16-أكتوبر-2016

اجتماع لوزان الذي انفض، يلحق بعشرات الاجتماعات التي سبقته دون أن تغير شيئًا في المأساة السورية، التي لم يُرد العالم لها التوقف بعد (فابريك كوفريني/أ.ف.ب)

برغم الآمال التي سبقتها، لم تسفر محادثات لوزان في سويسرا، بخصوص الحرب في سوريا، عن تحقيق أي انفراجة لوقف الحرب، ولكن اتخذت الدول المجتمعة قرارًا بالاستمرار في البحث عن سبل لتحقيق التهدئة واستمرار المفاوضات، بحسب صحيفة الواشنطن بوست".

اجتماع لوزان الذي انفض، يلحق بعشرات الاجتماعات التي انعقدت دون أن تغير شيئًا في المأساة السورية، التي لم يُرد العالم لها التوقف بعد

وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، والذي كان قد دعا إلى هذا الاجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ومع وزراء خارجية ودبلوماسيين من سبع دول من الشرق الأوسط، قال إن الاجتماع الذي استمر لأكثر من أربع ساعات، يمكن اعتباره "عصفًا ذهنيًا" أتى بأفكار جديدة لطاولة المفاوضات، دون أن يفصح عن ماهية هذه الأفكار.

اقرأ/ي أيضًا: أمريكا تقرر..لا ضربات لبشار الأسد حاليًا

كيري قال إن المجتمعين اتفقوا على الغاية النهائية التي يريدونها: التخفيض من حدة القتال، وخاصة في حلب المحاصرة، ثم الوصول إلى مفاوضات برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة السورية والمعارضة.

من جانبه، عرض وزير الخارجية الروسي لافروف رؤية مشابهة عن الاجتماع لوسائل الإعلام الروسية. وقال "هناك بعض الأفكار التي ناقشناها اليوم، في اجتماع الدول المعنية بالأمر، التي قد تسفر عن تغيير الوضع".

اجتماع لوزان الذي انفض دون نتيجة، يلحق بعشرات الاجتماعات التي انعقدت بآمال كبيرة، ثم انفضت دون أن تستطيع تغيير شيء في المأساة السورية، التي يبدو أن العالم لم يرد لها التوقف بعد.

وكان الاجتماع قد ضم كيري ولافروف، بالإضافة إلى وزراء خارجية ودبلوماسيين من كل من إيران والسعودية وقطر وتركيا ومصر والأردن والعراق، فضلًا عن مبعوث الأزمة السورية التابع للأمم المتحدة. وكل دولة من هذه الدول، تأثرت وأثرت في الحرب السورية، التي قتل فيها ما يقرب من نصف مليون إنسان، في الخمس سنوات الماضية.

فالولايات المتحدة تقود تحالفًا من ما يقرب من 60 دولة لمحاربة تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق، بينما تتدخل روسيا وإيران بشكل عسكري ومادي للدفاع عن بشار الأسد، وتشارك تركيا بعملية "دراع الفرات" لدعم الجيش السوري الحر في الشمال، بينما تساعد قطر والسعودية كذلك في دعم المعارضة السورية، بينما تأوي الدول الباقية عددًا كبيرًا من للاجئين السوريين في أراضيها.

كان ملفتًا أن حضور مصر لاجتماع لوزان تم بدعوة من روسيا، وهو ما يؤكد ابتعاد مصر التدريجي، لكن الواضح، عن محور حليفتها السابقة السعودية

كما كان ملفتًا أن حضور مصر للاجتماع، تم بدعوة من الجانب الروسي، ما يؤكد تقارب وجهات النظر بين البلدين بخصوص الحرب السورية، وابتعاد مصر التدريجي، لكن الواضح، عن محور حليفتها السابقة السعودية.

اقرأ/ي أيضًا: درع الفرات..تحطيم أسطورة دابق الداعشية

يذكر أن هذا الاجتماع، هو الأول منذ أن علقت الولايات المتحدة محادثاتها مع روسيا، يوم 3 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، نتيجة لفشل الهدنة في سوريا، بسبب الهجوم الشديد من قبل روسيا وقوات الأسد ضد المعارضة في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب، حيث يوجد ما يقرب من 270 ألف شخص في المنطقة المحاصرة، التي يتم الهجوم عليها.

الولايات المتحدة كانت قد اتهمت روسيا بالفشل في الضغط على قوات الأسد للتهدئة، وإرسال طائرات حربية لمهاجمة المعارضة في حلب، وبأنها تستهدف المعارضة السورية بدلًا من استهداف تنظيم داعش.

جدير بالذكر أن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا آخذة بالتدهور بشكل سريع، وبوصف السفير الروسي في الأمم المتحدة، فإن هذا التدهور قد يكون الأكبر من حرب أكتوبر 1973 بين مصر وإسرائيل، وهو ما يدل عليه دعوة جون كيري في وقت سابق للتحقيق في جرائم حرب قد تكون ارتكبتها روسيا في سوريا.

وبعيدًا عن خلافهما حول سوريا، تتهم واشنطن موسكو، بالقرصنة على رسائل البريد الإلكتروني للحزب الديموقراطي، وذلك بغرض التأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، بينما ردت روسيا على ذلك الاتهام بأنه مجرد "هيستريا معادية لروسيا".

اقرأ/ي أيضًا:

بقطع البترول..هل بدأت السعودية بالتخلي عن مصر؟

هل تعزل موسكو نفسها دوليًا؟