12-يوليو-2019

فرحة جزائرية وخيبة إيفوارية (Getty)

بلغت الجزائر نصف نهائي كأس أمم أفريقيا لأوّل مرّة منذ نسخة 2010، بعد تفوّقها على ساحل العاج بركلات الترجيح، إثر نهاية الوقتين الأصلي والإضافي من مواجهة دور الثمانية بالتعادل 1-1، بذلك ضرب محاربو الصحراء موعدًا مع نيجيريا في نصف النهائي الأفريقي، هذه الأخيرة تفوّقت على جنوب أفريقيا بهدفين لواحد.

هي قمّة من طراز رفيع ترّقبها الفريقان الإيفواري والجزائري، واعتبرها الطرفان بمثابة نهائي مبكّر، كأقوى تحدّ يواجه أيًا منهما في البطولة، حيث قدّمت الجزائر مع بداية مشوارها في النسخة الحالية كأس أمم أفريقيا أفضل المستويات، وتميّزت من بين الفرق الـ24 المشاركة في البطولة على أنّها الوحيدة التي فازت في كلّ مبارياتها، كما عجز الخصوم كافّة عن هزّ شباكها، فأصبحت الوحيدة أيضًا التي حافظت على نظافة شباكها. هذه القوّة الدفاعيّة أتت خلف خطّ وسط متميّز، وهجوم رائع أسفر عن تسجيل محاربي الصحراء لتسعة أهداف، فلم تفلح فرق كينيا وتنزانيا وحتى السنغال في أن تسجّل أي هدف أو تحرز نقطة واحدة من براثن الجزائريين، ووقفت غينيا عاجزة في دور الستة عشر أمام سيلان الجزائر الجارف وهُزمت بثلاثيّة.

الهدف الذي دخل مرمى الجزائر هو الأوّل في البطولة بعد 4 مباريات لم ينجح فيها أحد في هزّ شباك رايس مبولحي

أيًا كانت ظروف ساحل العاج من الناحية الفنّية، ومن جهة قوّة بريق النجوم المشاركين في هذه الفريق، يبقى الفريق الإيفواري مرشّحًا دائمًا لنيل اللقب، والذي خانه في مناسبات عدّة بالعقد الماضي، عندما حرمت ركلات الترجيح دروغبا ورفاقه من التتويج باللقب في نسختين أمام مصر وزامبيا عامي 2006 و2012، ورغم ذلك فعلها الفريق لاحقًا عام 2015 بتشكيلة أقل رعبًا من سابقاتها التي لعب فيها باكاري كونيه والأخوين توريه وجيرفينيو ودروغبا والقائمة تطول.

لذلك تبدو حظوظ الأفيال مشروعة تمامًا من أجل المنافسة على اللقب القارّي، فهم في تصاعد تدريجي بالأداء إلى أن وصلوا لدور الثمانية، تفوّقوا بداية على جنوب أفريقيا، وهُزموا أمام المغرب القوّية، قبل أن يلحقوا الهزيمة الثالثة بناميبيا، ومع وصولهم لدور الستة عشر أدّوا أفضل ما عندهم أمام مالي، وتفوّقوا بهدف وحيد سجّله ويلفريد زاها، هذا النجم الذي فضّل ارتداء قميص ساحل العاج عن اللعب في صفوف المنتخب الإنجليزي.

اقرأ/ي أيضًا: كأس أمم أفريقيا.. ثلاثة أسباب لخروج المغرب المفجع من البطولة

بدأت المباراة بحذر من الجانبين، حذرٌ كسره الإيفواريون بتسديدة رائعة من سيري دي، لمسها الحارس مبولحي وأكمل المهمّة قائم الجزائر الأيمن، وردّ على ذلك رياض محرز عندما راوغ الدفاع وانفرد بالمرمى، لكنّ كرته جاورت القائم، ومع وصول المباراة للدقيقة 20 نجحت الجزائر في تسجيل الهدف الأوّل، عندما قاتل بغداد بونجاح على استخلاص الكرة من أمام المدافع الإيفواري، فوجدها رامي بنسبعيني أمامه ومرّرها لسفيان فيغولي، هذا الأخير نجح في تسجيل هدفه الدولي الثاني بعد خوضه 51 مباراة بقميص الجزائر، علمًا أن الهدف الدولي الأوّل كان عام 2013 أمام ساحل العاج نفسها.

الدقائق التالية كان عنوانها الصراع في منتصف الملعب، كان التنافس شديدًا على أي شبر من عشب الملعب بين الفريقين، وزادت الالتحامات البدنيّة، وتألّق حارسي المرميين في الذود عن شباكهما، لينتهي الشوط الأوّل بتقدّم الجزائر بهدف وحيد، هدفٌ كاد أن يضاعف مع بداية الشوط الثاني، إذ حصل بغداد بونجاح على ركلة جزاء نفّذها بنفسه، لكنّه ضربها قويّة في العارضة، ولسوء حظّه استطاعت ساحل العاج أن تسجّل هدف التعادل عبر جوناثان كودجيا من تسديدة بعيدة، وهو الهدف الأوّل الذي يهزّ الشباك الجزائرية في البطولة.

أوصلت كأس أمم أفريقيا ساحل العاج لركلات الترجيح 7 مرّات، 5 منها خسر الأفيال أمام خصومهم

بان الإرهاق على الجزائريين الذين واصلوا الضغط رغم ذلك، وعاند الحظّ رياض محرز الذي تلقّى تمريرة جميلة من بغداد وسدّد الكرة أمام المرمى، تجاوزت الكرة الحارس في طريقها للشباك، إلى أن ظهر فجأة كوليبالي وأبعدها لركلة ركنيّة قبل أن تدخل المرمى، كذلك أبدع الحارس أمام انفراد تام من بغداد بو نجاح، والذي خرج من الملعب حزينًا على كم الفرص التي أضاعها.

مع نهاية المباراة بالتعادل لجأ الفريقان لوقتين إضافيين، استمرّت محاولات محاربي الصحراء من أجل تسجيل هدف السبق، وكان أخطرها رأسية سليماني التي أنقذها الحارس بصعوبة، وهنا ذهب الفريقان لركلات الترجيح، هذه الركلات التي أقصت ساحل العاج 4 مرّات من أصل 6 في كأس أمم أفريقيا، وهنا كرّست الجزائر هذه العقدة بالنسبة لكوت ديفوار، فألحقت بها الهزيمة الخامسة بركلات الترجيح، وحجزت مكانًا لها في نصف النهائي لأوّل مرّة منذ 2010، وستلاقي فيه منتخب نيجيريا أحد أبرز المرّشّحين لنيل اللقب، بعد فوزه على جنوب أفريقيا 2-1.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

فوز صعب لأسود الأطلس.. وانطلاقة مثالية للجزائر في كأس أمم أفريقيا

كأس أمم أفريقيا.. تألّق مغربي وخيبة تونسيّة