04-يونيو-2021

العدد 164 من "مجلة الدوحة" (ألترا صوت)

ألترا صوت – فريق التحرير

في عددها الـ 164 الصادر عن وزارة الثقافة والرياضة القطرية قبل يوم أمس، الأربعاء 2 حزيران/ يونيو الجاري، افتتحت "مجلة الدوحة" ملفًا خاصًا بعنوان "القصة القصيرة في قطر"، تسعى فيه إلى التأريخ لنشأة القصة القصيرة القطرية، والوقوف عند أبرز منجزات روادها، إلى جانب البحث في ظروف تطور تقنياتها السردية منذ سبعينيات القرن الفائت وحتى الآن.

تضمن عدد "مجلة الدوحة" مجموعة من التقارير والمقالات متنوعة المواضيع الاتجاهات، إلى جانب حواراتٍ مع شخصياتٍ ثقافية مختلفة

وأشار الناقد المصري محمد مصطفى سليم في مقدمة الملف، إلى أن أمر الذاكرة الفنية للقصة القصيرة القطرية بدا: "مهددًا بالتشويه الحقيقي الذي قد يسهم في تضليل الحكم النقدي على الإبداع ذاته، وهو ما حرصنا على التقليل منه، وتفادي الوقوع في الأحكام الوثوقية الخاصة برصد إنتاج القصة القصيرة في قطر، الأمر الذي توخينا فيه الحرص والدقة".

اقرأ/ي أيضًا: دورية عمران: إبستيمولوجيا الجائحة

وأضاف سليم: "نزعم أننا، في ببليوغرافيا القصة القصيرة في قطر، قد حافظنا على ذاكرة الإبداع الأدبي القطري في مجال القصة القصيرة، وبصورة تحقِّق نسبة عالية من الرضا بمصداقيتها وقيمتها التاريخية".

تضمن العدد الجديد من المجلة ملفًا آخر، خُصِص للكاتب والفيلسوف الروماني – الفرنسي إميل سيوران (1911 – 1995)، اشتمل على مقالة للفيلسوف الروماني – الأمريكي كوستيكا براداتان بعنوان "لم يكن الأمر ليكون: قمم يأس إميل سيوران"، استعرض فيها جوانب مختلفة من حياة مؤلف "مثالب الولادة" الشخصية والفكرية، بموازاة الإضاءة على أبرز سماته، لا سيما تناقضاته التي لم يرى فيها أمرًا يثير القلق، لأن التناقض الذاتي، بحسب تعبيره، لا يُعتبر ضعفًا، وإنما دليلًا على أن عقل الإنسان لا يزال حيًا.

ويفرد برادتان في مقالته حيزًا واسعًا للحديث عن علاقة سيوران بالكتابة، التي كان يلجأ إليها عند شعوره بالاكتئاب، أو تفاديًا للجنون والانتحار، وهو ما عبَّر عنه الفيلسوف الروماني صراحةً بقوله في أحد حواراته: "ربما كنت سأصبح قاتلًا، لو لم أكتب".

ويرى أستاذ العلوم الإنسانية في "جامعة تكساس"، أن أحد أبرز المواضيع التي اشتغل عليها إميل سيوران فلسفيًا، هو الفشل الذي كان يحتل مكانةً بارزة في حياته، إذ كان: "رفيق سيوران المقرب، وملهمه المخلص، بل مصدره الرئيسي للإلهام. إنه ينظر إلى العالم – إلى الناس والأحداث والمواقف – بعيون الفشل التي لا تُحْجِم".

ولا يغفل كوستيكا برادتان، في هذا السياق، الحديث عن مواقف سيوران السياسية، لا سيما موقفه من النازية وإعجابه بهتلر الذي تزامن صعودهُ في ألمانيا مع وصولهِ إليها في منحة دراسية. ومن هناك، من العاصمة برلين، كتب صاحب "اعترافات ولعنات" لعدة مجلاتٍ رومانية مفسِّرًا أسباب إعجابه بهتلر، قبل أن يتخلى عن مواقفه هذه فيما بعد، مُعيدًا أسبابها إلى "الحماس" الذي يعتبره: "شكل من أشكال الهذيان. لقد أُصبنا بهذا المرض ذات مرة، لكن لا أحد يريد أن يصدق أننا قد شفينا منه".

وإلى جانب المقالة السابقة، ضم الملف نصًا لسيوران بعنوان "أقدم المخاوف"، وهو أحد نصوص كتابه المعنون بـ "السقوط من الزمن"، الذي سيصدر قريبًا عن "منشورات الجمل" في العاصمة اللبنانية بيروت، ترجمة الشاعر التونسي آدم فتحي.

اشتمل العدد الجديد من "مجلة الدوحة" أيضًا، على عدة مقالاتٍ متنوعة الاتجاهات والموضوعات، منها: "نحو مفهوم جديد لالتزام الأدب؟" لمحمد برادة، و"مَنْ الأجدر بترجمة أشعار أماندا غورمان؟" لليزبيث كوشمونوف أرمان، ترجمة حياة لغليمي، و"الأدب الرقمي: نحو تدشين فن غريب الأطوار" لأولجا تيسكيفيتش، ترجمة شيرين ماهر، بالإضافة إلى "هل يفقد الشغل معناه بعد الجائحة" لمحمد الإدريسي، و"في نقد العبارات المسكوكة: تصلّب اللغة إفقارٌ للحياة" لخالد بلقاسم.

كما تضمن العدد مجموعة متنوعة من الحوارات مع شخصياتٍ ثقافية وأدبية مختلفة، مثل الكاتبة والصحافية الفرنسية أوجيني باستيي، وأستاذ دراسات الإعلام الحضري بجامعة "ماكجيل" الكندية ويل سترو، وعالمة الاجتماع سيلفي أكتوبر، والروائي الجزائري واسيني الأعرج، والروائي الفيتنامي فاييت ثانه نغويين، عدا عن المترجمة الألمانية لاريسا بندر، ومواطنها الفيلسوف بيتر سلوتردايك.

اشتمل العدد 163 من "مجلة الدوحة" على ملفين، خُصص الأول للقصة القصيرة القطرية، وفُرِدَ الثاني للفيلسوف الروماني سيوران

نقرأ في العدد مراجعة لكتاب "فكرة الأدب: من الفن لأجل الفن إلى الكتابات التدخّلية" لمؤلفه الفيلسوف الفرنسي ألكسندر جيفن، قدَّمها حسن المودن. بالإضافة إلى قراءة في رواية "دلشاد" للكاتبة العُمانية بشرى خلفان، قدَّمتها هدى حمد. فيما ضم باب "ترجمات" قصة قصيرة للكاتب الأمريكي فرانسيس اسكوت فيتزجيرالد، ونصوص نثرية للشاعرة التركية غولتين أكين بعنوان "أسود أبيض".

اقرأ/ي أيضًا: العدد الثاني من مجلة "البيان العربي".. اللغة ومشاغلها

واختَتمت "مجلة الدوحة" عددها، بنشر حوارٍ مع الراحل يوسف ذنون (1931 – 2020)، شيخ الخطاطين العراقيين وعميد الخط العربي في العالم الإسلامي، وفق ما جاء في تقديمها للحوار، مشيرةً إلى أنه أُجري معه قبل وفاته في تموز/ يوليو من العام الفائت.

 

اقرأ/ي أيضًا:

العدد 163 من "مجلة الدوحة".. مقاومة تفاوت السلطة

العدد الثاني من دورية "حكامة".. عن عالم غارق في الأزمات