث بسبب التطوّر ومرور الزمن، والتغيير يحدث داخل المتاهة التي تعبّر عن المكان الذي يمضي فيه الأشخاص وقتهم، وقطعة الجبن تلك تختلف تصوّراتها من شخص لآخر تبعًا لطموحات كلّ فرد.

اقرأ/ي أيضًا: هدنة أولمبية في شبه الجزيرة الكورية.. سلام الرياضة الحذر

قطعة الجبن الخاصّة بتيبيوتشيجي هي أرقامه القياسيّة التي نالها والميداليات التي أحرزها، ومن أجل الحفاظ عليها وعدم التفريط بها من السرقة عليه تحطيم المستحيل بإنجاز اجتياز الماراثون بزمن أقلّ من ساعتين، وتعتمد فلسفة الكتاب الصادر سنة 1998 على مبادئ أساسيّة، فالتغيير سيحدث لا محالة، وعلى كلّ من يودّ الحفاظ على قطعة الجبن الخاصّة به توقّع التغيير، وأن يراقبه عن كثب، ويتكيّف معه بسرعة، وأن يتغيّر بنفسه ويستمتع مع حالة التغيير تلك، وهو أمر فعله البطل الكيني حينما لم تُشبع نهمه الميداليات الأولمبية التي نالها، ولا بطولات العالم للماراثون، وحتّى كسره للرقم القياسي في ماراثون برلين لم يمنعه من مجاراة التغيير والتطوّر، ومن ثم خلق التغيير والاستمتاع به.

إنجاز تيبيوتشيبي شابه غصّة سببها الاتحاد الدولي لألعاب القوى، والذي رفض الاعتراف بالرقم المسجّل من قبله، وله في ذلك أسبابه المنطقيّة، فالسباق لم ينظّم من قبل الاتحاد الدولي نفسه، أو تحت إشراف أحد الاتحادات المحلّية، كذلك لم يتواجد في السباق مراقبون معتمدون، ولم يتم خضوع المشاركين به لاختبار المنشّطات، علمًا أن قوانين الاتحاد الدولي تنصّ على تواجد 3 متسابقين على الأقل قادرين على المنافسة على السباق، وهو أمر لم يحصل في سباق فيينا، فالمشاركون استعان بهم تيببوتشيبي لمرافقته طيلة مراحل الماراثون، ومع ذلك يُحسب للعدّاء الكيني أنّه أوّل إنسان استطاع أن يفعلها ويكسر حاجز الساعتين في الماراثون، ويكفيه فخرًا أنّه حافظ "بنظره" على قطعة الجبن الخاصّة به.

 

اقرأ/ي أيضًا:

افتتاح بطولة الألعاب الآسيوية بمشاركة 12 دولة عربية وعلم موحد للكوريتين

 5 حقائق لا تعرفها عن الألعاب الأولمبية