21-ديسمبر-2022
ميسي يسجل ركلة جزاء أمام فرنسا

هدف ميسي الأول في النهائي أمام فرنسا (Getty)

داخل استاد لوسيل, ليلة الأحد 18 كانون\ديسمبر، أمام زهاء 90 ألف مشجّع، وأعين مئات الملايين من البشر حول العالم، الشعور بأن اللحظة قادمة بالنسبة للأرجنتين. كانت هجماتهم في موجات ، وفرنسا ، بطل العالم ، ليس لديها أي فكرة عن كيفية وقف تلك الموجة الزرقاء الهادرة. 

هناك القليل من الأشياء في الرياضة تعادل متعة مشاهدة ميسي والمباراة بأسرها تتدفق عبر قدميه

ففي الدقيقة 21 ، تحرك دي ماريا من الجهة اليسرى، وحاول اختراق الدفاع المهزوز للفريق الفرنسي، فحصل على ركلة جزاء نفذها ميسي بنجاح، ثم عاود دي ماريا الكرّة وسجل هدفًا ثانيًا في الدقيقة 36 من الشوط الأول من المباراة،وبدا رفاقه أقرب إلى الكأس الذهبية، قبل أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب في الشوط الثاني، بفضل إمبابي، وتعديله النتيجة في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني. 

ثم في الفترتين الإضافيتين، تبادل الفريقان الهجمات الخطيرة، فسجّل ميسي الهدف الثالث بعد خطأ دفاعي من فرنسا، لكن المنقذ امبابي عاد من جديد، وسجّل هدف التعادل الثالث في مرمى مارتينيز من ركلة جزاء، ومنح منتخب بلاده الأمل من جديد بالفوز بكأس العالم بركلات الترجيح، والتي انتهت لصالح الأرجنتين، والتي بدأت بركلة متقنة من الساحر ليونيل ميسي، منحت بقية زملائه الثقة بالفوز حتى النهاية. 

ميسي ليس الأفضل في ركلات الجزاء

بحسب تقرير لمجلة "ذا أثلاتيك" الأمريكية، فإن الشيء الغريب في ميسي هو أن سجله فيما يتعلق بضربات الجزاء ليس مبهرًا، وعلى عكس كل الجوانب الأخرى في أدائه الكروي، فإن أداءه بها متوسط ​​فقط. فخلال مسيرته الكروية، سجل ميسي 108 ركلة ناجحة من أصل 140، أي بمعدل نجاح بالكاد يتجاوز 77%. في المقابل، نجد أن كريستيانو رونالد يملك سجلًا أفضل بكثير، بواقع 146 هدفًا من 175 ركلة جزاء، أي بمعدل نجاح 83.4%. 

هنا يستعرض التقرير بعض الإستراتيجيات التي يتبعها اللاعبون، ومنهم ميسي، عند التعامل مع الركلات من نقطة الجزاء أمام المرمى، والتي قد تكون لحظات تثير التوتّر على أشدّه لدى اللاعبين، ولاسيما في المواجهات الحاسمة، مثل نهائي كأس العالم. فالمدربون والمحللون يوصون بمسارين عمومًا لمقاربة ركلة الجزاء. 

ميسي يسجل ركلة جزاء أمام فرنسا

الأول هو أن يغيّب اللاعب نفسه ذهنيًا عن كلّ الجدل والصخب الذي يسبق ركلة الجزاء، حين يتجادل لاعبو الفريق الخصم مع الحكم ويعترضون على قراره، أو محاولة الزملاء استصدار بطاقة صفراء أو حمراء ضد اللاعب المخالف. وهذا تحديدًا ما يفعله ميسي، الذي ينسحب من هذا المشهد تمامًا ويترفّع عنه، ويخرج من بقعة الضوء والصخب، ويغمض عينيه، ويلتقط نفسه، وينتظر صافرة الحكم لتنفيذ الركلة. أما المسار الثاني، فهو العيش مع الركلة منذ لحظة المخالفة، وتنفيذها في الوقت المناسب، والاندفاع الكامل بشأنها بكل تفاصيلها، وهو الأسلوب الذي يتبعه رونالدو عادة. 

 الغريب في ميسي هو أن سجله فيما يتعلق بضربات الجزاء ليس مبهرًا

عمومًا، وكما يختم مقال المجلّة، هناك القليل من الأشياء في الرياضة تعادل متعة مشاهدة ميسي والمباراة بأسرها تتدفق عبر قدميه وحركات جسده المراوغة. إنّه ساحر لا يقاوم. 

 

 

دلالات: