تواصل فصائل المعارضة السورية تقدمها العسكري لليوم الخامس على التوالي ضمن عملية "ردع العدوان"، بينما ترد قوات النظام بقصف طال مناطق في إدلب وريفها، وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين.
وتمكنت فصائل المعارضة السورية من السيطرة على أجزاء واسعة من محافظة حلب، ونجحت في السيطرة على جميع مواقع النظام في المدينة، كما سيطرت على معظم مناطق محافظة إدلب، وتقدمت جنوبًا نحو قرى عديدة في ريف حماة الشمالي، وبعض المناطق الاستراتيجية مثل الطريق الدولي حلب–حماة، وفق ما أفاد به "تلفزيون سوريا".
وعلى الجانب الشمالي والشرقي من مدينة حلب، أسفرت عملية "فجر الحرية"، أمس الأحد، عن السيطرة على مناطق كانت خاضعة لما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث تمكّنت فصائل المعارضة من السيطرة على بلدات ومدن عديدة، أبرزها مدينة تل رفعت ذات الأهمية الاستراتيجية، وأتبعتها اليوم الاثنين بالسيطرة على قرى أخرى مثل إحرص، وجيجان، وحليصة.
تواصل فصائل المعارضة السورية تقدمها العسكري لليوم الخامس على التوالي ضمن عملية "ردع العدوان"، في وقت ترد قوات النظام بقصف طال مناطق في إدلب وريفها
ويأتي هذا التطور بعدما أعلنت المعارضة أن "قسد" حاولت التقدم للاستحواذ على مناطق انسحب منها النظام، فيما نفت "قوات سوريا الديمقراطية" ذلك، حيث صرّح مظلوم عبدي، قائد "قسد"، بأن غايتهم كانت فتح ممر إنساني في حلب، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.
من جانبها، ردت "حكومة الإنقاذ" التابعة للمعارضة السورية ببيان أكدت فيه دعمها لحقوق الأكراد السوريين في العيش بكرامة، وشددت على رفضها للممارسات الهمجية التي ارتكبها تنظيم الدولة ضد الأكراد، مؤكدة أنها ستظل داعمة لحقوق جميع مكونات الشعب السوري.
وفي هذا السياق، أفادت تقارير باستعداد "قسد" للانسحاب من حي الشيخ مقصود في مدينة حلب وبعض الأحياء الأخرى شمالي المدينة، بموجب اتفاق جرى بين الجانبين، حيث سيتم الانسحاب باتجاه مدينة منبج شرقي حلب، التي تسيطر عليها.
وفي الوقت ذاته، شهدت مدينة إدلب تصعيدًا كبيرًا في القصف الجوي من قبل الطائرات الحربية الروسية وقوات النظام السوري، حيث استهدفت الأحياء السكنية والمرافق الحيوية في المنطقة. وأسفرت الغارات عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، بينما ارتفعت حصيلة الضحايا المدنيين في مختلف مناطق شمال غرب سوريا إلى 56 قتيلًا و238 مصابًا منذ بداية العمليات العسكرية الأخيرة، وفق بيانات أولية للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).
كما ارتكبت طائرات النظام السوري الحربية مجزرة في مخيم عرب تلحدية قرب حرنبوش شمالي إدلب، مما أسفر عن مقتل 8 مدنيين، بينهم 6 أطفال وامرأتان، فضلًا عن إصابة 11 آخرين، بعضهم بجروح خطيرة. واستهدفت غارات أخرى الأحياء السكنية في مدينة إدلب، مما أسفر عن مقتل 5 مدنيين وإصابة 30 آخرين. كذلك طالت غارات النظام السوري مخيم وادي خالد غربي إدلب، مما أدى إلى مقتل 8 مدنيين وإصابة 11 آخرين بجروح.