05-نوفمبر-2015

مكان يعرض فيلم بورنو في بغداد (ماركو دي لورو/Getty)

"الجميع يخضع للقانون الموجود أعلاه، ومن لم يلتزم يُحذف من الجروب". هذا منشور ثابت في مجموعة سرية لتبادل صور وأفلام "السكس" يديره شاب عراقي. اسم الجروب الذي أغلق قبل أربعة أشهر تقريبًا، كان "شباب أريحية". كان يديره بحسب المعلومات التي حصلنا عليها من بعض الأعضاء، شاب عراقي، غايته فقط المزاح وتبادل النكات التي لا تُحكى أمام الجميع وقضاء الوقت.

تمكنا من الدخول والإنضمام للجروب عن طريق صديق بالصدفة. أبلغني بأنه سيبعث بطلب لآدمن الجروب وقد يوافق أو لا على انضمامنا. بعد يومين وصل إشعار موافقة على دخول صفحة "الشباب الأريحية" في العالم الإفتراضي. صور فتيات، مقاطع فيديوية، نُكات متطرفة بالجنس، كل ما قد يكون ممنوعًا ستجده هناك.

في الجروب كان هُناك عدد من النقاط بمثابة قانون يُنظم وجود الأعضاء فيه. كانت النقطة الأبرز والأهم، هي، طرد أي عضو لا ينشر ولا يتفاعل مع منشورات الآخرين. الجروب الذي كان يضم ما يقارب 2000 عضو، ثبت أخيرًا على 300. هؤلاء هم المشاركون والمتفاعلون، فقط.

"أقضي هنا أوقاتي، هو جروب لا يضع أية خطوط حمراء، إلا على السياسة والدين، أنا سعيد هُنا". يقضي هذا العضو ما يقارب الأربع ساعات يوميًا للنشر والتفاعل في الجروب. أكثر ما ينشره هو صور النساء الروسيات، اللاتي يصفهن وصفًا لا يخلو من الذكورية: "قطع الجنان في الأرض".

لا يُمكن لأحد أن يكون عضوًا في هذه الجروبات بسهولة. هي أشبه بالمساعي التي يبذلها العراقي للحصول على وظيفة حكومية. ذات الأجراءات تُتخذ، واسطة، وتزكية، وإنتظار، والنتيجة موافقة أو رفض. إنها جروبات بديلة عن "المجتمع".

ثمة جروب لافت آخر: "الخوة الوصخة.. ساقطين للأبد". ربما هو الجروب الأبرز في الحسابات العراقية، هُناك "آدمنية" يُفكرون بكل جدية لحماية مجموعتهم. يتعرض الجروب المغلق إلى عشرات التبليغات يوميًا. يضطر الآدمن ورواد المجموعة للضغط على الأعضاء للنشر والتفاعل أكثر.

"الخوة الوصخة.. ساقطين للأبد"، ربما هو الجروب الأبرز في الحسابات العراقية

يضع الآدمن في بداية صفحة المجموعة عدة شروط مقابل البقاء في الجروب. الموافقة لا تعني أن ستستمر. العشرات من الأعضاء يُطردون يوميًا. بعضهم يُعاد والآخر يبقى خارجًا، بسبب التبليغات الكثيرة يُغلق الجروب بين الحين والآخر. اضطروا بعد ذلك لإنشاء مجموعة أخرى احتياطا لأي طارئ.

الباحث الاجتماعي سعيد كريم، يتحدث عن وجود رغبة مكبوتة لدى أصحاب هذه الجروبات أو الأعضاء المتواجدين فيها يسعون لإفراغها في العالم الافتراضي. يضيف أن "وجود هذه المجموعات قد لا يؤثر على الواقع بشيء، ولن يكون هناك متضرر، وهي خطوات آنية تحدث لأي إنسان ويتخلى عنها لاحقًا".

"البعض من الأعضاء أصبحوا أصدقاء على أرض الواقع، يلتقون بين حين وآخر، لكنهم على أرض الواقع مختلفون جداً عن ما يكتبوه في الجروبات"، يقول إبراهيم أحد أعضاء جروب، "ساقطين بس أخالقنا عالية".

يختار آدمنية الجروبات أسماء وعناوين لمجموعاتهم بشكل أشبه بالكوميدي، أو ربما فعلاً يُعبر عن حقيقتهم. "ساقطين بس أخلاقنا عالية"، جملة دائمًا ما يُرددها أؤلئك الذين عاشوا في عقود سابقة وهم يتحدثون لنا عن حياتهم وتصرفاتهم التي وإن كان فيها نوع من الإنحراف الشخصي لكنها لا تؤثر على الآخرين، ويتعاملون بخلق عالٍ معهم.

المنشورات التي تُكتب في تلك الجروبات لا تُنشر مباشرة. هي أشبه بعمل الصحافة. لا يُمكن نشر شيء دون أن يطلع عليه رئيس التحرير أو محرر المكتب. ينتظر كاتب المنشور طويلًا حتى الحصول على موافقة من الآدمن، وفي بعض الأحيان يرفض. آخرون يتوسلون في التعليقات على منشورات أخرى لينشر الآدمن مشاركاتهم.

أغلب تلك الجروبات تُغلق بعد فترة من إنشائها، لأسباب تتعلق إما بملل الآدمن، أو نتيجة الإبلاغات التي تحصل عليه، أو لانتفاء الحاجة له. أما أغرب اسم لواحد من تلك الجروبات، اعتمد بطريقة الانتقاص من تنظيم "داعش"، وكتب عليه: "جروب دولة الانحراف في العراق والشام باقية".

إقرأ/ي أيضًا:
تحرش جنسي في إعلان "فودافون" المصري!
ديوريكس مصر.. الجنس من باب الفكاهة؟