24-مايو-2016

إياد القاضي/ العراق- أمريكا

كم هو محزن 
أن يكون للمرء 
خمسة أصابع،
وقلب
يشبه النتوء
في قميص قديم.
وأصدقاء
مثل ألم الأسنان.
كل يوم،
تشرق الشمس 
باهتة،
الطعام يصير رمادًا
في فمي
وكم يصبح شاقًا
المشي، 
نحو المغسلة. 
العالم أسود
الشجر أسود
مقابض الباب سوداء،
ووجوه البشر،
تشبه التغوط.
ولهذا،
يثبتونني بالأحزمة في السرير
ويحقنونني بألم حارق.
ثم يبدأ العالم بالتلاشي
وتختفي الوجوه 
التي تظهر لي في السقف.
يقول طبيبي:
يجب ألا أظل وحيدًا، 
لا أستطيع أن أفهم؟
كيف يمكن للمرء 
أن يصادق أناسًا
غير موجودين؟
أنا، غير موجود
الناس في الشارع
غير موجودين
وحتى طبيبي المسكين،
لا يعرف أنه لا يوجد
إلا في رأسي..
وأنه يختفي
بمجرد أن أغمض عينيّ.
إنني لستُ شخصًا وحيدًا
أنا الشخص الوحيد،
في هذا العالم،
والناس كلهم،
محض أشياء أتخيلها.
وحين أعلق نفسي
في مروحة،
سينتهي العالم.
ولذلك،
يقيدونني في سرير
ويطلبون مني 
أن أظل حيًّا.
ذات يوم عثروا عليّ
وأنا أكشط جلدي..
كان الدم في كل مكان،
وسمعتهم يقولون: 
حاول أن يقتل نفسه.
كم كانوا مخطئين،
لقد كنت أحاول 
أن أبدل جلدي بالورق،
وكانت لديّ أفكار رائعة
حول استخدام عروقي 
كحبال غسيل.
وكنت أحاول
أن أدفن قدمي في التراب
لتنبت شجرة أصابع
وكنت أريد أن أذوب.
 وأخلق نفسي
مجددًا.
وبدلًا من أن أكون
شيئًا واحدًا
أريد أن أصير كرةً
وأوعية
وعلبًا صينية
وكنزات صوفية
وحبال غسيل. 
أريد أن أصير طريقًا
وعتبة قديمة
وغرابًا أسود.
لكن طبيبي يقول:
الإنسان لحمٌ ودم،
ولهذا أشعر بالتعفن،
والكدمات الزرقاء في قلبي
محض لحم فاسد. 
وأقول لطبيبي:
أغلق أنفك بمشبك غسيل،
رائحة اللحم في كل مكان.
وأليس محزنًا
أن يكون للمرء خمسة أصابع؟

اقرأ/ي أيضًا: 

أنا حيّ، أرجوك.. احقنّي بالمورفين

يخاطب أناه.. ويضحك