09-أبريل-2019

سرقت مجلة الأهرام الرياضية المصرية تصميم غلاف مجلة تايم الأمريكية

في واحدة من أبرز السرقات الصحفية، أخذت مجلة الأهرام الرياضي التابعة لمؤسسة الأهرام الصحفية القومية في مصر، تصميمًا شهيرًا لغلاف مجلة تايم الأمريكية، وبدلت صورة دونالد ترامب، بصورة رئيس النادي الأهلي محمود الخطيب.

سرقت مجلة الأهرام الرياضي المصرية تصميمًا شهريًا لمجلة التايم الأمريكية، ما أثار موجة انتقاد كبيرة لها في الوسط الصحفي المصري

ما أن انتشر غلاف الأهرام الرياضي على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى بدأت الانتقادات تنهال على واحدة من أعرق وأكبر المؤسسات الصحفية في البلاد، ليخرج محمد شبانة، رئيس تحرير مجلة الأهرام الرياضي وعضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس رابطة النقاد الرياضيين، مبررًا فعلته بأنه مجرد اقتباس وأن "الاقتباس جزء رئيسي في العمل الصحفي"!

اقرأ/ي أيضًا: متلازمة إعلام التحريض.. متى تنتهي دعوات القتل في الإعلام المصري؟

أزمة سرقة غلاف التايم لم تكن القضية الأولى لمؤسسة الأهرام الصحفية، ففي تشرين الأول/أكتوبر 2010، عدلت الأهرام بما يقترب من كونه فبركة صريحة، صورة للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتياهو والعاهل الأردني عبدالله بن حسين ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس؛ وجعلت الأهرام مبارك يقود الجمع الرئاسي، في حين أن الصورة الحقيقية تبين أنه كان في مؤخرة هذا الجمع على البساط الأحمر. خرجت المؤسسة الصحفية العريقة آنذاك لتدافع عن فبركتها بالقول إنها "صورة تعبيرية".

سرقة أم اقتباس؟

غلاف مجلة التايم المسروق من جانب الأهرام الرياضي، كان ضمن سلسلة من الرسومات التي تصدرت المجلة الأمريكية الشهيرة، يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كرسي داخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، ومن حوله بعض الأوراق المتطايرة. 

تنوعت تلك الصور القريبة من بعضها البعض، وظهر في واحدة منها داخل عاصفة، وفي أخرى يحاول الهروب من الغرق، وثالثة يغمر الماء مكتبه، وهي الصورة التي اختارت مجلة الأهرام الرياضي أخذها مع تعديل طفيف في بطل التصميم.

اللافت في "اقتباس" الأهرام الرياضي، أنه كان بالكامل، إذ لم تبذل المجلة أي جهد لوضع أفكار جديدة في التصميم، إلا بتغيير صورة بطل التصميم من ترامب لمحمود الخطيب، مع إضافة شعار النادي الأهلي. بل إن البزّة التي كان يرتديها ترامب في التصميم الأصلي بقيت دون تعديل بالعلم الأمريكي عليها!

صحافة الأجهزة الأمنية

محمد شبانة، وإضافة إلى كونه رئيسًا لتحرير مجلة الأهرام الرياضي، فهو أيضًا أمين صندوق نقابة الصحفيين ورئيس رابطة النقاد الرياضيين في النقابة أيضًا، ما أثار عاصفة أكبر من الانتقادات لأداء النقابة وخطأ شبانة، الذي من المفترض أن يكون أحرص على تطبيق قواعد وأصول المهنة المتعارف عليها.

لكن لا يبدو أن ثمة نتيجة مرجوة من الانتقاد والرقابة التي تمارسها مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل سيطرة أمنية كاملة على الإعلام في مصر، فشبانة كغيره كثير من رؤساء التحرير، يحظى بدعم الأجهزة الأمنية، خاصة أنه كان من المجموعة الصحفية التي دافعت عن اقتحام وزارة الداخلية، في الأول من أيار/مايو 2016، لمبنى نقابة الصحفيين. وهذه المجموعة، كثير منهم عُيّن في مواقع قيادية بمؤسسات صحفية، فشبانة بات رئيسًا لتحرير الأهرام الرياضي، وخالد ميري رئيسًا لتحرير الأخبار، وعلاء ثابت رئيسًا لتحرير الأهرام.

للسوشيال ميديا رأي آخر

طالب المصور الصحفي ورئيس شعبة المصورين في نقابة الصحفيين، عمرو نبيل، بدور أكبر للنقابة في محاسبة الصحفيين المسؤولين عن تجاوزات في المهنة مثل هذه التي تورطت فيها الأهرام الرياضي. كما انتقد الصحفي محمد الخولي ما وصفه بـ"السرقة"، قائلًا: "لا إبداع ولا تشغيل دماغ!".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

مشروع قانون تنظيم الصحافة والإعلام في مصر.. رفع جديد لسقف القمع

الصحافة في عهد "عبده هيصة"