في المقال التالي يشرح نيكولاس هينن*، الرجل الذي احتجزه داعش لعشرة أشهر، لصحيفة الإندبندنت رأيه في الكيفية المناسبة لهزيمة التنظيم.
رفض صحفي فرنسي كان يحتجز كرهينة لدى تنظيم داعش لمدة عشرة أشهر الضربات الجوية في سوريا، قائلًا إنها تمثل "فخًا" لبريطانيا وباقي أعضاء المجتمع الدولي. متحدثًا في مقابلةٍ مع حملة من أجل سوريا، شرح نيكولاس هينن استراتيجيته لمحاربة التنظيم المتشدد - منطقة حظر طيران في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا.
الفائز في هذه الحرب لن يكون الطرف الذي لديه أحدث الأسلحة أو أغلاها أو أكثرها تعقيدًا، وإنما الطرف الذي ينجح في استمالة الناس إلى صفه
تحدث السيد هينن سابقًا عن كيف تم احتجازه لسبعة أشهر في سوريا ذاتها، وكيف كان البريطاني محمد إموازي -المعروف باسم الجهادي جون- من بين سجانيه والذين أخضعوه لتعذيبٍ بدني ونفسي. قال هينن: "الضربات الجوية ضد داعش هي فخ". وتابع: "الفائز في هذه الحرب لن يكون الطرف الذي لديه أحدث الأسلحة أو أغلاها أو أكثرها تعقيدًا، وإنما الطرف الذي ينجح في استمالة الناس إلى صفه".
كمثالٍ على كيف تصرّف المجتمع الدولي جيدًا، وصف هينن التصاعد الأخير لأزمة اللاجئين -والعروض التي ترافقت معه من أوروبا لإيجاد منازل للمسلمين الفارين- بأنه "ضربةٌ لداعش". وتابع هينن: "مئات الآلاف من اللاجئين، يهربون من هذه الأرض المسلمة التي تمثّل حلمًا لداعش -هل يُفترض أن تكون هذه إسرائيلهم؟ ويهربون من تلك الأرض للذهاب إلى أرض "الكفار"؟ ربما لهذا حاولوا التأثير علينا خلال هجمات باريس، لجعلنا نغلق حدودنا، وربما الأكثر أهمية، أن نغلق عقولنا".
قال هينن في المقابلة التي سبقت تصويت نواب البرلمان البريطاني لصالح قيام سلاح الجو الملكي بضرباتٍ جوية في سوريا إن قصف التحالف لا يضر بالمتشددين، وإنما "يدفع الناس إلى أحضان داعش". وأضاف: "ما يجب علينا فعله -وهو ضروري حقًا- هو أن نتواصل مع السكان المحليين. عندما يصبح لدى الناس أمل في حل سياسي، ستنهار الدولة الإسلامية ببساطة".
الصحفي الفرنسي نيكولاس هينن الرهينة السابقة لدى داعش: عندما يصبح لدى الناس أمل في حل سياسي، ستنهار داعش
واستطرد: "سيكون هناك وسيلةٌ شديدة السهولة لجعل داعش تفقد السيطرة على الأراضي بسرعة كبيرة. يجب أن يقرر المجتمع الدولي جعل كل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية مناطق حظر طيران، مناطق حظر طيران على الجميع، ليس على التحالف أو الروس أو النظام فقط، وإنما الجميع. توفير الأمن للناس (هناك) سوف يكون مدمرًا لداعش. هذا هو ما ينبغي أن يركز عليه المجتمع الدولي". وعقب: "لماذا نقوم بالكثير من الأخطاء؟ لماذا لا يفهم الناس رؤية داعش؟ إننا نغذي أعداءنا ونغذي بؤس ومأساة السكان المحليين".
*نيكولاس هينن هو صحفي مستقل عمِل في العراق وسوريا خلال معظم مشواره المهني. تم احتجازه من قِبل داعش في زنزانة تحت الأرض مع رهائن آخرين من بينهم الصحفي الأمريكي جيمس فولي، والذي تم إعدامه لاحقًا.
تم تحرير هينن عقب مفاوضات بين الحكومة الفرنسية وخاطفيه، وقد كتب عن تجربته في كتابٍ بعنوان "أكاديمية الجهاد"، تم نشره باللغة الإنجليزية الشهر الماضي.
المصدر: Nicolas Henin: The man who was held captive by Isis for 10 months says how they can be defeated
اقرأي أيضًا: